رواية إسرائيلية جديدة: المتفجرات زُرعت في "نطنز" قبل سنوات

time reading iconدقائق القراءة - 7
منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على بعد 250 كيلومتراً جنوبي العاصمة الإيرانية طهران - 9 أبريل 2007 - ASSOCIATED PRESS - ASSOCIATED PRESS
منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم على بعد 250 كيلومتراً جنوبي العاصمة الإيرانية طهران - 9 أبريل 2007 - ASSOCIATED PRESS - ASSOCIATED PRESS
دبي -الشرق

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، الثلاثاء، أن الانفجار الذي استهدف منشأة نطنز النووية في إيران تم بمتفجرات زُرعت قبل نحو 15 عاماً.

وقال أولمرت في تصريحات لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن "ما حدث قبل يومين في منشأة نطنز لم يكن بسبب شخص اقتحم المكان في منتصف الليل، بل تم زرع المتفجرات هناك مقدماً، ربما قبل 10 أو قبل 15 عاماً".

وأضاف أولمرت: "أستطيع أن أتذكر عمليات نُفذت في الماضي لزرع" هذه المتفجرات.

وكانت السلطات الإيرانية أعلنت، الأحد، تعرّض منشأة لتخصيب اليورانيوم في مفاعل نطنز النووي لـ"عمل إرهابي"، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" وراء الهجوم.

 عبوة ناسفة تم تهريبها إلى "نطنز"

وقال مسؤول في الاستخبارات الإسرائيلية لصحيفة "نيويورك تايمز" إن التفجير الذي استهدف مفاعل "نطنز" في إيران تم بعبوة ناسفة جرى تفجيرها عن بعد، ما تسبب في تعطيل النظامين الكهربائيين، الأساسي والاحتياطي

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته أن "العبوة الناسفة تم تهريبها إلى معمل نطنز وفُجّرت عن بعد"، في وقت أكد فريدون عباسي، رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، هذه الرواية في مقابلة بثها التلفزيون الرسمي الاثنين.

وقال عباس: "كانت مؤامرة العدو جميلة للغاية، أنا أنظر إليها من وجهة نظر علمية، لقد فكروا في هذا الأمر واستخدموا خبراءهم وخططوا للانفجار، بحيث يتم إتلاف كل من جهاز الطاقة المركزي وكابل الطاقة الاحتياطي في حالات الطوارئ "، في حين أشار مسؤولو الاستخبارات الإيرانية إلى أن الأمر "سيستغرق عدة أشهر حتى تتمكن إيران من إصلاح الضرر".

"تقويض الدبلوماسية"

وأثارت العملية تساؤلاً حول ما إذا كانت إسرائيل تتصرف من تلقاء نفسها لضرب إيران وتقويض الدبلوماسية الأميركية، بينما تسعى إدارة الرئيس جو بايدن إلى إعادة تشكيل الاتفاق النووي الموقع عام 2015، والذي انسحبت منه الإدارة السابقة في 2018.

أو هل كانت إسرائيل تعمل بالتنسيق مع المصالح الأميركية لإضعاف موقف إيران التفاوضي في المحادثات، وفق "نيويورك تايمز".

 من جانبها قالت جين ساكي الناطقة باسم البيت الأبيض، الاثنين، إن الولايات المتحدة "لم تتدخل بأي شكل من الأشكال، ليس لدينا ما نضيفه إلى التكهنات حول الأسباب أو التأثيرات"، فيما لم يعلّق مسؤولو البيت الأبيض على ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تلقت إشعاراً مسبقاً بالهجوم.

وقال مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الخارجية إنه "ليس لديهم أي فكرة عما إذا كان الإيرانيون سيحضرون مفاوضات فيينا، الأربعاء، لاستئناف المحادثات بشأن الملف النووي".

"لا مفاوضات"

وطلب مشرّعون إيرانيون من وزير الخارجية محمد جواد ظريف "تعليق المحادثات"، قائلين: "ينبغي لإيران ألا تنخرط في مفاوضات عندما تتعرّض للهجوم".

وقال عباس مقتدي، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، في تصريحات، الاثنين: "المحادثات تحت الضغط ليس لها معنى، كانت هذه رسالة نقلناها بوضوح شديد اليوم".

