إسرائيل توسع نطاق عملياتها البرية جنوب غزة وتأمر سكان خان يونس بالمغادرة

جنرال إسرائيلي يعلن نهاية "وشيكة" للعمليات في الشمال.. وتحذير دولي من أزمة نزوح بالجنوب

time reading iconدقائق القراءة - 9
صورة لأعمدة دخان تتصاعد بعد غارة إسرائيلية في قطاع غزة. 4 ديسمبر 2023. - AFP
صورة لأعمدة دخان تتصاعد بعد غارة إسرائيلية في قطاع غزة. 4 ديسمبر 2023. - AFP
دبي-الشرق

وسعت إسرائيل من نطاق عملياتها البرية في جنوب غزة، بعدما كثفت غاراتها على مدن جنوب القطاع وخان يونس ورفح على وجه الخصوص منذ انتهاء الهدنة الجمعة، وأمرت السكان بمغادرة مناطق شاسعة من خان يونس، فيما واصلت قصف مدن الشمال.

وتوغلت عشرات الدبابات وناقلات الجنود والجرافات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة في بلدة القرارة بشمال مدينة خان يونس وفق ما أكد شهود عيان لوكالة فرانس برس، الاثنين.

وقال أمين أبو هولي (59 عاماً)، وهو من سكان منطقة القرارة، إن "عشرات الدبابات وناقلات الجند والجرافات العسكرية توغلت حوالى ألفي متر في بلدة القرارة"، موضحاً أن الدبابات دخلت "من بوابة كيسوفيم العسكرية الإسرائيلية (...) وهي تتمركز في منطقة أبو هولي غرب طريق صلاح الدين" الذي يصل بين شمال القطاع وجنوبه.

وقال معاذ محمد (34 عاماً)، وهو صاحب محل أحذية يسكن البلدة، "هربنا عصر الأحد، أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة وأبي وأمي. الدبابات الآن تتواجد على جانبي طريق صلاح الدين، وتغلقه بالكامل على مفترق المطاحن بين دير البلح وخان يونس، وتطلق قذائف والرصاص باتجاه أي سيارة أو أي مواطن يتحرك بالمنطقة".

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري أعلن مساء الأحد، أن "الجيش الإسرائيلي يواصل توسيع عمليته البرية ضد حماس في كل أنحاء قطاع غزة"، مضيفاً "الجيش يعمل في كل مكان توجد فيه معاقل لحماس".

أمر بإخلاء خان يونس

وأمرت إسرائيل السكان بمغادرة مناطق شاسعة من خان يونس، الاثنين، مع مواصلة توغلها البري في الجنوب، مما دفع السكان اليائسين إلى الفرار حتى وسط سقوط القذائف على مناطق لا تزال توصف بأنها آمنة، وفق ما ذكرت وكالة "رويترز".

ونشر الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين، خريطة على منصة إكس تحدد نحو رُبع مدينة خان يونس باللون الأصفر الذي يشير إلى المناطق التي لا بد من إخلائها. وشملت الخريطة ثلاثة أسهم تشير إلى الجنوب والغرب، ما يعني مطالبة السكان بالتحرك باتجاه البحر المتوسط ​​والحدود المصرية.

وكثيرون من أولئك الذين نزحوا بالفعل من مناطق أخرى، وينام معظمهم في العراء بملاجئ مؤقتة، ليس معهم سوى متعلقات قليلة متبقية في أكياس بلاستيكية.

وقال أبو محمد لـ"رويترز"، إن هذه هي المرة الثالثة التي يضطر فيها للفرار منذ أن ترك منزله في مدينة غزة في الشمال.

وفر ما يصل إلى 80 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من ديارهم؛ بسبب حملة قصف إسرائيلية حولت معظم القطاع الساحلي المكتظ إلى حطام. ويقول مسؤولون الصحة في القطاع إن القصف أسفر عن سقوط أكثر من 15 ألفاً و899 شخصاً، مع بقاء آلاف آخرين في عداد المفقودين، ويخشى أن يكونوا مدفونين تحت الأنقاض.

وقال إن الدبابات الإسرائيلية أطلقت القذائف الليلة الماضية من الشرق والشمال وكذلك من الغرب (من سفن بحرية) باتجاه البحر، وكانت حلقات النار من حول السكان، وظل المنزل يهتز ويغطيه الضوء الأحمر من الانفجارات، مما تسبب في حالة من الذعر والرعب للكبار والصغار على حد سواء. وتساءل لماذا تم إخراج السكان من منازلهم في غزة إذا كانت هناك خطط لقتلهم هنا.

وفي منزل في خان يونس أصابه القصف خلال الليل، التهمت ألسنة اللهب البناء المنهار، وتصاعد دخان رمادي اللون من تحت الأنقاض. وبالقرب من دمية محشوة على شكل خروف تظهر بين كومة من التراب أخذ صبية يفتشون بأيديهم بين الحطام.

وفي منزل مجاور وقفت نسرين عبد المعطي وسط الأثاث المحطم في غرفة مستأجرة تعيش بها مع ابنتها المطلقة التي لديها طفل عمره عامين.

