بعد "استعراض" في شمال غزة.. تكهنات بشأن موقع تسليم "حماس" للأسرى

حماس طلبت حظر الطيران لـ6 ساعات في الشمال وبشكل كامل في جنوب القطاع كجزء من الهدنة

time reading iconدقائق القراءة - 5
مقاتلو حماس يقفون بجانب المركبات أثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كجزء من صفقة تبادل الرهائن والأسرى، في مدينة غزة بشمال القطاع. 26 نوفمبر 2023 - Reuters
مقاتلو حماس يقفون بجانب المركبات أثناء تسليم المحتجزين الإسرائيليين إلى أعضاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كجزء من صفقة تبادل الرهائن والأسرى، في مدينة غزة بشمال القطاع. 26 نوفمبر 2023 - Reuters
دبي-AWP

يجمع محلّلون أن ظهور وتحرّك مقاتلي حركة "حماس" بأريحية في شمال قطاع غزة حيث تتواجد القوات الإسرائيلية، لتسليم دفعات من أسرى الإسرائيليين، يبعث رسالة بأنّ "الحركة ما زالت تتمتّع بنفوذها داخل القطاع"، فيما يصعب التّكهن بموقع تسليم حماس للدفعة الرابعة من الأسرى الإسرائيليين.

وأثار مشهد خروج مقاتلي حركة "حماس" في قلب مدينة غزة في شمال القطاع الأحد، لتسليم الدفعة الثالثة من أسرى إسرائيليين ضمن اتفاق هدنة الأيام الأربعة بين الجانبين فضول كثيرين للتكهن بموقع تسليم الدفعة الرابعة المقرر، الاثنين.

وأصبح توقع البقعة التي ستختارها "حماس" هذه المرة لتسليم آخر دفعة من المحتجزين في إطار الصفقة بمثابة رهان إضافي لما يعتبره فلسطينيون "تعزيزاً لصورة قوة لا تزال تحظى بحضور وسيطرة في غزة بعد أسابيع القصف الطويلة".

واعتبر الباحث السياسي الفلسطيني، جهاد حرب في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) أن ظهور مسلحين في زي عسكري كامل وبسلاح وعتاد كاملين على متن سيارات رباعية الدفع بمثابة "رسالة بأنّ حماس لا تزال المسيطرة في أجزاء من مدينة غزة، وأنها لا تزال قادرة على الخروج للقيام بمهامها، ومنها بالتأكيد تنفيذ عمليات تبادل الأسرى".

وقال في رسالة نصية: "استمرار حركة حماس بالسيطرة داخل مدينة غزة، رسالة أنها لا تزال موجودة وقادرة على ممارسة السيطرة والإدارة، على الرغم من وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي.. في غزة، خاصة في الشمال"، وفق تعبيره.

ووصف صحافي فلسطيني، تحفظ على التصريح باسمه، مشهد مسلحي كتائب القسام الأحد، بأنه "استعراض ورسالة إلى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي لم يكن بعيداً في تلك اللحظات، إذ كان في زيارة لقواته داخل قطاع غزة".

ولم تكشف حكومة إسرائيل ولا جيشها عن موقع نتنياهو في ذلك التوقيت كما لم تكشف زوايا التصوير عن معالم واضحة للنقطة التي وقف فيها نتنياهو مع الجنود. لكن الصحافي الفلسطيني الذي يعمل في قطاع غزة منذ أكثر من 20 عاماً توقع أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي في نقطة أقرب ما يكون لساحل البحر المتوسط لكونها الأكثر تأميناً بالنسبة لقواته.

وأضاف: "حسب وجهة نظري، يمكن أن يكون دخل إلى غزة عن طريق زيكيم شمال غرب مدينة غزة، لأنها منطقة مؤمنة بالنسبة للجيش".

مكان تبادل الأسرى

وتنص بنود الهدنة التي تنتهي في السابعة بالتوقيت المحلي صباح الثلاثاء، على حظر الطيران لست ساعات في أجواء شمال وادي غزة، وبشكل كامل في جنوبه.

ولا تبعد تلك النقطة سوى كيلومترين عن الساحة، واستبعد مصدر فلسطيني من داخل قطاع غزة أن يكون التسليم في النقطة ذاتها.

وأضاف المصدر الذي تحدث لوكالة أنباء العالم العربي شريطة عدم التصريح باسمه "لا أتوقع الكثير من الاستعراض هذه المرة.. ليس خياراً عملياً وحماس أكثر عقلانية من القيام بنفس المشهد مرة أخرى".

وتوقع الصحافي الفلسطيني أن يخرج مسلحو حماس هذه المرة من المحافظة الوسطى، وهي منطقة تتوسط القطاع، وتمثل بقعة أشبه بمساحة فاصلة بين شمال قطاع غزة، حيث تقول إسرائيل إنها تملك السيطرة على الأرض، وبين جنوبه حيث لا توجد قوات إسرائيلية مقابل ما تعتقد إسرائيل أنه الوجود الأكثر كثافة لقيادات حماس.

ويضيف: "الوسطى، خيار جيد هذه المرة لو اختارت القسام أن تبعث برسالة جديدة اليوم. هذه المنطقة الأقل كثافة سكانية، ولا يزال بها عدد من المستشفيات العاملة التي يمكن أن تمثل نقطة مثالية لتسليم الأسرى".

لكن العميد السابق بالجيش اللبناني، إلياس حنا قال إن "مدينة غزة تظل هي المكان المثالي دائماً بالنسبة للقسام"، لكنه أشار إلى شبكة الأنفاق الممتدة لمئات الكيلومترات أسفل قطاع غزة بوصفها شرياناً يمنح حماس ميزة إضافية.

وقال حنا متسائلاً: "لماذا برأيك طلبت حماس منع تحليق المسيرات الإسرائيلية لست ساعات في شمال الوادي وبشكل كامل في جنوبه؟ مجيباً: "هي تريد حرمان إسرائيل من ميزة الاستطلاع ليتسنى لها نقل الأسرى، دون أن تتمكن إسرائيل من الكشف عن المكان الذي أخرجوا منه أو النقاط التي يختفي فيها مقاتلوها بعد التسليم".

تصنيفات

قصص قد تهمك