السيسي: تهجير الفلسطينيين "خط أحمر"

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن موقف بلاده حاسم في رفض مخططات تهجير الفلسطينيين سواء من غزة أو الضفة الغربية لمصر والأردن، لافتاً إلى أن "القضية الفلسطينية تواجه منحنى شديد الخطورة والحساسية في ظل تصعيد غير محسوب وغير إنساني في قطاع غزة".

وأضاف السيسي خلال كلمة في مؤتمر "تحيا مصر.. استجابة شعب" لدعم الشعب الفلسطيني، الخميس، إن مسألة تهجير الفلسطينيين "خط أحمر" بالنسبة لمصر.

وشدد على أن "الفلسطينيين إذا تركوا أرضهم في الضفة وغزة، لن يعودوا إليها مرة أخرى"، مؤكداً أن مصر تتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة الحفاظ على أمنها القومي.

وذكر الرئيس المصري أن "التصعيد الإسرائيلي في القطاع اتخذ منهج العقاب الجماعي وارتكاب المجازر وسيلة، لفرض واقع على الأرض وتهجير الشعب".

"أمننا الوطني مُقدس"

وتابع السيسي: "نعقد العزم على المضي قدماً، في مواجهة هذه الأزمة، مُتمسكين بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، وقابضين على أمننا القومي المُقدس، نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلين بقوة الحكمة، وحكمة القوة، نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تُشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس، وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك".

وزاد: "لندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق، مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها".

وأشار  السيسي إلى أن مصر بذلت جهوداً مكثفة على كافة المستويات للحيلولة دون تصعيد الحرب في غزة.

وقال: "عندما نقول إننا نرفض التهجير القسري للفلسطينيين، فإن أحداً لا يستطيع أن يقول إن مصر ليست لها مواقف إيجابية وإنسانية، لكن الأمر في ما يخص أهالي غزة مختلف.. بحيث تظل أرضهم موجودة وباقية لهم".

معبر رفح

وأكد السيسي أن بلاده لم ولن تغلق أبداً معبر رفح الحدودي أمام المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، مشيراً إلى أن المعبر في الجانب الفلسطيني تعرض للقصف الإسرائيلي من 4 مرات.

وذكر الرئيس المصري أن "الدولة المصرية تدير الأزمة في غزة بحكمة وعقلانية"، لافتاً إلى أن القاهرة على تواصل مستمر مع "الأطراف الفاعلة"، وشكلّت "خلية إدارة الأزمة من كافة أجهزة الدولة، ويتابعها بنفسه على مدار الساعة".

وأضاف: "كان قراري حاسماً، بأن نكون في طليعة المساعدين للأشقاء في فلسطين، والعمل من أجلهم، وهذا راسخ في وجدان الأمة وضميرها، فمصر اعتادت التضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصري والفلسطيني على مدار 7 عقود، وكان حكم التاريخ والجغرافيا أن تظل مصر هي الأساس في نضال فلسطين".

 70% من المساعدات

وأشار الرئيس المصري إلى أن "مصر خصصت مطار العريش الدولي لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج بإجمالي 158 رحلة جوية"، لافتاً إلى "الجهود المصرية المشتركة مع الولايات المتحدة والأشقاء القطريين، تكللت بالوصول إلى اتفاق هدنة إنسانية لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، وآمل أن يبدأ تنفيذها دون تأخير أو تسويف".

وأوضح السيسي أن القاهرة أدخلت 12 ألف طن من المساعدات عبر 1300 شاحنة منها 8 آلاف و400 طن قدمتها مصر، بما يمثل 70% من إجمالي المساعدات.

وذكر أن "الجهد الذي بذله الشباب المتطوع لمساعدة أهالي غزة مقدّر وملموس، في ظل الأيام الصعبة التي يعيشها القطاع.. الجميع يشعر بمعاناة أهالي غزة، ونحاول التخفيف عنهم قدر الإمكان".

وقبيل كلمته في الفعالية، قال السيسي: "كنا على قدر المسؤولية وحاسين (نشعر) قد إيه نتحرك كلنا، ونخفف عن أهلنا في القطاع بالمساعدات التي تم تجهيزها في أسرع وقت".

وقال السيسي إن هذه النقطة مهمة للغاية، مضيفاً أنه يقول ذلك لأنه سمع الكثير من "المغالطات"، مثل "إننا مش عاوزين (لا نريد) أو بنقفل المعبر.. المعبر مفتوح بشكل مستمر.. وكنا مستعدين"، مؤكداً أن مصر تسعى لإدخال أكبر كمية من المساعدات للتخفيف عن أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار.