"أونروا": شمال غزة مدينة أشباح.. والسكان يقتربون من مجاعة

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبي-AWP

وصفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، منطقة شمال قطاع غزة بأنها "مدينة أشباح"، محذرة من أن السكان يقتربون من "مجاعة" إذا استمرت الأوضاع بهذا التدهور. 

وقال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي للأونروا في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن ما حدث "كأنه زلزال ضخم ومميت ضرب المدينة. حدث انهيار كامل على المستويات كافة، وحدث تدمير كبير للبنى التحتية، وخطوط الصرف الصحي، وخطوط الاتصالات، وإمدادت المياه، وحتى المباني".

كانت الوكالة دعت، في بيان، إلى ضرورة تحول الهدنة في غزة إلى وقف كامل لإطلاق النار للسماح بتدفق المساعدات والسلع إلى القطاع. 

وحذر أبو حسنة من أن قطاع غزة "بات على شفا مجاعة إذا استمرت الأوضاع بهذا التدهور الكبير، فالمساعدات قليلة والناس لا تملك مالاً تشتري به والأشياء غير موجودة بالأسواق وإن وجدت، فإن أسعارها باهظة".

وأضاف: "هذه المشاهد أصبحت جلية الآن وأكثر وضوحاً بعد الدخول في فترة الهدنة الإنسانية".

وأشار أبو حسنة إلى أن العشرات من شاحنات المساعدات وصلت إلى شمال قطاع غزة، وإلى مدينة غزة خلال أيام الهدنة، كما وصلت شحنات إلى مراكز الإيواء التابعة للوكالة في الشمال، والتي تستضيف ما لا يقل عن 100 ألف شخص.

وأوضح أبو حسنة أن الوكالة "أدخلت الثلاثاء، ولأول مرة شاحنة وقود واحدة إلى شمال غزة لتشغيل آبار المياه والعيادات التي بقي بها بعض أطقم الوكالة"، كما أن الهلال الأحمر الفلسطيني أدخل أيضاً شاحنة وقود إلى شمال القطاع، فضلاً عن دخول وقود إلى شركات الاتصالات لتشغيل شبكاتها في مدينة غزة وشمال القطاع.

وأكد أبو حسنة أن "هناك خططاً أيضاً لإيصال الوقود إلى البلديات في شمال قطاع غزة من أجل تشغيل محطات المياه ومحطات الصرف الصحي قريباً جداً".

"نقطة في بحر"

وأضاف أبو حسنة أن "المساعدات وُزِّعَت في مناطق متفرقة من القطاع، ووصلت إلى مراكز الإيواء التابعة للوكالة وخارج مراكز الإيواء حيث يعيش عدد كبير من اللاجئين بالشراكة مع منظمات أممية أخرى، وبالشراكة مع الهلال الأحمر الفلسطيني".

وأكد أن "المساعدات لا تكفي الاحتياجات. المساعدات الغذائية التي تأتي عبر معبر رفح توزع مباشرة، لكنها نقطة في بحر الاحتياجات".

ورداً على سؤال بشأن الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لطوابير فلسطينيين بانتظار المساعدات، قال أبو حسنة: "الطوابير في دير البلح ورفح أمام محطات الغاز، لأن الغاز الذي يدخل القطاع قليل جداً". 

وأوضح: "يدخل يومياً حوالي 80 متراً مكعباً من غاز الطهي، وهذه ثلث الكمية التي كانت تدخل يومياً قبل الحرب، والآن مئات الآلاف من الأسر ليس لديها غاز، وما دخل من وقود للقطاع الخاص قليل جداً، لذلك فإن الازدحام هائل على الغاز والوقود؛ لأن كميتهما ليست كافية على الإطلاق".

وقال أبو حسنة إنه رغم الهدنة "هناك نقص كبير في المواد الغذائية، والأدوية، والوقود، وغاز الطهي، والملابس. لا توجد ملابس شتوية. هناك نقص في الأغطية والفرش، نقص في كل شيء، الأسواق لم يعد فيها شيء يُشترى على الإطلاق من أي مكان في غزة".

معبر رفح لا يكفي

واعتبر أبو حسنة أن جزءاً من المشكلة يكمن في الطاقة الاستيعابية لمعبر رفح، "لأنه لا يمكن على الإطلاق أن يكون بديلاً عن معبر كرم أبو سالم، لأن الطاقة الاستيعابية لمعبر رفح لا تزيد عن 150 شاحنة يومياً، بينما معبر كرم أبو سالم كان يُدخل 600 شاحنة يومياً إلى غزة".

وطالب أبو حسنة بضرورة "فتح معبر كرم أبو سالم، والسماح بإدخال الوقود بحرية كاملة إلى قطاع غزة حتى نستطيع تشغيل خدمات الصرف الصحي ومحطات تحلية المياه، والمشافي والمخابز والاتصالات وباقي العمليات".

وتابع أبو حسنة: "نحن بحاجة أولاً إلى أن تمتد هذه الهدنة، ثانياً وقف إطلاق النار بصورة شاملة، والسماح بإدخال مئات الشاحنات يومياً إلى قطاع غزة  كمساعدات ومواد أخرى للقطاع التجاري، حتى يتمكن الناس من استعادة جزء من الحياة، لأن هذا المعدل البطيء من إدخال شاحنات المساعدات خلال الهدنة ليس من شأنه أن يغير حياة الناس في غزة".

وأشار إلى أن أعداد اللاجئين تفوق القدرة الاستعابية للوكالة، موضحاً: "لدينا ما يزيد عن مليون لاجئ في مدارس تابعة للوكالة، ومئات الآلاف خارج المدارس، هناك مليون و200 ألف مواطن في غزة كلهم أصبحوا في أمسّ الحاجة إلى المساعدات".

وأضاف: "منشآت الوكالة مصممة لاستقبال 150 ألف نازح على الأكثر، وفيها الآن أكثر من مليون و100 ألف نازح".

وعن أوضاع المستشفيات في غزة، قال أبو حسنة "الأوضاع مزرية. القطاع الصحي وقطاع المستشفيات متهالك أساساً حتى قبل الحرب. وهذا القطاع ينقصه كل شيء: الخبرات، والأجهزة، والمعدات، والأدوية، والبنى التحتية". 

تصنيفات

قصص قد تهمك