قصف في الشمال.. ونهاية "وشيكة" للعمليات

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، الاثنين، بسقوط ضحايا في قصف استهدف عدة مواقع بقطاع غزة، منها مدرسة تؤوي نازحين في بيت لاهيا شمال القطاع.

وقصفت القوات الإسرائيلية منزلاً في منطقة البركة بدير البلح بوسط قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط ضحايا، كما استهدف قصف مدفعي عنيف منطقة دوار القرم بشرق جباليا في شمال قطاع غزة.

بدوره، قال قائد سلاح المدرعات الإسرائيلي الاثنين، إن قوات المدرعات والقوات البرية الأخرى تقترب من إنجاز مهمتها العسكرية في شمال قطاع غزة، وإنها تعمل في أماكن أخرى من القطاع مستهدفة حركة حماس.

وأضاف البريجادير هشام إبراهيم لراديو الجيش الإسرائيلي: "الأهداف في الجزء الشمالي حُققت تقريباً... لقد بدأنا بتوسيع التحركات البرية لتشمل أجزاء أخرى من القطاع بهدف واحد: الإطاحة بحركة حماس"، على حد قوله.

يأتي ذلك في وقت، أوضح مسؤولون أميركيون بأن الولايات المتحدة "ليست ضد العملية في جنوب غزة"، لكنها تطالب بإنشاء مناطق آمنة للحد من الخسائر البشرية.

وفي هذا الصدد، أشاد الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي بإسرائيل لـ"اهتمامها بحياة غير المقاتلين"، على حد قوله.

وقال في تصريحات لقناة NBC، الأحد، إن إسرائيل "أعطت المدنيين في غزة خريطة على الإنترنت تحتوي على قائمة بالمناطق التي يمكنهم الذهاب إليها لتكون أكثر أماناً. لا يوجد عدد كبير جداً من الجيوش الحديثة التي تفعل ذلك قبل إجراء العمليات".

وحذرت العديد من الدول إسرائيل من استخدام القوة الساحقة جنوب غزة، كما فعلت في الشمال، حيث قامت بتسوية جزء كبير من مدينة غزة بالأرض، كما أصبح توسيع العمليات القتالية في الجنوب أكثر صعوبة لنزوح نحو 1.8 مليون شخص، فرّ العديد منهم إلى هناك لتجنب القتال السابق في الشمال، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.

عباس يرفض تهجير الفلسطينيين

وفيما يتعلق بالتهجير، تطرق الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الاثنين، في اتصال هاتفي مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لرفض أي مخططات لفصل أو احتلال أو عزل أي جزء من غزة، أو أي تهجير قسري لسكانها أو لسكان الضفة الغربية المحتلة.

ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، عن عباس قوله إن قطاع غزة "جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصل أو احتلال أو اقتطاع أو عزل أي جزء من قطاع غزة".

وجدد الرئيس عباس التأكيد على رفض التهجير القسري لأبناء الشعب الفلسطيني، سواءً في قطاع غزة أو في الضفة الغربية بما فيها القدس، وشدد على ضرورة تدخل الجانب الأميركي لمنع ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي "من اعتداءات وجرائم قتل، وهدم للمنازل، وطرد للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس ومناطق الأغوار التي تشهد ضماً صامتاً ومخططاً له".

وطالب عباس بمضاعفة إدخال المواد الإغاثية والطبية والغذائية، وتوفير المياه والكهرباء والوقود إلى غزة "بأسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى ضرورة تقديم ما يلزم من مساعدات لتعاود المستشفيات والمرافق الأساسية في القطاع عملها على علاج الآلاف الجرحى.

"مخطط تهجير إسرائيلي في غزة والضفة"

بدوره، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، في مستهل جلسة حكومية بمدينة رام الله، الاثنين، إن إسرائيل "تدفعها غريزة الانتقام إلى قطع شريان الحياة عن أهل قطاع غزة، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية دموية منذ نكبة عام 1948".

وأضاف أن "ماكينة القتل والدمار والإبادة الجماعية الإسرائيلية استأنفت حصد أرواح الأطفال والنساء والشيوخ، متجردة من العقل والضمير والإنسانية".

وبين أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى أن 312 أسرة فلسطينية فقدت 10 أفراد أو أكثر في القصف الإسرائيلي، في حين فقدت 594 أسرة ما بين شخصين وخمسة أشخاص.

وقال: "لا الكلام مجدي، ولا الصراخ مجدي، ولا الأرقام مجدية، ولا صرخات الأطفال مسموعة، ولا عذابات الجرحى محسوسة لدى ماكينة الإجرام الإسرائيلية، هذه الجرائم يجب أن تتوقف فوراً".

وتابع: "نحن في مواجهة مخططات التهجير التي ما زالت ماثلة، ولا تزال على طاولة مجرمي الحرب في إسرائيل، وما يقوم به جيش الاحتلال حالياً في حشر المواطنين ودفعهم باتجاه مدينة رفح، له أكبر دليل على نية التهجير".

وأشار إلى أنه طلب من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الإسراع في إجراءات التحقيق، موضحاً أن فلسطين تعد بمثابة "امتحان للقانون الدولي ولمصداقية المحكمة".

تصنيفات

قصص قد تهمك