أكد مصدر دبلوماسي لـ"الشرق"، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيعرض وساطة بلاده على مصر لحل أزمة سد النهضة الإثيوبي، خلال زيارته المقررة الاثنين إلى القاهرة.
ومن المقرر أن يحل وزير الخارجية الروسي في القاهرة الاثنين، في أول زيارة عمل له إلى مصر منذ أبريل 2019، سيلتقي خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره المصري سامح شكري، وعدداً من المسؤولين المصريين.
وقال المصدر الدبلوماسي، إن المباحثات التي سيجريها لافروف تتضمن بحث التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، والجهود المشتركة لحل الأزمة الليبية، لا سيما ملف إخراج المرتزقة الأجانب، فضلاً عن تطورات الأزمة السورية وآليات حلها.
وكان نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف عقد مباحثات الأسبوع الماضي مع السفير المصري في موسكو إيهاب نصر، بهدف التحضير لزيارة لافروف إلى القاهرة، وفقاً لبيان نشرته وكالة الأنباء الروسية "TASS".
ولفتت وكالة الأنباء الروسية، إلى أن المباحثات التحضيرية شملت تعزيز العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين، فضلاً عن الوضع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على الوضع في ليبيا.
ولم يشر البيان، الذي صدر عن الخارجية الروسية، إلى ورود أزمة سد النهضة ضمن المباحثات التحضيرية.
وتسعى روسيا من خلال عرض الوساطة إلى تقريب وجهات النظر بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، بعد تعثر مفاوضات سد النهضة.
وأعلنت مصر والسودان، الثلاثاء الماضي، فشل المباحثات التي عقدت في العاصمة الكونغولية كينشاسا، في التوافق على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي، وسط تأكيد بأن الجانب الإثيوبي "تعنت ورفض العودة للمفاوضات".
والسبت، رفضت مصر والسودان، مقترحاً إثيوبياً يدعو لتشكيل آلية لتبادل البيانات بشأن إجراءات تنفيذ المرحلة الثانية من ملء سد النهضة، التي أعلنت أديس أبابا أنها تنوي تنفيذها خلال موسم الأمطار المقبل في صيف العام الجاري.
وقال وزير الري المصري محمد عبد العاطي، في لقاء تلفزيوني على قناة "أم بي سي مصر" السبت، إنه لو توفرت النوايا الحسنة لدى إثيوبيا، فسيتم التوقيع على اتفاق ملزم بشأن قواعد ملء سد النهضة، وتطبيق تبادل البيانات بعد التوقيع.
وأشار إلى أن مصر لن تنتظر حدوث ضرر في حال الملء الثاني لسد النهضة، مشدداً على ضرورة وجود اتفاق على كيفية التعامل في مواسم الجفاف.
من جانبها، قالت وزارة الري والموارد المائية السودانية، إن الخرطوم تلقت رسالة من أديس أبابا، تدعو فيها السودان لتسمية مندوب لتبادل المعلومات بشأن الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل.
ووفقاً لبيان صحفي صادر عن المركز الإعلامي للوزارة، أبدى السودان ترحيبه بهذه الخطوة من حيث المبدأ، مؤكداً على موقفه الثابت بأن تكون عملية تبادل المعلومات ضمن اتفاق قانوني ملزم للملء والتشغيل.