يُرتقب، الأحد، إطلاق سراح دفعة ثالثة من الرهائن الإسرائيليين والمعتقلين الفلسطينيين في اليوم الثالث للهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس"، فيما أشار مسؤولون إسرائيليون إلى تسلّم قائمة جديدة بأسماء الرهائن الذين ستطلق حماس سراحهم، وسط توقعات بأن تضم أميركيين.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن حركة "حماس" قدمت لإسرائيل قائمة بأسماء 13 محتجزاً ستطلق سراحهم، الأحد، وفق ما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن المسؤولين قولهم، إن "حماس لن تفرّق هذه المرة بين أفراد الأسر، مثلما فعلت في القائمة الثانية، وإن معظم من ستطلق سراحهم يقطنون منطقة واحدة"، وكان المسؤولون يشيرون إلى إطلاق سراح فتاة دون والدتها في القائمة الثانية.
وأشار المسؤولون إلى توقعات بأن تضم القائمة الحالية مواطنين أميركيين أيضاً، بعدما قال مسؤولون أميركية لشبكة NBC News، إن إدارة الرئيس جو بايدن تشعر بـ"خيبة أمل"، لعدم إفراج حماس عن أميركيين في الدفعتين السابقتين من الرهائن.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأحد، عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تأكيده تسلّم القائمة الجديدة، وأن السلطات الإسرائيلية بدأت إبلاغ أسر المحتجزين المدرجة أسماءهم على القائمة التي سلمتها قطر، الوسيط في عملية تبادل الأسرى والمحتجزين.
وإجمالاً، سلّمت حركة "حماس"، الجمعة، والسبت إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر، 26 أسيراً إسرائيلياً يحمل بعضهم جنسية أخرى، بينما أطلقت إسرائيل سراح 78 أسيراً فلسطينياً، وكل المفرج عنهم هم من النساء والأطفال.
كما أطلقت الحركة على مدى اليومين سراح 15 من الأجانب غير الإسرائيليين، في إجراء لم يكن مدرجاً في الاتفاق.
تأخير الدفعة الثانية من الرهائن
وجاء الإفراج عن الدفعة الثانية من الرهائن، السبت، بعد تأخير لساعات قالت "حماس" إن سببه عدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، وإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة.
وفي نهاية المطاف، أفرجت الحركة في وقت متأخر عن 17 شخصاً، ونشرت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري للحركة، شريط فيديو يظهر 13 إسرائيلياً، وأربعة تايلانديين يستقلون سيارات دفع رباعي للجنة الدولية للصليب الأحمر قبيل منتصف الليل.
ونُقل المفرج عنهم إلى مصر، ومنها إلى إسرائيل، حيث وصلوا إلى مركز "شيبا" الطبي بمدينة رمات جان. وأظهر فيديو لوكالة "فرانس برس" وصول حافلات تنقل الرهائن بمرافقة أمنية، دخلت المركز، وأغلقت خلفها ستارة عملاقة.
وقال مصدر مطلع لـ"الشرق" الأحد، إنه تم إجراء الفحوصات لكل المحتجزين (الرهائن) الذين أُخْلِي سبيلهم، من قبل طاقم طبي بحضور إسرائيلي في معبر رفح المصري، وأن الفحوص أثبتت أنهم جميعاً في حالة صحية جيدة".
احتفالات في الضفة بعودة المعتقلين
في المقابل، عمّت الاحتفالات شوارع الضفة الغربية المحتلة احتفاءً بالفلسطينيين المفرج عنهم.
واحتشد الآلاف في ساحة مدينة البيرة احتفاء بعودة الأسرى الذين كان الفتية منهم يرتدون زياً رياضياً رمادياً من السجن، ووضع بعضهم الكوفية على أكتافهم.
ووصل المفرج عنهم على متن حافلة تابعة للصليب الأحمر، وعانقوا أقاربهم وأصدقاءهم الذين حملوهم على أكتافهم، وساروا بهم في الشوارع. ورفع المحتشدون الأعلام الفلسطينية ورايات فتح وحماس، وهتفوا بشعارات مؤيدة لقائد كتائب القسام محمد الضيف.
وقالت ميسون الجبالي التي أمضت ثمانية أعوام خلف القضبان من أصل حكم بسجنها 15 عاماً: "كان وضعنا في السجن صعباً جداً، وكانت الحياة في السجن لا تحتمل نهائيا". وأضافت "أخذوا منا كل الأدوات، وضيّقوا علينا كثيرا... لم نعد نخرج ولا نتنفّس ولا نشمّ الهواء".
وفي القدس الشرقية المحتلة، عانقت إسراء جعابيص (38 عاماً) أفراد عائلتها بحرارة وتأثر بالغ بعيد وصولها إلى منزلهم.
وتعد جعابيص من أبرز المفرج عنهم، وأدينت بتفجير أسطوانة غاز في سيارتها على حاجز عام 2015، ما أدى إلى إصابة شرطي إسرائيلي، وحكم عليها بالسجن 11 عاماً. وعانت جعابيص من حروق بالغة خصوصاً في الوجه، وتعد من "أخطر الحالات الطبية بين الأسيرات"، وفق نادي الأسير الفلسطيني.
وقالت وهي تعانق ابنها معتصم "أوجاعي مرئية، لا داعي أن أحكي عنها، غير أوجاعي من ناحية المشاعر والأحاسيس والشوق للأهل. لكن هذه هي ضريبة السجن للسجين، وضريبة المحبة الشوق والحنين".
وينص الاتفاق الذي جاء بوساطة قطرية أميركية ومصرية، على الإفراج عن خمسين رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيراً فلسطينياً على مدار الأيام الأربعة لهذه الهدنة القابلة للتجديد.
وتؤكد السلطات الإسرائيلية أن نحو 240 شخصاً أخذوا رهائن خلال هجوم "حماس"، ونقلوا إلى داخل قطاع غزة.