"ضرب واعتداءات".. روايات معتقلي الضفة الغربية في سجون إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود إسرائيليون يعتقلون شاباً فلسطينياً خلال عملية تفتيش ومداهمة في قرية بيتا بالضفة الغربية المحتلة. 21 أغسطس 2023 - AFP
جنود إسرائيليون يعتقلون شاباً فلسطينياً خلال عملية تفتيش ومداهمة في قرية بيتا بالضفة الغربية المحتلة. 21 أغسطس 2023 - AFP
القدس -رويترز

يتعرض المعتقلون الفلسطينيون داخل مرافق الاحتجاز الإسرائيلية إلى اعتداءات جسدية ومعاملة مهينة بشكل متزايد، وخاصة في أعقاب أحداث السابع من أكتوبر، بحسب شهادات بعض من أُطلق سراحهم ومسؤولين فلسطينيين.

واعتقل الجيش الإسرائيلي، مئات الفلسطينيين في الضفة، منذ شنت فصائل فلسطينية هجوماً مباغتاً على بلدات ومستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وقال الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إنه يتخذ إجراءات في الضفة مع المشتبه بهم المتورطين في أنشطة مسلحة، لافتاً إلى أن معظم الفلسطينيين المعتقلين البالغ عددهم 1750 مرتبطين بحركة "حماس".

وقالت جمعية نادي الأسير الفلسطيني، التي تمثل السجناء الذين تحتجزهم إسرائيل، إن أكثر من 2700 فلسطيني اعتُقلوا في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب.

من جهته، أفاد رئيس هيئة شؤون الأسرى التابعة للسلطة الفلسطينية، قدورة فارس، إن عدد الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل ارتفع إلى أكثر من 7800، بينهم نحو 300 طفل و72 امرأة، مضيفاً أن هذا العدد لا يشمل السجناء من غزة، وأن إسرائيل ترفض الكشف عن عددهم.

وأشار فارس، إلى أن 4 أسرى فلسطينيين على الأقل لقوا مصرعهم في السجون الإسرائيلية في الأسابيع القليلة الماضية، موضحاً أن تشريح الجثث أظهر أنهم تعرضوا للتعذيب أو الإهمال الطبي.

ولفت إلى أن مئات آخرين من السجناء أصيبوا بعد تعرضهم للضرب المبرح بكسور في أطرافهم وأضلاعهم وكدمات في أجسادهم.

فيما قال متحدث باسم السجون الإسرائيلية، إن 3 أسرى فلسطينيين لقوا حتفهم في 3 ظروف مختلفة خلال الأسابيع الستة الماضية، وإن الحوادث قيد التحقيق.

وأشار إلى أنه "في إطار جهود الحرب تُفرض ظروف احتجاز أكثر صرامة على السجناء السياسيين الفلسطينيين".

وفي حين انصب التركيز على سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة خلال الأسابيع الستة الماضية، فإن الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، ويعيش فيها نحو 3 ملايين فلسطيني، وأكثر من نصف مليون مستوطن، تشهد حالة من الغليان منذ أكثر من 18 شهراً، ما أثار قلقاً دولياً متزايداً مع تصاعد العنف.

وذكرت منظمة العفو الدولية في بيان صدر في وقت سابق أن لجوء إسرائيل يتزايد جداً للاعتقال الإداري، وهو أحد أشكال الاحتجاز دون تهمة أو محاكمة.

اتهامات بسوء المعاملة

كان حمزة القواسمي رهن الاعتقال الإداري في سجن "عوفر"، حيث كانت الزنازين مكتظة. وقال إنه قابل نحو 70 سجيناً هناك معظمهم مصابون بكدمات واضحة، كما حُرم أحد السجناء ممن تعرضوا للضرب حتى كُسرت ذراعه من الرعاية الطبية.

وشارك القواسمي (27 عاماً) في مسيرات مناهضة للحرب على غزة، وكان قد ألقي القبض عليه من قبل، بسبب انتمائه للكتلة الإسلامية في جامعة الخليل، لكنه قال إن المعاملة هذه المرة "كانت الأسوأ".

وقال القواسمي: "وضعوني في الجيب أمام الأهل، لم يكن هناك أي اعتداء، لكنه بدأ بقوة بعد نزولي من الجيب، إذ اقتادتني قوة من حرس الحدود، وأخذوني عند منطقة الحرم الإبراهيمي، إذ عُصبت عيناي، وصفدوا يداي واتهموني بالانتماء لتنظيم داعش وضربوني، وعندما أزالوها عن عيني حتى أتمكن من رؤيتهم وجهوا أسلحتهم إلى رأسي وهددوني بالقتل".

في المقابل، قال متحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، إن المصلحة "ليست لديها علم بالواقعة التي تحدث عنها  حمزة القواسمي، لكن جميع السجناء والمعتقلين لهم الحق في تقديم شكاوى والتي تفحصها السلطات"، مضيفاً أن "جميع السجناء لدى مصلحة السجون يتم احتجازهم وفقاً لأحكام القانون".

واستشهدت مديرة مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية، هبة مرايف، بشهادات وأدلة مصورة قالت إنها تشير إلى العديد من حوادث التعذيب وغيرها من أساليب سوء المعاملة على يد القوات الإسرائيلية، بما في ذلك الضرب والإذلال المتعمد للفلسطينيين المحتجزين في ظروف مزرية.

وفي مقطع فيديو تحققت منه "رويترز" نُشر بتاريخ 13 نوفمبر، ظهر جنود إسرائيليون ملثمون في الخليل، وهم يضربون رجلاً فلسطينياً أثناء بث مباشر له على منصة "تيك توك".

وشوهد الجنود، وهم يدخلون منزله بالقوة، ويركلونه ويضربونه بأسلحتهم النارية أمام عائلته، فيما كانت ابنته تصرخ في حالة ذعر. وأُطلق سراح الرجل، واسمه إياد بنات، بعد ساعات.

وقال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إن الجنود اعتقلوا بنات، لأنه منعهم من تفتيش المبنى الذي يسكن فيه بحثاً عن مسلحين مطلوبين، وذلك دون أن يوضح كيف كان يعرقل عملهم في أثناء وجوده في منزله أو ما إذا كان تم العثور على أي مسلحين.

وأضاف الجيش أن تحقيقاً أولياً أشار إلى استخدام "عدد غير معقول من الأفراد خلال اعتقال بنات"، وأن قائداً عسكرياً سيتخذ إجراء تأديبياً مع استمرار التحقيق.

ويشرف على السجون الإسرائيلية وزير الأمن القومي اليميني المتشدد إيتمار بن جفير، الذي طالما دعا إلى اتخاذ إجراءات صارمة مع السجناء الفلسطينيين.

ونشر بن جفير مقطع فيديو من زيارته لأحد السجون، حيث قال إن هناك "مسلحين فلسطينيين محتجزين في أقسى الظروف وحيث يتم تشغيل النشيد الوطني الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت في جميع الأوقات".

كما عبَّر عن أمله في أن يتجاوز مشروع قانون يدعم عقوبة الإعدام للمسلحين قريباً مرحلة التصويت الأولى في الكنيست.

تصنيفات

قصص قد تهمك