حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الجمعة، من أن منظومة الدعم الإنساني في غزة تواجه خطر الانهيار الكامل ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة، متوقعاً أن يفضي الانهيار الكامل للنظام العام في القطاع إلى زيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر.
وقال جوتيريش في كلمة أمام مجلس الأمن بشأن حرب غزة الجمعة، إن كابوساً إنسانياً اجتاح سكان غزة على مدار الشهرين الماضيين، مشيراً إلى أنه فعل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن غزة، "لأننا وصلنا إلى نقطة الانهيار"، محذراً من أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، كما أنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين، داعياً إلى إعلان وقف إطلاق النار في القطاع لأسباب إنسانية.
وأعرب عن خشيته من أن تكون العواقب "مدمرة على أمن المنطقة برمتها"، لافتاً إلى أننا "شهدنا بالفعل امتداد ذلك إلى الضفة الغربية المحتلة، ولبنان، وسوريا، والعراق، واليمن".
تفاقم التهديدات للأمن والسلم الدوليين
وحذر من أن هناك خطراً جدياً "يتمثل في تفاقم التهديدات القائمة لصون السلام والأمن الدوليين"، وقال إن خطر انهيار النظام الإنساني في القطاع، يرتبط بشكل أساسي بـ"الانعدام التام للسلامة والأمن لموظفينا في غزة، وبطبيعة العمليات العسكرية وكثافتها، التي تحد بشدة من إمكانية الوصول إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها".
وقال إن التهديد الذي تتعرض له سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في غزة "لم يسبق له مثيل"، مشيراً إلى سقوط "أكثر من 130 من زملائي، والعديد منهم مع عائلاتهم. وهذه أكبر خسارة في الأرواح في تاريخ منظمتنا".
وقال إن بعض موظفي الأمم المتحدة في غزة، "يأخذون أطفالهم إلى العمل حتى يعلموا أنهم سيعيشون أو يموتون معاً".
وحذر من "كابوس إنساني متصاعد"، مشيراً إلى أنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين، وسقوط 17 ألف فلسطيني منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية، وأن ذلك يشمل أكثر من 4000 امرأة و7000 طفل.
وتابع: "وبحسب ما ورد أصيب عشرات الآلاف، والعديد منهم في عداد المفقودين، على الأرجح تحت الأنقاض".
"لا مبرر للعقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"
وقال جوتيريش إن إسرائيل بدأت عمليتها العسكرية "رداً على الهجمات الإرهابية الوحشية التي شنتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة في 7 أكتوبر"، معرباً عن إدانته لتلك الهجمات "بلا تحفظ".
وتابع: "لا يوجد أي مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمداً، من بينهم 33 طفلاً، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن".
ولكنه استطرد قائلاً: "في الوقت نفسه، فإن الوحشية التي ترتكبها حماس لا يمكن أبداً أن تبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"، وفق ما قال في خطابه.
وشدد على أن القانون الدولي يوجب حماية المدنيين والامتثال لمبادئ التمييز والتناسب والحيطة، كما أن قوانين الحرب "تطالب أيضاً بوجوب تلبية الاحتياجات الأساسية للمدنيين، بما في ذلك عن طريق تسهيل إيصال الإغاثة الإنسانية دون عوائق".
وأكد أن "تطبيق القانون الإنساني الدولي لا يمكن أن يجري بشكل انتقائي".