أبدى مارك ريجيف وهو مستشار كبير لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، السبت، رفض إسرائيل السماح بوضع يتمركز فيه مقاتلو حركة "حماس" الفلسطينية على الحدود، في وقت تسعى تل أبيب لوضع خطة مفصلة من أجل إقامة "منطقة عازلة" في قطاع غزة، وسط رفض أميركي لـ"إعادة ترسيم حدود" القطاع أو "تقليص مساحته".
وأوضح ريجيف للصحافيين، أن "إسرائيل ستسهل تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة مع استئناف القتال هناك".
ورداً على أسئلة صحافيين بشأن ما إذا كانت إسرائيل تسعى إلى إقامة "منطقة عازلة" على الجانب الفلسطيني من قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، أجاب ريجيف: "إسرائيل لن تسمح بوضع يتمركز فيه مقاتلو حركة (حماس) على الحدود".
وتخطط إسرائيل لإقامة "منطقة عازلة" على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة، لمنع أي هجمات مستقبلية عليها في إطار مقترحات بشأن القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر.
وقال مسؤول أمني إقليمي كبير لـ"رويترز"، إن إسرائيل "تريد إقامة هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل شمالاً إلى الجنوب لمنع أي تسلل أو هجوم عليها من جانب (حماس) أو أي مقاتلين آخرين".
وأشار أوفير فولك مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي للسياسة الخارجية في تصريحات لـ"رويترز"، الجمعة، إلى أن "الخطة تحمل تفاصيل أكثر من ذلك، إذ تقوم على عملية من 3 مستويات لليوم التالي للقضاء على (حماس)".
وفي معرض توضيحه لموقف الحكومة الإسرائيلية، قال فولك إن "المستويات الثلاثة تشمل تدمير (حماس)، ونزع سلاح غزة، والقضاء على التطرف في القطاع"، مشيراً إلى أن "المنطقة العازلة قد تكون جزءاً من عملية نزع السلاح".
الموقف الأميركي
لكن يبدو أن الولايات المتحدة تعارض فكرة تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية، إذ أعربت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، السبت، عن "رفض الولايات المتحدة التهجير القسري لسكان غزة أو إعادة رسم حدود القطاع".
وطرحت هاريس خلال مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "Cop 28" في الإمارات، أهداف إدارتها الرئيسية بعد انتهاء حرب إسرائيل على غزة، مؤكدةً على ضرورة إعادة توحيد الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية تحت كيان حاكم واحد.
وشددت هاريس على أن بلادها "تريد أن ترى غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية"، لافتةً إلى "وجوب أن يكون هناك إجماع إقليمي ودعم لغزة ما بعد الصراع".
لكنها أكدت في الوقت نفسه على ضرورة أن "تكون هناك ترتيبات أمنية مقبولة لإسرائيل والشركاء الإقليميين"، معتبرةً أن "حل الدولتين لإسرائيل والفلسطينيين لا يزال الهدف الأساسي".
كما سبق أن نقلت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن مسؤول أميركي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: إن إسرائيل "طرحت" فكرة "المنطقة العازلة"، دون أن يحدد الجهة التي طرحتها عليها، لكنه أكد "معارضة واشنطن لأي خطة من شأنها تقليص مساحة الأراضي الفلسطينية".
تعثر المفاوضات
وسبق أن عبرت دول عربية عن مخاوفها من تهجير إسرائيل للفلسطينيين من غزة في تكرار لمصادرة الأراضي من الفلسطينيين عند إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، لكن الحكومة الإسرائيلية تنفي أي هدف من هذا القبيل.
وقال الديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الله الثاني وكامالا هاريس أعربا خلال لقائهما، السبت، على هامش أعمال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، عن "رفضهما لأية محاولة للتهجير القسري لأهالي غزة داخلياً أو خارجياً أو إعادة احتلال أي أجزاء من القطاع".
ومن شأن أي توغل في قطاع غزة الذي يبلغ طوله نحو 40 كيلومتراً، ويتراوح عرضه بين 5 كيلومترات و12 كيلومتراً، أن يؤدي إلى محاصرة سكانه البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في منطقة أصغر.
وتقود مصر وقطر محادثات الوساطة مع إسرائيل التي تركز على إطلاق سراح المحتجزين لدى حركة "حماس" مقابل إفراج إسرائيل عن الفلسطينيين المحتجزين في سجونها. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قرر، السبت، إعادة فريق جهاز الاستخبارات (الموساد) من الدوحة، مشيراً في بيان إلى أن المفاوضات بلغت "طريقاً مسدود".
من جهتها، أكدت نائبة الرئيس الأميركي، أن "العمل مستمر لدعم بعض الإمكانيات لإعادة الهدنة في غزة".