بحلول يناير.. توقعات أميركية بتغيير استراتيجية إسرائيل في حرب غزة

معلومات استخباراتية: تل أبيب لا يمكنها المحافظة على مستوى عمليات عالي الكثافة

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت في تل أبيب. 13 أكتوبر 2023 - Reuters
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن يتحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ونظيره الإسرائيلي يوآف جالانت في تل أبيب. 13 أكتوبر 2023 - Reuters
دبي-الشرق

توقع مسؤولون أميركيون أن تستمر المرحلة الحالية من الغزو البري الإسرائيلي لغزة التي تستهدف الجزء الجنوبي من القطاع "لعدة أسابيع"، قبل أن تنتقل إسرائيل، ربما بحلول يناير، إلى استراتيجية قتالية "أقل كثافة وأكثر تحديداً" تستهدف خلالها مقاتلين وقادة بعينهم من حركة "حماس"، بحسب شبكة CNN الأميركية.

وأضافت الشبكة الإخبارية الأميركية أن مسؤولاً إسرائيلياً (لم تسمه أيضاً) رجّح أن يحدث التحول "في غضون الأسابيع القليلة المقبلة"، وقال: "سنخوض عملية عالية الكثافة خلال الأسابيع المقبلة، يمكن بعدها الانتقال إلى وضع منخفض الكثافة".

وقال مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية لـ "CNN" إن التقديرات الأميركية الحالية تظهر أيضاً أن إسرائيل "لا يمكنها ببساطة المحافظة على مستوى عملياتها عالية الكثافة إلى أجل غير مسمى"، خاصة فيما يتعلق "بتعبئة جنود الاحتياط".

وأضاف المصدر الأميركي أن إسرائيل أيضاً بحاجة إلى الرد على الهجمات شبه اليومية التي يشنها "حزب الله" على حدودها الشمالية، وهو ما رجح أن يكون "سبباً آخر يدفع بإسرائيل إلى الانتقال إلى الغارات الأكثر استهدافاً" بمجرد تطهير غزة من أكبر عدد ممكن من مقاتلي "حماس" المتمركزين فيها.

ويطمح المسؤولون الأميركيون أن تنتقل إسرائيل إلى "استراتيجية أكثر استهدافاً" بحلول يناير، ستشبه التحول الأميركي عن القتال عالي الكثافة في العراق وأفغانستان إلى "حملة عسكرية ضيقة النطاق ضد القادة"، وفقاً لما نقلته "CNN" عن مسؤولين أميركيين رفيعين. 

وقال أحد المسؤولين الأميركيين للشبكة إن المسؤولين الإسرائيليين أشاروا إلى أن "هذه هي نيتهم".

كما أصر المسؤولون الأميركيون على أن التوغل الأولي للقوات الإسرائيلية في شمال غزة "كان من الممكن أن يكون أوسع نطاقاً بكثير، لولا التحذيرات الأميركية".

حرب المدن

وقال أشخاص مطلعون على الخطط الإسرائيلية إن الخطة الأصلية التي وضعتها إسرائيل بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر كانت تتضمن شن "عملية برية وجوية وبحرية واسعة النطاق بمشاركة مئات الآلاف من الجنود الإسرائيليين" بهدف "تدمير" قطاع غزة بأكمله. 

وأكد المسؤولون الأميركيون في الأسابيع الأخيرة أن إسرائيل "استوعبت الدروس" التي شاركها كبار المستشارين العسكريين الأميركيين مع نظرائهم الإسرائيليين بشأن "كيفية إدارة حرب المدن".

وقالت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس للصحافيين، الأحد، رداً على سؤال حول ما إذا كانت إسرائيل تصغي إلى النصائح الأميركية: "أعتقد جازمة أنهم أصغوا إلينا".

وقبل ذلك بيومين، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي للصحافيين: "نعتقد أن المقاربة التي انتهجناها حتى الآن حققت نتائج فعالة".

قلق أميركي

ويشعر البيت الأبيض "بقلق بالغ" إزاء تطور العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدار الأسابيع المقبلة، خصوصاً مع دخول الحرب المرحلة البرية الجديدة في الجنوب، وفقاً لما نقلته شبكة CNN عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية.

وذكر مسؤولون رفيعون في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة "حذّرت إسرائيل بقوة" في محادثات وصفوها بأنها "جادة" و"مباشرة" من تكرار "التكتيكات المدمرة" التي استخدمتها القوات الإسرائيلية في الشمال. كما شددت واشنطن على ضرورة أن يبذل الجيش الإسرائيلي المزيد من الجهود "للحد من الخسائر في صفوف المدنيين".

وأبلغت الولايات المتحدة إسرائيل أنه مع تحوّل الرأي العام بشكل متزايد ضد الحملة البرية الإسرائيلية، التي أسفرت عن سقوط آلاف المدنيين، فإن "مساحة الوقت" المتاحة أمام إسرائيل لمواصلة عمليتها في صورتها الحالية والاحتفاظ بدعم دولي حقيقي "تتضاءل سريعاً".

وفي ما وصفته الشبكة الأميركية بأنه "التحذير العلني الأكثر مباشرة حتى الآن"، حذّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إسرائيل من أنها لن تتمكن من تحقيق انتصارات في حرب المدن إلا "بحماية المدنيين".

وأكد أوستن، خلال خطابه في منتدى ريجان للدفاع الوطني، نهاية الأسبوع، أن الدعم الأميركي لإسرائيل بأنه "غير قابل للتفاوض"، ولكنه حذر من أن إسرائيل "تخاطر باستبدال انتصار تكتيكي بهزيمة استراتيجية" إذا لم تقدم المزيد لمنع مقتل المدنيين.

من جانبهم، يؤكد المسؤولون الإسرائيليون، في السر والعلن، أن أحد أهدافهم الكبرى يتمثل في "إضعاف حماس إلى الحد الذي يجعلها عاجزة عن تكرار الهجوم الذي شنته على إسرائيل في 7 أكتوبر"، ما استبعد مسؤول أميركي رفيع تحقيقه "بحلول نهاية العام"، مرجحاً أن تواصل إسرائيل سعيها لتحقيق ذلك الهدف خلال المرحلة القادمة من الصراع التي يرى المسؤولون الأميركيون أنها ستكون "حملة طويلة الأمد"، وفقا لماً أوردته "سي إن إن".

تصنيفات

قصص قد تهمك