وأوضح ظريف في بيان بثه التلفزيون الإيراني الحكومي أن إسرائيل تريد "الانتقام منا بسبب تقدمنا ​​في طريق رفع العقوبات، ولكننا سننتقم منهم"، في وقت سلّطت تعليقاته الضوء على "خطر التصعيد" في حرب الظل المستمرة منذ سنوات بين إيران وإسرائيل، والتي تُجرى في صحراء نطنز. 

 وتسعى إدارة بايدن إلى إحياء الاتفاق النووي الذي أبطله ترمب قبل ثلاث سنوات، إذ وافقت إيران آنذاك على وضع قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عارض الاتفاق الأصلي، ولم يخفِ معارضته لإحيائه.

وبالنسبة للإيرانيين، كان الهجوم مؤشراً آخر مهيناً على أن برنامجهم تم اختراقه من قبل الجواسيس والمخربين الذين نفّذوا سلسلة من الهجمات، في حين أن إسرائيل تلتزم الصمت عادة عند حدوث مثل هذه الهجمات، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلت عن مصادر استخباراتية قولها إن المسؤول عن الهجوم هو "الموساد ووكالة التجسس الإسرائيلية".

"مساءلة"

وعلى الجانب الآخر، وُجّهت أصابع الاتهام في الهجوم إلى وحدة الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، المسؤولة عن تأمين المواقع النووية وحماية العلماء النوويين.

وقال إسحاق جهانجيري، النائب الأول للرئيس الإيراني، إن "الكيان المسؤول عن حماية نطنز من الهجمات يجب أن يخضع للمساءلة"، لافتاً إلى أن الهجمات "يمكن أن تسفر عن عواقب وخيمة على سمعة إيران واقتصادها وأمنها"، فيما دعا محافظون إلى "إصلاح شامل في قيادة الوكالة الذرية وتولي المجلس الأعلى للأمن القومي الملف النووي من وزارة الخارجية".

وكان علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قال إن "طاقة الطوارئ أعيدت إلى نطنز ولم يتوقف التخصيب في المنشأة، ولكن قد يتم تشغيله في جزء صغير من المستوى الذي كان عليه من قبل".

"عمق أكبر"

من جانبهم أعرب مسؤولون أميركيون، رفضوا التحدث بشكل رسمي، عن قلقهم من أن الهجوم "قد يدفع البرنامج النووي إلى عمق أكبر تحت الأرض"، حيث سيكون من الصعب الوصول إليه، إذ سلكت إيران بالفعل هذا الاتجاه منذ سنوات، عندما شيّدت مصنعاً صغيراً في عمق جبل بالقرب من مدينة قم.

وأثار تسريب التفاصيل حول التدخل الإسرائيلي مخاوف من أن تسعى إيران إلى "إنقاذ ماء وجهها"، من خلال تصعيد وردّ عسكري أقوى من المعتاد.

وقال داني ياتوم، الرئيس السابق للموساد، في مقابلة مع محطة إذاعية يديرها الجيش الإسرائيلي، الاثنين: "حالما يتم الاستشهاد بالمسؤولين الإسرائيليين، فإن الأمر يتطلب من الإيرانيين الانتقام". 

وأشار ستيفن سليك، الذي أدار سابقاً تعاملات وكالات الاستخبارات الأميركية مع الموساد، إلى أن الإسرائيليين "كان لديهم دوافع كثيرة للهجوم". 


وتابع: "لا نتجاهل مصالح إسرائيل وحرية عملها، تم تذكير إيران بضعفها المستمر أمام الأعمال العسكرية والاستخباراتية الإسرائيلية."

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن المرة الأخيرة التي شهدت خلالها منشأة نطنز عملية ممثالة كانت قبل أكثر من عقد، إذ تحطمت أجهزة الطرد المركزي في مركز إنتاج الوقود النووي تحت الأرض في نطنز، في هجوم إلكتروني إسرائيلي- أميركي مشترك، بهدف "إبطاء تقدم طهران نحو الأسلحة النووية وفرض مفاوضات دبلوماسية".