تعرضت ناقلة تجارية في ساعة متأخرة من الاثنين، لهجوم بصاروخ "كروز" أطلق من منطقة يمنية يسيطر عليها "الحوثيون" قرب باب المندب، ما تسبب في وقوع أضرار ونشوب حريق بالسفينة، وتبنى الحوثيون الهجوم.
وأعلنت القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"، الثلاثاء، أن هجوماً بصاروخ "كروز" مجنح، مضاد للسفن انطلق من مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن، استهدف ناقلة النفط " ستريندا" التي ترفع علم النرويج، في مضيق باب المندب.
وقالت القيادة، في بيان عبر منصة "إكس"، إن الناقلة أبلغت عن حدوث أضرار، ونشوب حريق على متنها دون وقوع إصابات.
وأضافت: "لم تكن هناك سفن أميركية قريبة وقت الهجوم، لكن المدمرة (ميسون) استجابت لنداء استغاثة من الناقلة، وقدمت لها العون".
وقالت شركة "موينكل كيميكال تانكرز" المالكة للناقلة لـ"رويترز"، إن الناقلة تتجه الآن إلى ميناء آمن.
وقال رئيس الشركة إن طاقم الناقلة المكون من 22 شخصاً من الهند، ولم يصب أحد منهم بأذى.
وأعلن يحيى سريع، المتحدث باسم الحوثيين، في بيان بثه الإعلام الحربي التابع للجماعة، إنهم نفذوا عملية استهدفت الناقلة التي كانت متجهة إلى إسرائيل قبالة سواحل اليمن، بعد رفض طاقمها جميع النداءات التحذيرية، معتبراً أن ذلك يأتي "انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني الذي يتعرض في هذه الأثناء للقتل والتدمير والحصار في قطاع غزة".
وأضاف أنهم نجحوا، خلال اليومين الماضيين، في منع عبور عدة سفن استجابت لتحذيرات القوات البحرية، ولم تلجأ إلى استهداف السفينة النرويجية المحملة بالنفط إلا بعد رفض طاقمها كافة النداءات التحذيرية، مشدداً على أن الجماعة لن تتردد في استهداف أي سفينة تخالف تحذيراتها بمنع مرور كافة السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، وستواصل منع كافة السفن من كل الجنسيات من التوجه للموانئ الإسرائيلية "حتى إدخال ما يحتاجه إخواننا الصامدون في قطاع غزة من غذاء ودواء".
كان مكتب التجارة البحري البريطاني، أعلن تلقيه بلاغاً عن كيان يعرف نفسه على أنه من "البحرية اليمنية"، ويأمر سفينة قرب مضيق باب المندب بتغيير مسارها إلى ميناء يمني، لافتاً إلى تعرضها لهجوم واشتعال النار بها.
وذكر مكتب التجارة التابع للبحرية البريطانية على منصة "إكس"، تلقيه تقريراً عن "كيان يعلن نفسه أنه من البحرية اليمنية، ويأمر سفينة بتغيير مسارها إلى ميناء يمني"، داعياً "كافة السفن بالمنطقة إلى توخي الحذر، والإبلاغ في حالة رصد أي نشاط مريب".
وأشار المكتب في منشور سابق، إلى أن "هجوماً استهدف سفينة قرب باب المندب قبالة سواحل اليمن، وأن النار اشتعلت بها"، مضيفاً أن "السلطات تحقق في الهجوم الذي وقع بالبحر الأحمر، وأن جميع أفراد طاقم السفينة بخير".
وذكر أحد المسؤولين الأميركيين لـ"رويترز"، أن الهجوم على سفينة النقل "ستريندا" وقع على بعد حوالي 60 ميلاً بحرياً من شمال مضيق باب المندب.
وقال المسؤولان إن المدمرة التابعة للبحرية الأميركية "ميسون" في مكان الحادث وتقدم المساعدة، ولم تقع إصابات.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت "ستريندا" لها أي علاقات بإسرائيل، أو ما إذا كانت متجهة إلى ميناء إسرائيلي، إذ أعلن الحوثيون، في وقت سابق، استهداف كافة السفن المرتبطة بإسرائيل، أو تتجه إلى موانئ إسرائيلية، خلال مرورها من أمام سواحل اليمن، في إطار التضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على قطاع غزة والمندلعة منذ 7 أكتوبر الماضي.
وقال موقع "تانكر تراكرز" على منصة "إكس"، "نعتقد أن السفينة التي وُجِّهَت بتغيير مسارها لميناء يمني، هي ناقلة نفط محملة بالبضائع كانت تبحر باتجاه الشمال".
وعلى خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، هاجمت جماعة "الحوثيين" سفناً في البحر الأحمر، وأطلقوا طائرات مُسيّرة وصواريخ باليستية على إسرائيل بهدف ما تصفه بـ"إظهار الدعم للفلسطينيين في غزة".
وأعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "الحوثي" في اليمن، يحيى سريع، الثلاثاء، عبر منصة "X" عن "بيان مهم للقوات المسلحة اليمنية خلال الساعات القادمة".
واشنطن لا تستبعد عملاً عسكرياً
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأحد الماضي، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على جماعة "الحوثي" تستهدف أفراداً وكيانات في اليمن ودول أخرى، مؤكداً أن بلاده "ستتخذ كل الإجراءات الضرورية لحماية جنودها ومواطنيها وكذلك النقل البحري" دون أن يستبعد خيار التحرك العسكري.
وأضاف بلينكن في مقابلة مع قناة ABC News، أن سفن دول عدة مُهددة بالهجمات التي يشنها "الحوثيون" في البحر الأحمر، معتبراً أن التهديد لا ينحصر على إسرائيل وواشنطن فقط، في الوقت الذي تقول فيه جماعة "الحوثي" إن السفن المتجهة إلى إسرائيل ستصبح "هدفاً مشروعاً" لها، وذلك في إطار دعمها لغزة.
وحذّر الوزير الأميركي من أن الهجمات الصاروخية على السفن التجارية في البحر الأحمر من قِبل "الحوثيين"، باتت تشكل تهديداً كبيراً ليس فقط لإسرائيل، والولايات المتحدة بل لعشرات الدول التي تعتمد على هذا الممر المائي الدولي لنقل البضائع بشكل يومي ما يعني أن سفن دول عديدة أصبحت معرضة لخطر "الهجمات الحوثية".
وهاجم "الحوثيون"، واستولوا على سفن عدّة مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ممر بحري يمر عبره كثير من النفط العالمي.
وتسعى الولايات المتحدة إلى حث حلفائها على توسيع عمليات قوة عمل بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن التجارية عقب هجمات "الحوثيين"، لا سيما التي تمر قرب اليمن، بهدف تأمين حركة الشحن العالمية، واحتواء إمكانية توسع حرب إسرائيل على قطاع غزة إقليمياً، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض يرى أن الخطوة الأميركية هذه تعد رداً طبيعياً بعد إطلاق جماعة الحوثي اليمنية صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه العديد من السفن، واختطافها سفينة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأضافت أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة وشركاؤها سيتمكنون من ردع الحوثيين أو كبح مطالب إسرائيل باتخاذ إجراء قوي ضدهم، موضحة أن اتخاذ إجراءات مثل شن الضربات العسكرية أو تصنيف الحوثيين كـ"جماعة إرهابية" يمكن أن يؤدي إلى تعقيد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة والولايات المتحدة وآخرون لإنهاء حرب اليمن.