"علم الأمم المتحدة لا يحمي".. أضرار مادية وضحايا بين صفوف المنظمات الإنسانية في غزة

time reading iconدقائق القراءة - 7
موظفون تابعون لـ"الأونروا" يعملون في مدرسة تابعة للوكالة تأوي نازحين في غزة. 25 أكتوبر 2023 - AFP
موظفون تابعون لـ"الأونروا" يعملون في مدرسة تابعة للوكالة تأوي نازحين في غزة. 25 أكتوبر 2023 - AFP
دبي -الشرق

تعاني المنظمات الإنسانية والأممية في قطاع غزة، سلسلة من الصعوبات الجمة مع استمرار القصف الإسرائيلي على المستشفيات والمدارس والمرافق التابعة لها، والذي خلّف حتى الآن عشرات القتلى من موظفيها، وسط تأكيدات بشأن "عدم كفاية" المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى القطاع.

وتشير المنظمات الإنسانية في غزة، والتي يحتمي موظفوها من القصف الإسرائيلي المكثف الذي أودى بحياة العشرات منهم، إلى نفاد المياه النظيفة كما يواجهون مخاطر صحية متزايدة مع تعطل الخدمات العامة وإغلاق المستشفيات.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الاثنين الماضي، إن غزة "تتحول إلى مقبرة للأطفال"، وإن العديد من النساء والأطفال، وكذلك موظفي المنظمة العالمية والصحافيين، يُقتلون في قطاع غزة.

وقطعت إسرائيل كل إمدادات الكهرباء والوقود عن غزة ولم تسمح إلا بدخول كميات قليلة من الغذاء والدواء، بينما تواصل الحصار والقصف منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما خلف أكثر 11 ألف ضحية، حتى الآن.

ولم يعد علم الأمم المتحدة كافياً لحماية من لجأوا إلى المنشآت الأممية في القطاع، بحسب منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" التي أعلنت، الجمعة، عن مصرع أكثر من 100 من موظفي الأمم المتحدة منذ بدء حرب إسرائيل على غزة.

وأعرب المفوض العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، عبر منصة X عن شعوره بـ"الفجع"، مضيفاً: "تأكد مصرع أكثر من 100 من زملائنا في الأونروا خلال شهر واحد، أهل، معلمون، ممرضون، أطباء، فريق دعم".

ونقلت وكالة "رويترز" عن "الأونروا" قولها، إن "بعضهم قُتل وهم يصطفون من أجل الحصول على الخبز، وإن آخرين ماتوا مع عائلاتهم في منازلهم".

وبدأت إسرائيل تنفيذ فترات توقف للقتال مدتها 4 ساعات يومية في شمال قطاع غزة حتى يتسنى للفلسطينيين الفرار من هجماتها، لكن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ينس لاركه، انتقد فترات توقف القتال، قائلاً إنه "لم يجر تنسيقها مع الأمم المتحدة".

وأضاف: "من الواضح أنه لتنفيذ هذا بأمان لأغراض إنسانية، يتعين الاتفاق مع جميع الأطراف".

تكدس في مرافق الأمم المتحدة

وباتت مسألة التكدس في مرافق الأمم المتحدة في غزة، تشكل مصدر قلق كبير، لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي أشار إلى أنه "لن يزيد هذا التكدس في منشآت الأونروا إلا سوءاً".

وخرجت عن الخدمة 18 من أصل 35 مستشفى في غزة إضافة إلى 40 مرفقاً صحياً، إما بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

وتلجأ عائلات غزة حالياً إلى مستشفى الشفاء، وهو الأكبر في القطاع، ويقع داخل مدينة غزة التي تطوقها القوات الإسرائيلية، وتقول إسرائيل إن مقاتلي حركة "حماس"، يتخذون من المنطقة مقراً، وطلبت من السكان المغادرة والتوجه جنوباً.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، كريستيان ليندميير، إن "أكثر من 16 من العاملين في مجال الرعاية الصحية لقوا حتفهم، أثناء ممارسة عملهم في غزة"، داعياً إلى رفع القيود عن الإغاثة الطبية، وأضاف: "بعض الأطباء يجرون عمليات جراحية، بينها عمليات بتر أطراف، دون تخدير".

من جهته، ذكر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط، أحمد المنظري، الجمعة، لوكالة أنباء العالم العربي AWP، أن "من أصل 72 مركزاً صحياً يعمل في شتى أرجاء غزة، تابعة لوزارة الصحة والأونروا، خرج ما يقارب 52 مركزاً من الخدمة، معظمها بالاستهداف المباشر، والمستمر للمؤسسات الصحية والطواقم الطبية وسيارات الإسعاف".

وأشار إلى "تركز القصف الإسرائيلي في محيط مستشفى الشفاء، ومستشفى الرنتيسي في غزة"، لافتاً إلى أن "هناك جرحى في العيادات الخارجية للمستشفى، وفي الغرف ومعظمهم إصاباتهم خطيرة، وبعض منهم قُتل جراء هذا الاستهداف".

وأوضح أن "منظمة الصحة العالمية لديها تقريباً 22 موظفاً يعملون في غزة، جميعهم يعملون على الأرض مع نظرائهم من وزارة الصحة الفلسطينية وكذلك المنظمات الأممية الأخرى".

وذكر المنظري أن "المنشآت الطبية المتبقية في قطاع غزة تعمل بطاقة استيعابية وصلت إلى 180%، لتستقبل 7000 مريض، وهو ما يتجاوز أضعاف طاقتها الاستيعابية قبل الحرب". 

وحول الإصابات التي رصدتها منظمة الصحة العالمية من خلال طواقمه في غزة، أوضح المنظري أن "الإصابات شديدة وأعدادها أكبر مقارنة بالبلدان الأخرى والحروب السابقة التي شهدتها غزة".

ولفت إلى وجود "بتر للأطراف، وحروق من الدرجة الثانية والثالثة، وفقدان للعيون، وحالات اختراق لشظايا للأعضاء الداخلية للجرحى"، مبيناً أنه "بسبب منع دخول الوقود، توقفت مستشفيات عن الخدمة، وهناك مئات المرضى يعيشون تحت أجهزة التنفس الاصطناعي وانقطاع الوقود يهدد حياتهم".

وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وجود 122 ألفاً من سكان غزة النازحين في المستشفيات والكنائس والمباني العامة المنتشرة في أنحاء القطاع، بالإضافة إلى 827 ألفاً في المدارس التي شهد عدد منها قصف إسرائيلي.

وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أعلنت السبت الماضي، أن "إحدى مدارسها في مخيم جباليا للاجئين تأثرت بغارات"، لافتةً إلى أن المنظمة "تستخدم المدرسة كملجأ للعائلات النازحة. وحتى 12 أكتوبر، كانت المدرسة تأوي 16 ألفاً من النازحين الداخليين".

تصنيفات

قصص قد تهمك