قبل أقل من شهرين على بدء الانتخابات التمهيدية في الولايات المتحدة، يتطلع قادة "وول ستريت" المركز المالي للبلاد، إلى مرشحَين بديلَين للرئيس الحالي جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترمب، وهما الأوفر حظاً للفوز بترشيح الحزبين الديمقراطي والجمهوري، ما يمهد الطريق لتغيير خارطة انتخابات 2024، حسبما أفادت "بلومبرغ".
وقال الرئيس التنفيذي لمصرف "JPMorgan Chase & Co" جيمي ديمون إنه ينبغي على الناخبين دعم حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي للفوز ببطاقة ترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة، كبديلة لترمب الذي يسعى لولاية ثانية.
وأضاف ديمون في قمة عقدتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأربعاء: "حتى لو كنت ديمقراطياً ليبرالياً للغاية، فإنني أحثك على مساعدة هايلي أيضاً".
مطالبات بعدم ترشح بايدن
ومن جهته، قال الملياردير بيل أكمان لـ"بلومبرغ" إنه ينبغي على بايدن أن يتنحى جانباً، ويفسح الطريق أمام مرشح جديد، مشيراً إلى أن أحد الأشخاص الذين يتابعهم الآن هو النائب دين فيليبس، الذي يتحدى بايدن للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
وأضاف أكمان: "لقد فعل بايدن الكثير من الأشياء الجيدة، لكنني أعتقد أن إرثه لن يكون جيداً في حال أصبح المرشح للانتخابات، ولذا فإن الشيء الصحيح الذي يجب عليه فعله هو التنحي، وإعلان عدم ترشحه، وخلق الفرصة لوجود بعض المنافسة".
الرئيس التنفيذي لشركة العملات المشفرة "Galaxy Digital Holdings Ltd" مايك نوفوجراتز، قال إن أصدقاءه يحثونه على مقابلة هايلي، مشيراً إلى أنه التقى مع فيليبس، ووجده "عقلانياً بشكل رائع"، لكنه عبَّر عن أسفه، لأنه لا يحظى بالشهرة التي يتمتع بها المرشحون الآخرون.
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن من غير المرجح أن تؤدي هذه الدفعة الأخيرة إلى تعزيز حظوظ المرشحين الآخرين وتغيير نتيجة عملية الترشيح، وبالنظر إلى قواعد الحزب وعمليات جمع التبرعات ونسب استطلاعات الرأي تواجه هايلي وفيليبس فرصاً ضعيفة للفوز.
لكن الرغبة في وجود بدائل، تسلط الضوء على الاستياء العميق الذي يشعر به العديد من الناخبين تجاه المرشحين الأوفر حظاً: بايدن وترمب، مما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان الأميركيون سيصوتون لمرشحين آخرين أم سيبقون في منازلهم في نوفمبر المقبل.
صعوبات أمام هايلي وفيليبس
وتقدمت هايلي (51 عاماً) في استطلاعات الرأي، وحصلت على دعم مانحين بارزين، بما في ذلك شبكة "أميركيون من أجل الرخاء" المدعومة من الملياردير تشارلز كوك، كما أشاد كين جريفين من مجموعة "Citadel" بحملتها، وقال إنه يفكر في التبرع لها. ومع ذلك، فهي تتخلف عن ترمب بفارق كبير، إذ إنه يتقدم في ولاية أيوا، وهي الولاية الأولى في عملية ترشيح الحزب الجمهوري، بنسبة تأييد تصل إلى 47%، بينما تحظى هايلي بنسبة تأييد 14.3%.
كذلك، يواجه فيليبس (54 عاماً) طريقاً أكثر صعوبة، إذ يحظى بنسبة تأييد ضئيلة في استطلاعات الرأي، ولكنه يهدف إلى الاستفادة من الاستطلاعات التي تظهر مخاوف الناخبين بشأن مدى لياقة بايدن الصحية للمنصب، إذ يُعتبر بالفعل أكبر رئيس للولايات المتحدة في التاريخ بعمر 81 عاماً.
وقال أكمان، وهو مؤسس شركة "Pershing Square Capital Management"، إنه التقى مؤخراً بفيليبس وكان "منبهراً" بأفكاره، مضيفاً: "يجب أن يكون الرئيس في أفضل حالاته الذهنية، ولا أعتقد أن بايدن كذلك، ولا أقول ذلك بشكل يستهزئ بالرئيس، لكنني أعتقد أنه تجاوز بوضوح ذروة صحته الجسدية والمعرفية".
ويقول حلفاء بايدن إن التركيز على عمره أمر غير عادل، وإنه يتمتع بصحة جيدة بما يكفي لتولي هذا المنصب، فيما يواجه ترمب (77 عاماً) أيضاً تحدياته الخاصة، بما في ذلك لوائح اتهام جنائية متعددة.
ويقول أكمان، الذي عادة ما يتبرع للديمقراطيين، إنه "بات أكثر انفتاحاً على المرشحين الجمهوريين من إعادة انتخاب بايدن"، مضيفاً أنه يدعم هايلي، وحاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي، كما تبرع أيضاً لرجل الأعمال فيفيك راماسوامي، لكنه يرى أن "سياساته لم تكن كافية".
وأشار أكمان إلى أنه من المحتمل أن يكون منفتحاً على الترشح لمنصب الرئاسة، لكنه قال: "يجب على الناس أن يطلبوا مني ذلك، وليس أن أقرر الأمر بنفسي".