جدد وزراء الخارجية العرب الاثنين، رفضهم التهجير القسري للفلسطينيين، وطالبوا بضرورة انطلاق حل الدولتين "الآن"، على أن يكون نهاية لـ"العدوان الوحشي" على الفلسطينيين، فيما دعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس".
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي خلال مشاركته ضمن وفد وزراء خارجية المجموعة العربية والإسلامية في منتدى "الاتحاد من أجل المتوسط" في برشلونة، إنه لا يوجد حل آخر سوى إنهاء الحرب وتمديد وقف إطلاق النار ليصبح دائماً، مشيراً إلى أن قطر ومصر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وإسبانيا تعمل لتمديد الهدنة التي تنتهي الاثنين، لمدة يوم أو يومين أو ثلاثة.
وحذر من أنه إذا اندلعت الحرب في غزة غداً من جديد، فإن عدد الضحايا سيتضاعف.
بدوره، طالب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بـ"تحميل إسرائيل المسؤولية عن الوحشية التي ارتكبتها، وكذلك وضع الضغط عليها من أجل تغيير مسارها".
وقال إنه "إذا ما أردنا أن نضع نهاية لهذه الدورة من العنف والموت، ونقدم أملاً لشعوب منطقتنا يجب أن نعمل للتغلب على الأزمة الحالية، وننتقل نحو خطة جدية للسلام، ما من بديل مستدام غير حل الدولتين، الذي يقدم اعترافاً بوجود دولة فلسطينية ذات سيادة، والحق بالكرامة والازدهار للشعب الفلسطيني".
وأكد التزام السعودية بإنهاء "هذا الوضع الكارثي"، مضيفاً: "سنواصل العمل معكم وباقي الشركاء الدوليين على هذا الصعيد".
وجاء ذلك خلال مشاركة اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية في مدينة برشلونة في منتدى "الاتحاد من أجل المتوسط"، برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، ومشاركة وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين وتركيا، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وبحضور وزير خارجية إسبانيا خوسيه مانويل ألباريس.
رفض التهجير
وشدد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أهمية الضغط الدولي على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار لن يتحقق إلا إذا أدركت إسرائيل أنه في مصلحتها، وأن ذلك سيكون ممكناً فقط من خلال الضغط الدولي.
ووجه شكري خلال لقاء اللجنة العربية الإسلامية مع وزير الخارجية الإسباني على هامش منتدى "الاتحاد من أجل المتوسط"، الشكر لإسبانيا "على موقفها الداعم للقضية الفلسطينية وتمسكها بالمبادئ".
وأشار شكري إلى أن حجم المساعدات الذي يدخل قطاع غزة ضعيف جداً نتيجة "الإجراءات المعوقة"، لافتاً إلى أن "لهذا السبب وضعت الدول العربية والإسلامية مشروع قرار في مجلس الأمن".
وقال شكري إن تهجير الفلسطينيين "مرفوض دولياً، وهذا نقدره، ولكن هناك إجراءات تدفع نحو التهجير، والدول التي تعارض التهجير لا تقوم بالإجراءات الكافية للحيلولة دون وقوعه".
"التهجير لن يحدث مرة أخرى"
بدوره، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الاثنين، إن على إسرائيل أن تدرك أنها لن تستطيع تهجير السكان قسرياً مرة أخرى من قطاع غزة.
وأضاف أن السلام الدائم وحده هو الذي سيحقق الاستقرار.
وشدد على أن العمل من أجل حل الدولتين "يجب أن ينطلق الآن، ويبدأ بضمان نهاية لهذا العدوان الوحشي".
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن السلطة الفلسطينية هي الشريك الوحيد الممكن والموثوق للسعي إلى السلام في الشرق الأوسط.
واعتبر أن حركة "حماس" لا يمكنها أن تعود إلى حكم غزة، في اليوم التالي لانتهاء الحرب "لأنها لا تملك أجندة للسلام".
وشدد ألباريس على ضرورة عقد مؤتمر دولي للسلام في "المستقبل القريب".
تمديد الهدنة
ودعا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إلى تمديد الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة التي دخلت، الاثنين، يومها الرابع والأخير، من أجل العمل على "حل سياسي" للنزاع.
وشدد بوريل لدى افتتاح اجتماع لمنتدى "الاتحاد من أجل المتوسط" في برشلونة على أنه "يجب تمديد" هذه الهدنة التي وصفها بأنها "خطوة أولى مهمة"، وتحويلها إلى هدنة "دائمة للسماح بالعمل على حل سياسي".
وعبر بوريل عن أسفه لعدم مشاركة إسرائيل في المنتدى، وأوضح أنه يأمل في أن تستمر الهدنة التي تم الاتفاق عليها الأسبوع الماضي "لبضعة أيام أخرى".
ودعا بوريل إسرائيل إلى عدم "إعادة احتلال" غزة، قائلاً إن "الفلسطينيين والإسرائيليين لديهم حق متساو ومشروع في نفس الأرض"، على حد قوله.
وأضاف أن إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة هي "أفضل ضمانة لأمن وسلام إسرائيل".
والجمعة، بدأ سريان هدنة قصيرة لمدة أربعة أيام في غزة، هي أول توقف للحرب التي اندلعت قبل سبعة أسابيع بين إسرائيل وحماس، وتأتي في إطار صفقة لإطلاق سراح نحو 50 رهينة في غزة، مقابل عشرات الأسرى الفلسطينيين.
وقالت السلطات الصحية الفلسطينية، السبت إن نحو 14800 شخص قتلوا حتى الآن، 40% منهم تقريباً من الأطفال. كما أدت الحرب إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين.