رسمياً.. إيطاليا تنسحب من مشروع "الحزام والطريق" الصيني

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في قمة للاتحاد الأوروبي ببروكسل. 9 فبراير 2023 - REUTERS
رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في قمة للاتحاد الأوروبي ببروكسل. 9 فبراير 2023 - REUTERS
روما-أ ف ب

انسحبت إيطاليا رسمياً من مبادرة الحزام والطريق الصينية الضخمة للبنى التحتية، بعد أكثر من أربع سنوات على انضمام الدولة الوحيدة في مجموعة السبع إلى المشروع، حسبما أفاد مصدر حكومي الأربعاء.

وذكرت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية أن قرار الانسحاب من هذا المشروع الضخم للبنى التحتية البحرية والبرية الذي أطلقته الصين في 2013، والذي كان منتظراً منذ عدة أشهر، أُبلغ إلى بكين قبل ثلاثة أيام، بدون أن يصدر أي بيان رسمي عن أي من الجانبين.

وأكد مصدر في الحكومة الإيطالية لوكالة "فرانس برس" أن روما انسحبت، من دون تقديم مزيد من التفاصيل، مكتفياً بالقول إن ذلك تم بطريقة "لإبقاء قنوات الحوار السياسي مفتوحة".

في عام 2019، قررت إيطاليا التي كانت ترزح تحت وطأة دين عام، الانضمام إلى هذه المبادرة لتصبح الدولة الوحيدة في مجموعة السبع التي تشارك في برنامج الاستثمارات الصيني الضخم.

وقبل توليها السلطة العام الماضي، قالت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إن القرار الذي اتخذته حكومة سابقة بالانضمام إلى المشروع كان "خطأ فادحاً".

وندد معارضو الخطة الاستثمارية بالمشروع، معتبرين أنه يهدف إلى شراء النفوذ السياسي.

وهذا المشروع الطموح البالغ قيمته أكثر من ألفي مليار دولار، والذي أطلق قبل عشر سنوات بدفع من الرئيس الصيني شي جين بينج، يهدف إلى تحسين العلاقات التجارية بين آسيا وأوروبا وإفريقيا وحتى أبعد من ذلك، عبر بناء موانئ وسكك حديد ومطارات أو مشاريع صناعية.

والبرنامج الذي انضمت إليه أكثر من 150 دولة بحسب بكين، يواجه انتقادات في العالم أيضاً؛ بسبب المديونية الخطيرة التي يفرضها على دول فقيرة.

وقال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في سبتمبر إن الانضمام إلى المشروع "لم يؤد إلى النتائج التي كنا نأملها".

"غياب الشفافية"

يتضمن المشروع، واسمه الرسمي "مبادرة الحزام والطريق"، خصوصاً بناء خطوط للسكك الحديد شديدة السرعة؛ تعبر جنوب شرق آسيا وتنفيذ أشغال كبرى في قطاعات النقل والطاقة والبنى التحتية في مختلف أنحاء آسيا الوسطى.

لكن عدم وجود شفافية بشأن تفاصيل هذا المشروع، عزز ارتياب حلفاء روما فيما أعرب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن قلقهما اعتباراً من عام 2019.

وكان من المقرر تجديد الاتفاق تلقائياً في مارس 2024، ما لم تنسحب إيطاليا بحلول نهاية هذا العام.

لكن روما كانت حذرة من استفزاز بكين والمخاطرة بالانتقام من الشركات الإيطالية التي أضعفت بسبب انتشار وباء كوفيد-19، وبسبب العقوبات التي اعتمدت ضد روسيا بعد غزوها أوكرانيا.

في مايو، قالت ميلوني إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بهذا الشأن بعد، والذي "يجب أن يتم التعامل معه بالكثير من الحذر".

وأوضحت ميلوني للصحافيين في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في سبتمبر، أنه إذا انسحبت روما من المشروع، فإنها "لن تعرض علاقاتها مع الصين للخطر".

ولفت الخبراء إلى أن اقتصادات أوروبية كبرى أخرى مثل ألمانيا وفرنسا لم تنضم إلى المشروع، لكنها أبرمت اتفاقات تجارية ضخمة مع بكين.

وقدّر تقرير نشره معهد "إيد داتا" للبحوث في جامعة وليام إند ماري بولاية فرجينيا الأميركية في نوفمبر الماضي، أن تكون الصين قد أقرضت مبالغ يزيد مجموعها عن تريليون دولار، في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وأن نحو 80% من هذه القروض ممنوحة لدول تعاني صعوبات مالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك