قال متحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الجمعة، إن من حق روسيا "تحريك قواتها على أراضيها بالطريقة التي تحلو لها"، مشيراً إلى أن "الوضع في شرق أوكرانيا مضطرب للغاية، مما ينطوي على مخاطر عمليات قتالية على أوسع نطاق".
يأتي ذلك بعد ساعات من مطالبة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإنهاء الحشد العسكري بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، فيما استبعد قائد الجيش الأوكراني، الجمعة، أي هجوم عسكري على الانفصاليين الموالين لروسيا.
وقال مكتب المستشارة الألمانية، في بيان، إنها "دعت الرئيس الروسي في مكالمة هاتفية إلى تقليص حشد القوات الروسية بالقرب من أوكرانيا".
وأوضح البيان: "كان أحد مواضيع محادثتهما، من بين أمور أخرى، الوجود العسكري الروسي المتزايد بالقرب من شرق أوكرانيا"، مضيفاً أن "المستشارة دعت إلى خفض هذه التعزيزات العسكرية لتهدئة التوتر".
وأعرب الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية عن قلقهما لتصاعد التوتر في النزاع شرق أوكرانيا، وشدد بوتين على مسؤولية كييف "التي تهدف استفزازاتها في الآونة الأخيرة إلى تفاقم الوضع عمداً عند خط التماس"، بحسب بيان صدر عن الكرملين عقب اتصال هاتفي بينهما.
وأكد الرئيس الروسي ضرورة التزام كييف باتفاقات مينسك الخاصة بتسوية الوضع في أوكرانيا.
ودعا الزعيمان إلى "ضبط النفس وتفعيل عملية التفاوض"، بينما وصلت محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا، بوساطة فرنسية ألمانية، إلى طريق مسدود.
خطوط أمامية
وتزامن ذلك مع توجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الخطوط الأمامية للنزاع الدائر مع الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا حيث تزداد الاشتباكات المسلحة.
وارتدى زيلينسكي زياً عسكرياً وسترة واقية من الرصاص وقناعاً أثناء زيارته القوات الأوكرانية في الخنادق بمنطقة لوغانسك التي شهدت اشتباكات مؤخراً.
بدوره قال زيلينسكي: "إنه لشرف لي أن أكون هناك"، حيث منح أوسمة لجنود وأشاد بـ"بطولة وتفاني العسكريين"، لكن من دون أن يجدد اتهاماته الأخيرة لروسيا.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تتهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو بحشد قوات على الحدود، وبتسبب الانفصاليين في حوادث مسلحة بشكل شبه يومي، رغم أن موسكو تقول إن وجود قواتها هناك "إجراء دفاعي"، وستُبقي عليه طالما أنها ترى ذلك مناسباً.
وتشعر كييف وحلفاؤها الغربيون بالقلق إزاء تحركات موسكو التي ينظر إليها أنها الداعم العسكري للانفصاليين، وأيضاً شبه جزيرة القرم التي ضمتها إليها.
وتؤكد السلطات الروسية أن تحركات هذه القوات لا تشكل أي تهديد، وتحمّل أوكرانيا مسؤولية الاشتباكات على الجبهة والرغبة في إفشال محادثات السلام العالقة في طريق مسدود.
وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بالمسؤولية عن تصاعد العنف شرق أوكرانيا في الآونة الأخيرة، حيث تقاتل قوات أوكرانية قوات مدعومة من روسيا، في صراع تقول كييف إنه تسبب في مقتل 14 ألف شخص منذ 2014.
ودعت أوكرانيا حلف شمال الأطلسي، الثلاثاء، لوضع مسار واضح لانضمامها إليه، ما أثار انتقادات فورية من موسكو.