وسط قلق غربي.. روسيا تواصل "تقدماً بطيئاً" شرق أوكرانيا

الجيش الروسي يكثف هجماته على مدينة أفدييفكا.. واحتدام القتال حول بلدتين مجاورتين

time reading iconدقائق القراءة - 6
جنود أوكرانيون يطلقون النار على أهداف روسية مع استمرار التقدم الروسي في اتجاه مدينة أفدييفكا القريبة من دونيتسك، شرق أوكرانيا 1 ديسمبر 2023 - AFP
جنود أوكرانيون يطلقون النار على أهداف روسية مع استمرار التقدم الروسي في اتجاه مدينة أفدييفكا القريبة من دونيتسك، شرق أوكرانيا 1 ديسمبر 2023 - AFP
دبي-رويترزالشرق

يواصل الجيش الروسي تقدمه البطيء في شرق أوكرانيا، فيما قال مسؤولون أوكرانيون إن القوات الروسية كثفت هجماتها على بلدة أفدييفكا المدمرة، وذلك وسط قلق داخل الإدارة الأميركية من "نفاد الوقت والمال" لمساعدة كييف في ظل صعوبات داخل الكونجرس بشأن خطط الإنفاق، فضلاً عن دعوة أمين عام حلف "الناتو" ينس ستولتنبرج التحالف العسكري الغربي إلى "الاستعداد لأخبار سيئة" قادمة من أوكرانيا.

وتبعد أفدييفكا 20 كيلومتراً فقط شمالي مدينة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وهي جزء من منطقة دونباس الشرقية التي يقاتل الجيش الروسي للسّيطرة عليها منذ فشله في السيطرة على كييف في بداية غزوه لأوكرانيا في فبراير 2022.

ويعترف المسؤولون الأوكرانيون بأنه لم يتبق أي مبنى سليم في المدينة. واحتدم القتال أيضاً حول بلدتين مجاورتين هما مارينكا وباخموت.

وقال رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، فيتالي باراباش، للتلفزيون الأوكراني: "شهدنا الأحد والاثنين، زيادة كبيرة في القصف المدفعي (...) وعدداً كبيراً من عمليات القصف بقذائف الهاون".

وتابع: "كانت هناك أيضاً زيادة في الأنشطة الهجومية. ربما ينتظرون تحسن الطقس لاستخدام بعض معداتهم مجدداً كما فعلوا سابقاً، ولكن على نطاق أوسع".

وسيطر مقاتلون موالون لروسيا، على أفدييفكا لبعض الوقت في عام 2014، لكن القوات الأوكرانية استعادتها وأقامت تحصينات كبيرة بها.

وتركز جزء كبير من أحدث المعارك على مصنع فحم الكوك الضخم في أفدييفكا، الذي يقول المسؤولون إنه "لا يزال تحت سيطرة الأوكرانيين، والمنطقة الصناعية على مشارف وسط المدينة".

خسائر كبيرة

ويقول محللون عسكريون أوكرانيون وغربيون، إن الهجوم الذي تشنه موسكو على أفدييفكا كبّدها خسائر كبيرة في الجنود والعربات المدرعة.

وقالت المدوَّنة الشهيرة الروسية التي تتناول الحرب (ريبار) إن القوات الروسية تقاتل شمال غربي أفدييفكا، وتواجه القوات الأوكرانية والمعدات المدرعة بالقرب من مصنع فحم الكوك.

ولم تتمكن "رويترز" من التأكد من روايات أي من الجانبين.

وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن القوات صدت 15 هجوماً روسيا في المنطقة و9 هجمات قرب باخموت التي تحتلها روسيا نحو الشمال.

وذكر التقرير أيضاً، أن القوات الأوكرانية "تواصل كبح جماح العدو" بالقرب من مارينكا، في إشارة إلى إصرار كييف على أنها تسيطر على تلك البلدة، بالرغم من تقارير غير رسمية الأسبوع الماضي أفادت بأن جزءاً منها على الأقل تحت سيطرة موسكو.

كما أسقطت وحدات أوكرانية مضادة للطائرات 18 طائرة روسية مسيرة خلال الليل، وأفاد مسؤولون في منطقة خاركوف بشمال شرق البلاد بوقوع هجمات جديدة في وقت لاحق على البنية التحتية، لكن لم ترد تفاصيل عن وقوع خسائر بشرية أو مادية.

نفاد الوقت والمال

وتأتي تطورات الجبهة الميدانية في وقت حذّر فيه البيت الأبيض من أن الوقت والمال لدى الولايات المتحدة "ينفدان" لمساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا.

وطالبت مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض شالاندا يونج في أكتوبر الماضي، الكونجرس باعتماد حوالى 106 مليارات دولار، لتمويل خطط دعم كل من أوكرانيا وإسرائيل، بالإضافة لأمن الحدود الأميركية.

وقالت يونج في رسالة إلى رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون وغيره من أعضاء الكونجرس البارزين، ونشرها البيت الأبيض، إن "قطع التمويل والأسلحة عن أوكرانيا سيزيد من احتمالات تحقيق روسيا للانتصارات"، وفق ما أوردت "بلومبرغ".

وأضافت: "أريد أن أكون واضحة (...) إذا لم يتخذ الكونجرس خطوة، بحلول نهاية العام الحالي، ستنفد لدينا الموارد اللازمة لشراء المزيد من الأسلحة والمعدات من أجل أوكرانيا، ولتوفير المعدات من المخزون العسكري الأميركي (...) لا يوجد وعاء سحري للتمويل متاح لمواجهة هذه اللحظة، المال ينفد لدينا، كما ينفد الوقت تقريباً".

أخبار سيئة من أوكرانيا

وبنفس النبرة، دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرج، نهاية الأسبوع الماضي، التحالف العسكري الغربي إلى الاستعداد لـ"الأخبار السيئة" القادمة من أوكرانيا في ظل الهجمات الروسية المستمرة منذ 21 شهراً.

وقال ستولتنبرج في مقابلة مع محطة ARD الألمانية، نقلتها مجلة "بوليتيكو" الأميركية إن "الحروب تتطور على مراحل"، لذلك "علينا دعم أوكرانيا في كل من الأوقات الجيدة والسيئة"، مشدداً على ضرورة أن "نكون مستعدين للأخبار السيئة"، دون أن يوضح ما هو المقصود من ذلك.

ودعا ستولتنبرج "أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى تكثيف إنتاج الذخيرة"، معرباً عن أسفه على حالة الصناعات العسكرية "المفككة" في أوروبا.

وأضاف: "لسنا قادرين على العمل معاً بشكل أقرب كما ينبغي"، وحض الحكومات الأوروبية "على النظر إلى ما هو أبعد من مصالحها، ورؤية الصورة الكبيرة".

تصنيفات

قصص قد تهمك