مهرجان كان يوجه تحية قد تكون الأخيرة لمخرجي "هوليوود الجديدة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي بول شريدر في مهرجان فينيسيا السينمائي التاسع والسبعين، فينيسيا، إيطاليا، 3 سبتمبر 2022. - AFP
المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي بول شريدر في مهرجان فينيسيا السينمائي التاسع والسبعين، فينيسيا، إيطاليا، 3 سبتمبر 2022. - AFP
باريس -أ ف ب

تُشكّل مشاركة المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا (85 عاماً)، وعدد من زملائه في ما عُرف بـ"هوليوود الجديدة"، في مهرجان كان السينمائي خطوة تتعدى أهميتها الأشخاص أنفسهم، إذ يوجّه من خلالها المهرجان تحية قد تكون الأخيرة لحركة غيّرت تاريخ السينما.

على جادة الكروازيت، يجتمع مخرج فيلم Apocalypse Now مع مؤلف Star Wars جورج لوكاس، بالإضافة إلى المخرج بول شريدر، المعروف أكثر بكونه كاتب سيناريوهات أفلام مارتن سكورسيزي، وخصوصاً Taxi Driver، الفائز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان عام 1976.

وطبعت المسيرة المهنية لهؤلاء الثلاثة تاريخ السينما والمهرجان نفسه.

بعد 50 عاماً من بداياتهما، يتنافس كوبولا وشرايدر على السعفة الذهبية، ويأمل الأول من خلال Megalopolis في الفوز بأرفع جائزة في مهرجان كان للمرة الثالثة، وهو ما لم يسبقه إليه أحد، في حين يطمح شرايدر إلى أن يحقق فوزاً أول بالجائزة بفضل Oh, Canada، ويُمنَح جورج لوكاس في 25 مايو جائزة فخرية عن مجمل مسيرته.

ويشبّه مؤرخ هوليوود توماس دوهرتي اجتماع هؤلاء في هذه الدور "بعودة المحاربين القدامى إلى المدينة لمبارزة أخيرة في ما بينهم".

أما الصحافي الأميركي المخضرم في المجال السينمائي تيم جراي، فلاحظ "أنها "بمثابة ذروة حياتهم المهنية". وقال "نعم، لهؤلاء حيثيتهم الخاصة، هم معروفون جداً، لكنهم فنانون، ويحظون بتقدير مجتمع السينما حول العالم".

والثلاثة، كمارتن سكورسيزي الذي حضر مهرجان كان العام الفائت مع نجم أفلامه روبرت دي نيرو، بمناسبة عرض Killers of the Flower Moon، هم من بين أبرز السينمائيين المصنفين ضمن حركة "هوليوود الجديدة" التي وُلدت في مطلع سبعينات القرن العشرين.

فهؤلاء المخرجون الشباب الذين تمرّدوا على الإمبراطورية التجارية للاستوديوهات، وإنتاجاتها التي تقيّدهم، أطلقوا عملية تغيير مستوحاة من "الموجة الجديدة" الفرنسية بقيادة جان لوك جودار وفرنسوا تروفو.

وانتزع هؤلاء السلطة في أفلامهم من أيدي الاستوديوهات، وفرضوا رؤيتهم كمؤلفين، وباتوا يحظون بالحرية فيها، ويستهدفون من خلالها جمهوراً بالغاً، ومن أبرز الأعمال التي ترجمت هذه التوجهات الرحلة المجنونة بالدراجة النارية عبر الولايات المتحدة في Easy Rider، والرعب في  The Exorcist وسوداوية  The Godfather.

وخلف الكاميرا، تزعزع نظام التمويل بأكمله، وجازف فرانسيس فورد كوبولا بقسم كبير من ثروته في فيلم Apocalypse Now.

"متهور"    

أما فيلم الخيال العلمي Megalopolis الذي يشارك به هذه السنة، فيُعتقد أن تكلفته تجاوزت 120 مليون دولار، ما اضطره إلى أن يبيع جزءاً من مزرعة الكرمة التي يملكها في كاليفورنيا. 

وقد وجد موزعاً للفيلم في فرنسا، ولكن ليس بعد في الولايات المتحدة.

ولاحظ تيم جراي الذي يعمل راهناً في المنظمة المعنية بجوائز جولدن جلوب أن "كوبولا متهور، وكان دائماً يُقدم على مخاطرات كبيرة"، معتبراً أن مسيرته "تتحدى المنطق".  

وقد يشكّل إدراج Megalopolis في قائمة مسابقة مهرجان كان دفعاً قوياً للفيلم، لكنّ وجود عمالقة السينما هؤلاء يوحي أيضاً بنوع من الوداع.

ففي كان، خطا جورج لوكاس خطواته الأولى عام 1971 مع فيلم الخيال العلمي THX 1138، قبل فيلمَي Star Wars وIndiana Jones، والمخرج الذي يحتفل بعيد ميلاده الثمانين يوم افتتاح المهرجان في 14 مايو، جمع ثروة وتقاعد، ولاحظ تيم جراي أن لوكاس "لا يحتاج إلى المال ولا إلى أي شيء"، لكنّ حصوله على السعفة الذهبية الفخرية "هو وسيلة تقدير له كمؤلف".

وإلى جانب مخرجي "نيو هوليوود" الكبار، سيكون الممثلون الذين رافقوهم على مدى عقود موجودين أيضاً في مهرجان كان، كداستن هوفمان وجون فويت في Megalopolis، إلى جانب لورنس فيشبورن الذي كان مراهقاً عندما شارك في Apocalypse Now.

ويجتمع ريتشارد غير الذي أصبح شعره أبيض بالكامل مجدداً مع بول شريدر في دور حافل بالحنين إلى الماضي في فيلم  Oh, Canada، بعد 44 عاماً على تألقهما معاً في فيلم American Gigolo. 

وستكون فرانشيسكا سكورسيزي، كريمة المخرج الكبير، وسوير سبيلبرج، نجل ستيفن، موجودين خلال المهرجان بمناسبة عرض الفيلم المستقل Christmas Eve In Miller's Point الذي يُعرض في قسم "اسبوعَي المخرجين". 

تصنيفات

قصص قد تهمك