وافقت إسرائيل وحركة "حماس" على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة في قطاع غزة لمدة يومين إضافيين "بنفس شروط الهدنة السابقة"، والتي استمرت 4 أيام، وسط ترحيب دولي، ومطالب بزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة، بعد 7 أسابيع من الحرب التي أودت بحياة الآلاف، وألحقت دماراً هائلاً بالقطاع الفلسطيني.
وأعلنت "حماس" أنه تم الاتفاق مع قطر ومصر على تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة لمدة يومين إضافيين "بنفس شروط الهدنة السابقة"، فيما أكد مسؤول في البيت الأبيض موافقة إسرائيل على تمديد الهدنة في غزة.
ولم يصدر تعليق رسمي من تل أبيب على الاتفاق، لكن الصحافي باراك رافيد نقل عن مسؤول إسرائيلي، لم يحدد هويته، قوله إن تل أبيب وافقت على تمديد اتفاق الهدنة لمدة يومين إضافيين، في مقابل الإفراج عن 10 محتجزين إسرائيليين بشكل يومي.
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إنه في إطار الوساطة المستمرة تم التوصل إلى اتفاق لتمديد الهدنة الإنسانية ليومين إضافيين بين إسرائيل و"حماس".
ومن المتوقع الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، والتي تضم 11 محتجزاً إسرائيلياً و33 فلسطينياً بموجب الهدنة الأولى التي من المقرر أن ينتهي سريانها بحلول صباح الثلاثاء (بالتوقيت المحلي لغزة).
20 إسرائيلياً و60 فلسطينياً
ومن الجانب المصري، أعلن رئيس الهيئة العامة المصرية للاستعلامات ضياء رشوان، توصل الجهود المصرية القطرية لتمديد الهدنة الإنسانية في غزة يومين إضافيين.
وقال رشوان إن الهدنة تشمل الإفراج يومياً عن 10 محتجزين في غزة من النساء والأطفال، مقابل 30 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مما يجعل إجمالي المفرج عنهم في يومي الهدنة الممتدة، 20 إسرائيلياً مقابل 60 فلسطينياً.
وأوضح أنه بالإضافة لتبادل المحتجزين والأسرى بين الطرفين، سيستمر خلال يومي الهدنة، وقف إطلاق النار في كل قطاع غزة، ودخول المساعدات الطبية والغذائية والوقود، وحظر الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاع.
ترحيب أميركي وأممي
ورحب البيت الأبيض بتمديد الهدنة الإنسانية في غزة، معبراً عن أمله بأن يكون هناك أميركيون من بين 20 محتجزاً سيتم إطلاق سراحهم خلال اليومين المقبلين. كما أشار إلى أن الإدارة الأميركية تعتقد أن هناك 8 أو 9 أميركيين محتجزين لدى "حماس".
وغرد بايدن عبر منصة X (تويتر سابقاً)، قائلاً: "لقد ضغطت باستمرار من أجل وقف القتال.. وتسريع دخول المساعدة الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح المحتجزين (الإسرائيليين).. ما زلت على اتصال بقادة قطر ومصر وإسرائيل للتأكد من تنفيذ كل جانب من جوانب الهدنة".
ودعا بايدن، في بيان، إلى الاستفادة الكاملة من وقف القتال لزيادة حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة.
بدوره، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن تمديد الهدنة في قطاع غزة ليومين "هو بارقة أمل وإنسانية"، رغم أنه يبقى غير كاف لإيصال المساعدة الضرورية إلى من يحتاجون إليها من سكان القطاع.
وأضاف جوتيريش للصحافيين أنها "بارقة أمل وإنسانية وسط ظلمات الحرب، وآمل أن يتيح لنا ذلك تعزيز المساعدة الإنسانية في شكل أكبر لسكان غزة الذي يتألمون بشدة، علماً أنه حتى مع هذا الوقت الإضافي، سيكون من المستحيل تلبية كل الحاجات الهائلة للسكان".
ودخلت الهدنة الأولى بين "حماس" وإسرائيل حيَّز التنفيذ في الـ7 من صباح الجمعة الماضي (بالتوقيت المحلي)، لمدة 4 أيام تشمل تبادلاً للمحتجزين الإسرائيليين في غزة، مقابل أن تفرج تل أبيب عن أسرى فلسطينيين، لتوقف 48 يوماً من القصف الإسرائيلي الذي راح ضحيته قرابة 16 ألف فلسطيني في القطاع.
ومن المقرر أن تنتهي الهدنة القصيرة التي دخلت الاثنين يومها الأخير، بحلول صباح الثلاثاء (بالتوقيت المحلي لغزة)، وسط تصاعد الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.
أبرز بنود الهدنة السابقة
ونص الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية الإسرائيلية في كافة مناطق غزة وتوقف تحرك آلياته المتوغلة في القطاع.
وخلال فترة الهدنة يلتزم الجيش الإسرائيلي بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، مع ضمان حرية حركة الناس (من الشمال إلى الجنوب) على طول شارع صلاح الدين، بحسب بيان "حماس".
كما يتضمن السماح بإدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق القطاع، بلا استثناء، شمالاً وجنوباً.
وينص الاتفاق كذلك على وقف حركة الطيران الحربي الإسرائيلي في جنوب القطاع على مدار الـ4 أيام، ووقفه في الشمال لمدة 6 ساعات يومياً من العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي وحتى الرابعة مساء خلال ذات الفترة.