تعثر اتفاق بين حزبيْ المعارضة الرئيسيين في تايوان، لتوحيد الجهود الرامية لإسقاط الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم، وذلك بعد ثلاثة أيام فقط على تأييدهما تنظيم حملة مشتركة في الانتخابات الرئاسية المقررة يناير العام المقبل، وفق ما أوردته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
وفشل "الكومينتانج"، أكبر حزب معارض في البلاد وحزب "الشعب التايواني" في الاتفاق على صيغة لتحديد ما إذا كان هو يو إيه من حزب "الكومينتانج" أو كو وين جيو الممثل لـ"الشعب التايواني" هو المرشح الأقوى لرئاسة الحملة، إذ يتوجب اتخاذ القرار قبل الموعد النهائي للتسجيل في الانتخابات المقرر الجمعة المقبل.
وقال الطرفان إنهما "سيواصلان المحادثات في أقرب وقت ممكن"، لكن إذا فشلت محاولة التعاون بين الحزبين، فإن النتيجة الأكثر ترجيحاً ستكون انتصار نائب رئيسة تايوان لاي تشينج تي، الذي نددت الصين به باعتباره "انفصالياً".
وفي السياق، قال كو: "ما زلت آمل أن نتمكن من التعاون من أجل آمال الشعب في تغيير الحزب الحاكم، ومن أجل سلامة تايوان"، مدعياً أن انتصاره وزعيم حزب "الكومينتانج" يمكن أن يساعد في الحفاظ على السلام في مضيق تايوان، في حين أن استمرار حكم الحزب الديمقراطي التقدمي يزيد خطر نشوب حرب مع الصين.
وكانت "بلومبرغ"، قالت إن حملة المعارضة المشتركة، ستعيد تشكيل الانتخابات التي يمكن أن تؤثر في الجغرافيا السياسية العالمية لسنوات قادمة، إذ إن تايوان كانت في طليعة العلاقات المشحونة بشكل متزايد بين الصين والولايات المتحدة.
وتعتبر الصين، تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ولم تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها، فيما تعهد صانعو السياسة في واشنطن بمساعدة تايبيه في الدفاع عن نفسها من أي هجوم.
"انهيار" المحادثات
المرشحان أعلنا اتفاقهما على خوض الانتخابات بقائمة مشتركة، الأربعاء الماضي، لكن السبت، قدم الحزبان نسختين مختلفتين من حسابات الاستطلاع التي أجرتها لجنة من الخبراء لجمع استطلاعات الرأي لتحديد المرشح الأكثر ترجيحاً للفوز.
وفي خمسة من أصل تسعة استطلاعات للرأي أُخذت في الاعتبار، حصلت بطاقة كو كمرشح رئاسي وهو كمرشح لمنصب نائب الرئيس على معدلات دعم أقوى قليلاً من العكس، إذ قال محللون إن النتائج تشير إلى أن أنصار حزب "الكومينتانج" كانوا أكثر استعداداً للتصويت لصالح كو، لكن أنصاره كانوا متشككين بشأن دعم هو.
ومع ذلك، عرض كو التنازل لهو، إذا كانت نتائج الاستطلاع ضمن هامش الخطأ، إذ يتجادل الجانبان الآن بشأن كيفية تحديد هامش الخطأ، وأي استطلاعات يجب أن تشملها، وما إذا كان من الواجب قياس التوليفتين المحتملتين في مقابل بعضهما البعض أو قوة كل منهما بالمقارنة مع التذكرة التي يقودها لاي.
ورجح محللون "انهيار" محاولة التحالف بين الحزبين، إذ أوضح أشخاص مطلعون على المحادثات، أن أفضل الفرص للتوصل إلى اتفاق هي أن يعيد الرئيس السابق وزعيم حزب الكومينتانج ما ينج جيو، الذي أشرف على اتفاق الأربعاء، "كو وهو" إلى الطاولة ويفرضان تسوية، لكن مراقبين سياسيين قالوا إن التوصل إلى اتفاق فاشل قد يفيد لاي، الذي يتقدم باستمرار في استطلاعات الرأي بنسبة تزيد على 30%.
والمحادثات بين الحزبين، تعد تتويجاً لشهور من المفاوضات المتقطعة بين مرشحي المعارضة، الذين تعثروا في السابق بشأن أي من المرشحين يجب أن يتصدر القائمة، كما أن أمام المرشحين مهلة حتى 24 نوفمبر للتسجيل رسمياً في انتخابات يناير 2024.