شنّ الجيش الإسرائيلي، الخميس، حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أبرزها بيت لاهيا وخان يونس وجباليا، إذ نشرت وسائل إعلام إسرائيلية صوراً ومقاطع تظهر عدداً كبيراً من الفلسطينيين، وهم مجردون من أغلب ملابسهم، خلال عمليات الاعتقال بحجة "التأكد من نشاطهم".
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية صوراً ومقاطع فيديو نقلاً عن الجيش الإسرائيلي، لعدد كبير من الفلسطينيين، وهم مجردون من أغلب ملابسهم، ويتكدسون في شاحنة لنقلهم إلى جهة مجهولة في تل أبيب، لم تسمها الصحيفة.
كما أظهرت المقاطع المصورة لحظات الاعتقال لعدد كبير من الفلسطينيين، وهم على الأرض بعد تجريدهم من أغلب ملابسهم وسط حصار من جنود إسرائيليين.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن قوات الجيش اعتقلت عشرات الفلسطينيين خلال تقدمها للسيطرة على الجزء الشمالي للقطاع، زاعمة أن "بعضهم سلم نفسه طوعاً"، وذلك للتحقق مما إذا كانوا ينتمون إلى حركة "حماس" أو نشطاء فيها.
وأعلنت "العربي الجديد"، الخميس، اعتقال الجيش الإسرائيلي مراسلها من شارع السوق في بيت لاهيا، مع مجموعة من أشقائه وأقاربه، وغيرهم من المدنيين.
وأضافت أن مراسلها كان من ضمن العشرات من الفلسطينيين الذين اعتقلهم الجيش الإسرائيلي. وتعمّد إجبارهم على خلع ثيابهم وتفتيشهم وإذلالهم عند اعتقالهم، قبل اقتيادهم إلى جهة مجهولة، وفق ما رواه الأهالي للصحيفة.
وكانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين أعلنت أن الجيش الإسرائيلي قتل 75 صحافياً وعاملاً في قطاع الإعلام، بينما أصيب قرابة 80 صحافياً بجروح، وفُقد صحافيان اثنان، بينما قصف منازل عائلات 60 صحافياً، ودمر مقار 63 مؤسسة إعلامية، وعطّل عمل 25 إذاعة محلية (24 في غزة وواحدة في الضفة)، وأغلق وقيد عمل 3 وسائل إعلامية.
واستهدفت القوات الإسرائيلية، أخيراً، مناطق في بيت لاهيا، وخان يونس، وبيت حانون بغارات عنيفة في شمال غزة، تقتل العشرات من الفلسطينيين بشكل يومي.
ارتفاع عدد الضحايا
وفي وقت سابق الخميس، قال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، إن الضربات الإسرائيلية قتلت نحو 17 ألفاً و177 فلسطينياً، وأصابت 46 ألفاً منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف القدرة أن 350 فلسطينياً قتلوا، وأُصيب 1900 خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في غزة.
وتدخل حرب إسرائيل على غزة شهرها الثالث، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي محاولات التقدم ميدانياً ضمن مخططه لـ"التوغل البري" في القطاع، غير أن تلك المحاولات ما تزال "بطيئة"، ومحدودة جغرافياً، مع استمرار الفصائل الفلسطينية في استهداف جنوده وآلياته.