تعذيب وتنكيل وإذلال.. كيف تُعامل إسرائيل الأسرى الفلسطينيين؟

منظمات حقوقية تشير إلى مقاطع فيديو لضرب معتقلين عراة ومقيدين

time reading iconدقائق القراءة - 5
سجن عوفر الإسرائيلي غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة. 24 نوفمبر 2023 - AFP
سجن عوفر الإسرائيلي غرب رام الله في الضفة الغربية المحتلة. 24 نوفمبر 2023 - AFP
رام الله -أ ف ب

روى فلسطينيون، مفرج عنهم مقابل رهائن إسرائيليين في إطار اتفاق الهدنة المؤقتة للحرب على غزة، ظروف احتجاز صعبة تدهورت كثيراً بعد هجوم حركة "حماس" غير المسبوق على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.

وقالت ربى عاصي (23 عاماً)، والتي أمضت قرابة عامين في السجون الإسرائيلية لصحافيين في الضفة الغربية عقب الإفراج عنها قبل أكثر من أسبوع، "الأوضاع في السجن صعبة جداً"، مضيفة أن الإسرائيليين سحبوا من المعتقلين بعد الهجوم "كل إنجازاتهم"، في إشارة إلى المطالب التي "ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة"، مثل الكهرباء والتلفزيون والزيارات والأغطية وغيرها، "كلّ شيء سُحب".

وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية في 7 أكتوبر "حالة طوارئ" في السجون. ولم يعد بإمكان المعتقلين الخروج من زنزاناتهم، بينما تكثفت عمليات التفتيش.

وذكر نادي الأسير، الذي يتابع أوضاع المعتقلين الفلسطينيين، أن زيارات الصليب الأحمر الدولي إلى السجون، توقفت أيضاً. ولم يعلّق الصليب الأحمر على الموضوع.

وأضافت ربى عاصي: "في سجن الدامون، سحبوا منا كل شيء. الغرفة مخصصة لثلاثة أشخاص. كنا سبعة ننام فيها بدون أغطية، كميات الطعام كانت ضئيلة، وكنّا مرات ننام جائعات".

وتابعت: "كنا ننام على الأرض دون فرش، رغم البرد وبغض النظر عن الأعمار". وأشارت إلى أن عمليات التفتيش كانت تحصل "ونحن عاريات".

وقالت عاصي، إن ظروف السجن كانت مختلفة عندما اُعتقلت أواسط العام 2020، وحوكمت بالسجن لمدة 21 شهراً بتهمة الانتماء إلى جمعية غير شرعية وإلقاء حجارة. وجرى إطلاق سراحها في مايو من عام 2022، قبل أن يعاد اعتقالها بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر الماضي.

وقائع تعذيب

وأعلنت منظمة العفو الدولية "أمنستي"، أن لديها "شهادات وأدلة بالفيديو على تعذيب وسوء معاملة لمعتقلين فلسطينيين يتعرضون للضرب وللإذلال، كأن يُطلب منهم ألا يرفعوا رؤوسهم، وأن يركعوا على الأرض، وأن ينشدوا أناشيد إسرائيلية وسط ظروف اعتقال رهيبة".

وتشير "أمنستي" إلى أشرطة فيديو يتمّ تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها "جنود إسرائيليون يضربون ويهينون فلسطينيين معتقلين، معصوبي العينين، وعارين، ومقيّدي المعصمين".

وتحدّث الناشط رمزي عباسي، (36 عاماً)، المنحدر من القدس الشرقية، والذي أفرج عنه من سجن "كتزيوت" في صحراء النقب في مقابل رهائن، لوكالة "فرانس برس"، عن "ضرب صباحي ومسائي كلّ يوم. هناك أسرى كُسرت أطرافهم بعد 7 أكتوبر، ولا يتمّ تقديم أي علاج طبي لهم".

وحكم على عباسي في شهر أبريل بالسجن لمدة عام، وأمضى شهوراً في سجن نفحة قبل أن يُنقل إلى النقب. وقال إن "سجن النقب بالفعل مقبرة للأحياء، يعيشون هناك دون طعام، ودون ملابس ولا يلقون أي اهتمام".

"هجمة انتقامية"

ونقلت المنظمة عن فلسطيني من القدس الشرقية قوله، إن محتجزين أُجبروا على "الإشادة بإسرائيل وشتم حماس". إلا أن ذلك "لم يساعدهم على تجنب الضرب".

وأصدر المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، بياناً، طالبوا فيه الوسطاء (مصر وقطر والصليب الأحمر الدولي) التدخّل العاجل لدى الجانب الإسرائيلي لوقف ما أسموه "الهجمة الانتقامية" ضدهم.

وأشار الأسرى في رسالتهم التي وصلت عبر أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخراً، إلى وفاة 6 سجناء في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر، ووصفوها بـ"الإعدامات". وتحدثوا عن "تهديدات بالقتل داخل السجون".

وتقول مصلحة السجون الإسرائيلية، إن السجناء توفوا لأسباب صحية غير مرتبطة بظروف الاحتجاز.

وسُلّط الضوء على المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بعد اقتياد حركة حماس عقب هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر قرابة 240 رهينة.

وردّت إسرائيل على الهجوم بقصف مدمّر على قطاع غزة. وتمّ التوصل بعد 7 أسابيع من الحرب إلى هدنة استمرت أسبوعاً، تم خلالها تبادل 80 رهينة إسرائيلية مع 240 معتقلاً فلسطينياً. كما أفرج خارج الاتفاق عن عدد آخر من الرهائن في قطاع غزة.

وبحسب نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، اعتقل الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 3580 فلسطينياً، ليصل عدد المعتقلين الفلسطينيين الإجمالي في السجون الإسرائيلية إلى 7800.

تصنيفات

قصص قد تهمك