ذكرت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة في السودان "يونيتامس"، الأحد، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد الخميس المقبل، جلسة لبحث الوضع في البلد الذي أنهكته الحرب.
وقالت المنسقة الأممية المقيمة في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي، إن السودان يشهد "أزمة لا مثيل لها"، مشيرة إلى أن "الفظائع التي تحدث في السودان تقترب من الشر المحض، وتعجز الكلمات عن وصفها".
وأضافت: "إذا لم نتحرك الآن فإن السودان يخاطر بالتحول إلى أزمة طويلة الأمد حيث الأمل ضئيل والأحلام أقل".
وحذرت سلامي من أن تفشي الأمراض يشكل تهديداً متزايداً، لا سيما في المواقع التي تعاني سوء أحوال المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
وأردفت: "قد يموت ما لا يقل عن 10 آلاف طفل دون سن الخامسة بحلول نهاية عام 2023، بسبب زيادة انعدام الأمن الغذائي، وانقطاع الخدمات الأساسية".
عنف متصاعد
وكان الاتحاد الأوروبي قد ندد الأحد الماضي، بتصاعد العنف بإقليم دارفور في السودان، محذراً من خطر وقوع "إبادة جماعية أخرى"، بعد أن أدى الصراع هناك بين عامي 2003 و2008 إلى سقوط نحو 300 ألف شخص وتشريد ما يزيد على مليونين.
وتحدث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان عن تقارير نقلاً عن شهود أفادوا بسقوط ما يزيد على ألف فرد من قبيلة "المساليت" في أردمتا بولاية غرب دارفور، خلال ما يزيد قليلاً على يومين فقط في هجمات شنتها قوات الدعم السريع وميليشيات تابعة لها.
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس"، الأربعاء الماضي، أن جماعات عربية مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع ارتكبت "انتهاكات خطيرة" لحقوق الإنسان في ولاية غرب دارفور، فيما عبّرت الولايات المتحدة عن قلقها الشديد "إزاء تقارير من شهود عيان تفيد بارتكاب قوات الدعم السريع وفصائل مرتبطة بها "انتهاكات جسيمة".
محادثات جدة
وكان بيان عن محادثات جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، قال إن عمل المحادثات تركز على تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتحقيق وقف إطلاق النار، وإجراءات بناء الثقة تمهيداً للتوصل إلى وقف دائم للصراع.
وأشار البيان إلى أن القوات المسلحة في السودان وقوات الدعم السريع تلتزمان على ضوء إعلان جدة لحماية المدنيين بالسودان الموقع في 11 مايو الماضي، بالانخراط في آلية إنسانية مشتركة بقيادة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لمعالجة معوقات إيصال المساعدات الإغاثية، وتحديد جهات اتصال لتسهيل مرور وعبور العاملين في المجال الإنساني والمساعدات.
وفي وقت سابق الأحد، اشتبك الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، مع استمرار الصراع المرير في السودان الذي تسبب في أزمة إنسانية ونزوح الملايين دون وجود أفق لنهايته.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشكل مفاجئ في منتصف أبريل الماضي، بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.