"معضلة نتنياهو".. وقود غزة يشعل خلافاً داخل الائتلاف الحاكم في إسرائيل

time reading iconدقائق القراءة - 6
دبي-الشرق

يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مواجهة تمرد القوميين المتدينين وزعماء المستوطنين داخل ائتلافه الحاكم الذين يطالبون بإلغاء قرار السماح بدخول شاحنتي وقود يومياً إلى قطاع غزة، بحسب مجلة "بوليتيكو" التي اعتبرت ذلك تنازلاً من نتنياهو بعد تصاعد الضغوط الأميركية والدولية عليه.

وقالت المجلة الأميركية، السبت، إن شركاء نتنياهو داخل الائتلاف الحاكم طالبوا بأن يكون لهم دوراً أكبر في إدارة حرب غزة، قائلين إنه لا ينبغي تسليم الوقود إلى القطاع، مهما كان حجمه محدوداً، أو تقديم أي تنازلات إنسانية أخرى، حتى تفرج حركة "حماس" عن الرهائن التي احتجزتهم في هجوم 7 أكتوبر الماضي.

وأصر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، وهو يميني متطرف، على ضرورة توسيع حكومة الحرب بحيث يكون لجميع الأحزاب السبعة في الحكومة الائتلافية مقعد فيها، واصفاً قرار السماح بدخول الوقود بـ"الخطأ الفادح".

كما انتقد القوميون المتدينون وزعماء المستوطنين، الأسبوع الماضي، قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن الهدن اليومية، وقالت "بوليتيكو" إنه قد اتخذه بعد عملية "لي ذراع" من قبل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بإيقاف القصف الجوي والعمليات البرية لبضع ساعات يومياً للسماح للفلسطينيين بالنزوح إلى جنوب القطاع.

معضلة نتنياهو

ورأت المجلة أن حالة الغضب داخل الحكومة الائتلافية بشأن دخول الوقود إلى غزة تكشف عن المعضلة التي يواجهها نتنياهو في محاولته تحقيق التوازن بين القوميين المتدينين واليمينيين المتطرفين في حكومته وحلفاء إسرائيل الغربيين، الذين يضغطون لتخفيف معاناة المدنيين.

وقال مسؤولون إسرائيليون، إن قرار السماح بدخول كميات صغيرة من الوقود يومياً، جاء كبادرة من جانب الحلفاء الغربيين لتجنب انهيار شبكات الصرف الصحي والمياه في غزة، الأمر الذي قد يؤدي إلى خطر انتشار الأمراض، ما يؤثر على المدنيين والقوات الإسرائيلية.

لكن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن جفير أعلن رفضه لهذه الحجة، وقال: "طالما أن رهائننا لا يحصلون حتى على زيارة من الصليب الأحمر، فليس هناك أي معنى في تقديم مساعدات إنسانية للعدو".

وتابع: "السماح بدخول الوقود يشير إلى الضعف، كما أنه يعطي الأكسجين للعدو، ويسمح لزعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، بالجلوس بشكل مريح في مخبأه المكيف، ومشاهدة الأخبار ومواصلة التلاعب بالمجتمع الإسرائيلي وعائلات الرهائن".

ونقلت المجلة عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: "لقد تمت الموافقة على دخول 60 ألف لتر من الوقود (حوالي شاحنتين) إلى غزة، وهو ما يمثل حوالي 3.5% من الكمية التي كانت تدخل القطاع قبل الحرب، من أجل منع حدوث أزمة إنسانية، ولتمكين استمرار عملية القضاء على حماس"، مشيراً إلى أن "الأمر سيمنع نظام الصرف الصحي من الانهيار".

وكان بايدن أعرب، الأسبوع الماضي، عن شعوره بالإحباط بشأن المدة التي استغرقها إقناع إسرائيل بالموافقة على هدنة إنسانية قصيرة، إذ إنه لم يطلب من نتنياهو هدناً يومية فحسب، ولكن طالبه بهدن تستمر لمدة أطول من 3 أيام، وذلك للسماح بإجراء مفاوضات بشأن إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم "حماس"، لكن طلبه رُفض.

تراجع الشعبية

ويكافح نتنياهو لإبقاء شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف في صفه، إذ حث الوزراء، الأسبوع الماضي، على الصمت و"توخي الحذر في كلماتهم" عندما يتحدثون عن الحرب على "حماس".

وقال نتنياهو في اجتماع لمجلس الوزراء: "عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية، فإن كل كلمة سيكون لها معنى، ولذا فإنه يجب أن نكون دقيقين".

وجاء تحذير نتنياهو بعد أن تحدث وزير الزراعة الإسرائيلي آفي ديختر عن نزوح الفلسطينيين في قطاع غزة باعتباره سيصبح تهجيراً دائماً، وقد أطلق على الأمر "نكبة غزة عام 2023"، في إشارة إلى نكبة عام 1948 التي شهدت طرد آلاف الفلسطينيين من بلادهم، وقال ديختر خلال مقابلة تلفزيونية: "هكذا سينتهي الأمر". 

والخميس الماضي، قال بن جفير، قبل اندلاع الغضب داخل الائتلاف، بسبب تراجع نتنياهو عن تعهداته السابقة بعدم السماح بدخول قطرة وقود واحدة إلى غزة،  إنه "يجب تسوية الضفة الغربية بالأرض مثل غزة".

وأضاف: "نحن بحاجة للتعامل مع حماس في الضفة الغربية، والسلطة الفلسطينية التي لديها وجهات نظر مماثلة للحركة، تماماً مثلما نتعامل مع غزة".

ومن غير المرجح أن ينسحب شركاء نتنياهو في الائتلاف من الحكومة، كما أنه لن يرغب أي من الأحزاب السبعة في تغيير الظروف لإجراء انتخابات مبكرة.

وأظهر استطلاع للرأي أُجرى، الجمعة، أن الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء سيتعرض لهزيمة ساحقة في حال أجريت انتخابات الكنيست حالياً.

وقالت "بوليتيكو" إن الحرب لم تؤد لتعزيز فرص نتنياهو، على عكس الجنرال المتقاعد بيني جانتس، وهو أحد قادة حزب "الوحدة الوطنية" الذي ينتمي إلى يمين الوسط، والذي وافق على الاشتراك في حكومة الحرب، رغم الخلافات الشخصية والسياسية مع نتنياهو، إذ إنه عند سؤال المستطلعين الإسرائيليين عمن يفضلون كرئيس للوزراء، اختار 41% منهم جانتس، مقابل 25% فقط اختاروا رئيس الوزراء الحالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك