وسط مخاوف من "عزلة دولية".. واشنطن تحذر إسرائيل من "وقت محدود" في حرب غزة

مسؤولون أميركيون: إطالة أمد الحرب يضر تل أبيب والولايات المتحدة

time reading iconدقائق القراءة - 6
قصف إسرائيلي متواصل وغارات جوية مستمرة على قطاع غزة. 10 نوفمبر 2023 - Reuters
قصف إسرائيلي متواصل وغارات جوية مستمرة على قطاع غزة. 10 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي -الشرق

قال مسؤولون أميركيون إن إسرائيل تملك "وقتاً محدوداً" تسعى من خلاله إلى تنفيذ عملياتها في غزة، قبل أن يؤدي ارتفاع عدد الضحايا جراء القصف المتواصل منذ 35 يوماً إلى حالة من الغضب في المنطقة والولايات المتحدة، ما يقوض هدفها المتمثل في القضاء على حركة "حماس"، وفق ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز".

الصحيفة نقلت عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قولهم، إنه "كلما استمرت حرب إسرائيل على غزة لوقت أطول، زادت فرصة تحول الصراع إلى حرب أوسع نطاقاً، كما أن إطالة أمد القصف، يزيد عزلة إسرائيل والولايات المتحدة"، إذ تدعو دول في جميع أنحاء العالم إلى وقف فوري لإطلاق النار. 

وأضاف المسؤولون، أن "رد الفعل المفرط"، الذي اتخذته إسرائيل "أثار حالة من التعاطف في جميع أنحاء العالم مع القضية الفلسطينية"، كما فاقم القصف المستمر واستهداف المستشفيات من خطر وقوع المزيد من الضحايا.

وبينما يدفع مسؤولو إدارة الرئيس جو بايدن، إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز براون، الأربعاء، للصحيفة الأميركية، إنه "يشعر بالقلق من أن يُولد مقتل كل مدني في غزة مقاتلين مستقبليين في حماس".  

انقسام "إسرائيلي - أميركي"

وقال الجنرال براون، إنه "كلما استغرقت الحرب وقتاً أطول، ازدادت صعوبتها على إسرائيل". إذ يعكس تصريح براون حالة الانقسام بين إسرائيل والإدارة الأميركية التي أعلنت تأييدها للحملة العسكرية الإسرائيلية حتى مع ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين.

ويتزامن تخوف براون مع تصريحات أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، التي اعتبر فيها أن عدد القتلى المدنيين في قطاع غزة، يُظهر أن ثَمة "خطأ" في العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد "حماس".

وقال المسؤولون الأميركيون إن قرار إسرائيل السريع بشن عمليات توغل برية "لم يترك وقتاً للتخطيط المسبق والمحكم للتقليل من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون"، خصوصاً مع سقوط 10 آلاف فلسطيني، 40% منهم من الأطفال والمراهقين، وفقاً لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية.

ويرى المسؤولون الأميركيون، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغم رفضه "وقف إطلاق النار"، حتى يتم إطلاق سراح جميع الرهائن، إلا أنه يبدو أنه يفهم أن إسرائيل "لا تتمتع بميزة الوقت غير المحدود لتحقيق أهدافها". 

وقال أحد المسؤولين لـ"نيويورك تايمز"، إن "كبار القادة العسكريين الأميركيين يحاولون، عبر مكالمات هاتفية شبه يومية، حض نظرائهم الإسرائيليين على أن يكونوا أكثر دقة في استهداف حماس".

فيما حض مسؤولون آخرون نظراءهم الإسرائيليين على استخدام "القنابل الموجهة بالأقمار الصناعية التي تزن 250 رطلاً، بدلاً من الذخائر التي تراوح وزنها بين الألف إلى ألفي رطل في الاستهدافات العسكرية في غزة".

وقال المسؤولون، إن الحصار الذي يفرضه الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، والذي قسّم القطاع إلى نصفين، سيجعل من الصعب على "حماس" إعادة بسط سيطرتها.  

الوقت ليس بصالح إسرائيل

المسؤولون أشاروا إلى أن القرار الذي اتخذته إسرائيل قبل أسبوعين، بوقف غزو واسع النطاق ضد غزة، واستبداله بهجوم بري أكثر تدرجاً "يتماشى مع اقتراحات وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لنظرائه الإسرائيليين".

وفي الإطار، قال القائد المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال كينيث ماكينزي، إن الجيش الإسرائيلي "حدد خمسة أهداف رئيسة لحملة غزة: تفكيك حماس، وتقليل الخسائر من المدنيين، وتقليل المخاطر التي تتعرض لها قواته، واستعادة الرهائن، وتجنب توسيع نطاق الحرب أبعد من غزة".

وأضاف أن إسرائيل "ماضية في تحقيق معظم هذه الأهداف، حيث تنفذ حملة مركزة لعزل مدينة غزة عن بقية القطاع، والحد من استهدافها بصواريخ حماس، والبحث عن الرهائن بمساعدة الولايات المتحدة"، حيث يُعتقد أن كثيراً منهم محتجزون في مجمع أنفاق واسع.

ووصف ماكينزي، الحملة الإسرائيلية على قطاع غزة، بأنها "متأنية ومتعقلة للغاية"، لكن من الناحية الاستراتيجية، اعتبر أن "الوقت ليس بالضرورة في صالح إسرائيل".

ورغم أن إسرائيل أسقطت آلاف الأطنان من القنابل خلال غاراتها الجوية، إلا أن أكثر من 30 جندياً إسرائيلياً قتلوا، خلال المواجهات البرية، ما يشير إلى أن الجيش الإسرائيلي يتحرك بحذر على الأرض، بينما تقوم الطائرات الحربية وقذائف المدفعية بعملية الاستهداف.  

وقال قادة أميركيون خاضوا معارك ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، إن "محاصرة حماس في أحد معاقلها وقطع خطوط الإمداد والاتصالات عنها يجبر الحركة على استهلاك الإمدادات الموجودة وينهك مقاتليها".

وتتزايد الانتقادات الموجهة لإسرائيل، ما يشكل ضغطاً على الجيش لضرب "حماس" في أسرع وقت ممكن، إذ قال الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" ياكوف بيري، إن "الجيش ووكالات الاستخبارات ستقتل قادة حماس الذين نفذوا هجمات 7 أكتوبر، لكنه، أعرب عن قلقه من أن إسرائيل تخلق جيلاً جديداً من المقاتلين".

تصنيفات

قصص قد تهمك