قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، بعد محادثات استمرت أربع ساعات مع نظيره الصيني شي جين بينج إن العلاقات المشحونة بين البلدين آخذة في التحسن، فيما أشار إلى أنه لا يزال يعتبر شي "ديكتاتوراً"، رغم التقدم الذي أُحرز خلال اجتماعهم في مدينة سان فرانسيسكو.
وأجاب بايدن، في مؤتمر صحافي أجراه بمفرده عقب القمة، عندما سُئل عما إذا كان لا يزال يرى أن شي ديكتاتوراً، وهو ما سبق أن قاله في تصريحات سابقة يونيو الماضي: "إنه كذلك. إنه ديكتاتور بمعنى أنه رجل يدير دولة شيوعية تقوم على شكل حكومة مختلفة تماماً عن نظامنا"، وفق ما أوردته شبكة "CNN".
وردت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج في إيجاز صحافي يومي في بكين، قائلة إن التصريحات خاطئة للغاية، واعتبرتها بمثابة "تلاعب سياسي غير مسؤول".
وأشارت إلى أنه "سيكون هناك على الدوام أشخاص لديهم نوايا سيئة، يسعون إلى دق إسفين في العلاقات الأميركية الصينية، ولن ينجحوا في ذلك".
ورفضت نينج توضيح المقصود بـ"هؤلاء الأشخاص".
والتقى بايدن وشي في سان فرانسيسكو الأربعاء، في أول لقاء لهما منذ عام، وهو اللقاء الثاني منذ تولي بايدن السلطة في 2021. واتفق الزعيمان على استئناف خطوط التواصل العسكري بين جيشي البلدين، والتي قطعتها بكين قبل عام.
وكان بايدن يهدف إلى استغلال اللقاء لوضع العلاقات بين الولايات المتحدة والصين على مسار أكثر ثباتاً بعد أشهر من التوتر بين القوتين العظميين.
بكين: القمة سارت بشكل جيد
ورغم وصف بايدن له بـ "الديكتاتور"، قال الرئيس الصيني في عشاء عمل مع مديرين تنفيذيين أميركيين عقب القمة، إن باب العلاقات الأميركية الصينية لا يمكن إغلاقه، مشدداً على أن الصين لا تنوي تحدي الولايات المتحدة، أو السعي للهيمنة، فيما وصف وزير الخارجية الصيني وانج يي القمة بأنها "علامة فارقة" في تاريخ العلاقات بين البلدين.
ونقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن شي قوله إن الصين "ليس لديها خطط للتفوق على الولايات المتحدة أو الإطاحة بها، ولا ينبغي للولايات المتحدة أن تخطط لقمع الصين أو احتوائها"، بحسب بيان نشرته وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".
وقال وزير الخارجية الصيني إن القمة "سارت بشكل جيد، وعقدت في جو من الاحترام المتبادل"، وفق ما أوردته شبكة CGTN.
وأضاف: "خلال اللقاء الشخصي، تبادل رئيسا البلدين وجهات النظر بشكل عميق حول القضايا الأكثر إلحاحاً، مثل تطوير الفهم الصحيح لبعضهما البعض، وإدارة الخلافات بشكل صحيح، وتعزيز الحوار والتعاون"، كما ناقشا القضايا الدولية مثل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والأزمة الأوكرانية، والتغير المناخي، والذكاء الاصطناعي.
مسألة تايوان
وذكرت "شينخوا" أن شي وبايدن تبادلا وجهات النظر بشأن تايوان، وأوضح لبايدن شي أن المخاوف بشأن الجزيرة هي "أكبر وأخطر قضية في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين".
وقال في هذا الصدد إن الصين "تفضل إعادة التوحيد سلمياً ووضع الشروط التي سيتم بموجبها استخدام القوة"، فيما رد بايدن بتكرار الموقف الأميركي المتمثل في "الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة".
وفي الاجتماع، طلبت الولايات المتحدة من الصين احترام العملية الانتخابية في تايوان في الفترة التي تسبق عملية التصويت في يناير المقبل، وعلى الرغم من المخاوف المستمرة بشأن الحشد العسكري الصيني الضخم حول تايوان، خلص المسؤولون الأميركيون ممن حضروا الاجتماع إلى أن شي "لم يكن يستعد لغزو واسع النطاق".
يشار إلى أن الرئيسين جلسا مقابل بعضهما البعض حول طاولة اجتماعات، على هامش قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، وأحاط بهما كبار المسؤولين في إدارة البلدين، إذ تطرقا إلى موضوعات مماثلة في تصريحاتهما، حيث قال كلاهما إن هدفهما هو منع تحول العلاقة بين بلديهما إلى صراع.