إسرائيل تتكبد خسائر كبيرة في غزة.. وترفض وقف الحرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبي/واشنطن-الشرقوكالات

تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة في صفوف قواته، بعد سقوط 10 من جنوده بكمين في مدينة غزة، فيما تتعرض الحكومة الإسرائيلية لضغوط دولية متزايدة و"عزلة دبلوماسية"، بسبب استمرار آلتها الحربية التي قتلت حتى الآن أكثر من 18 ألف شخص.

وتأتي هذه التطورات بعد يوم من تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة  بأغلبية ساحقة، على قرار يطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار" في غزة لأسباب إنسانية، وهو ما تحدته الحكومة الإسرائيلية مؤكدة استمرار الحرب.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، بمواصلة الحرب في غزة، رغم "الضغوط الدولية"، وقال في بيان مسجّل بالفيديو أصدره مكتبه موجّه إلى لواء سلاح المدرعات الذي يقاتل في غزة: "أريدكم أن تستمروا حتى آخر جندي. سنستمر حتى النهاية، حتى النصر، حتى إبادة حماس. لا ينبغي أن يكون هناك شك في ذلك". وتابع: "أقول ذلك في ظل الألم الشديد، ولكن أيضاً في ظل الضغوط الدولية".

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في بيان نشرته وزارته، إن "إسرائيل ستواصل الحرب ضد حماس مع أو بدون الدعم الدولي. وقف إطلاق النار في المرحلة الحالية هو هدية لحماس، وسيسمح لها بالعودة وتهديد سكان إسرائيل".

وذكر الجيش الإسرائيلي أن 10 من جنوده لقوا حتفهم في الساعات الـ24 الماضية، من بينهم ضابط برتبة كولونيل في "لواء جولاني" للمشاة، ولفتنانت كولونيل قاد كتيبة في "لواء جولاني". وهذه أكبر خسائر في صفوف القوات الإسرائيلية في يوم واحد منذ سقوط 15 جندياً في 31 أكتوبر.

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن أغلب الخسائر في صفوف قواته تم تسجيلها في حي الشجاعية بمدينة غزة شمال القطاع، حيث نصبت قوات "حماس" كميناً للجنود الإسرائيليين، خلال محاولة إنقاذ مجموعة أخرى خلال اشتباك داخل أحد المباني.

وتُظهر الخسائر الأخيرة التي تكبدتها إسرائيل في ساحة المعركة في غزة أن هدفها العسكري الأساسي، وهو شل "حماس"، لا يزال بعيد المنال، بما في ذلك في الجزء الشمالي من قطاع غزة، الذي كان محور التركيز الأساسي للنشاط العسكري منذ بداية الحرب، وفق ما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".

ضغوط داخلية وخارجية على حكومة إسرائيل

منذ بداية الحرب، لقي 115 جندياً إسرائيلياً حتفهم وفق إحصاءات الجيش الإسرائيلي، فيما سقط ما لا يقل عن 20 عسكرياً بنيران صديقة.

وقال داني دانون، النائب الإسرائيلي عن حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "أشعر بالقلق من أننا سنعلن النصر قبل الفوز في الحرب". وأضاف: "نحن بحاجة إلى توضيح ما هي أهداف الحرب بالضبط، وما يعنيه حقاً الانتصار على حماس والقضاء عليها".

وتواجه إسرائيل ضغوطاً مباشرة متزايدة من الولايات المتحدة، لإنهاء العمليات القتالية في غزة، وبذل المزيد من الجهود لمنع سقوط ضحايا من المدنيين، وفق "وول ستريت جورنال".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، الثلاثاء، إن القصف "العشوائي" للمدنيين ينال من الدعم الدولي لإسرائيل.

ويعتزم مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان زيارة إسرائيل، الخميس والجمعة، للقاء نتنياهو، وذلك في إطار الجهود الأميركية للضغط على إسرائيل للتراجع عن القصف "العشوائي" لغزة.

وقال سوليفان خلال منتدى استضافته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الثلاثاء، إن هذا لا يعني أن "إسرائيل يجب أن تتوقف عن ملاحقة حماس"، التي تصنفها واشنطن "جماعة إرهابية"، لافتاً إلى أن ذلك يعني "الانتقال إلى مرحلة مختلفة عن نوع العمليات عالية الكثافة التي نراها اليوم في غزة".

دمار وموت في غزة

وقصفت طائرات إسرائيلية مجدداً غزة، الأربعاء، وقتلت العشرات من المدنيين، فيما أكد مسؤولون في وكالات إغاثة أن الطقس الشتوي الممطر يزيد تدهور الوضع الذي يعاني منه الأغلبية العظمى من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الأربعاء، أنّ سكان غزة الذين يتعرّضون لقصف متواصل منذ أسابيع من قبل الجيش الإسرائيلي، "لم يعد لديهم وقت أو خيارات".

وقال خلال المنتدى العالمي للاجئين: "في مواجهة القصف والحرمان والأمراض، في مساحة ضيقة بشكل متزايد، يواجه الفلسطينيون أحلك فصل في تاريخهم منذ عام 1948، مع أنه تاريخ مؤلم".

وأوضح لازاريني أنّ "سكّان غزّة يتجمّعون الآن في أقل من ثلث الأراضي الأصلية، بالقرب من الحدود المصرية". 

وسعى مئات الآلاف من الأشخاص إلى العثور على مأوى في رفح عند الطرف الجنوبي للقطاع. وكانت جثث أفراد عائلة، من بينهم عدة أطفال صغار، لقوا حتفهم في غارة جوية الليلة الماضية، ملقاة تحت المطر في أكفان بيضاء ملطخة بالدماء، بينما كانت جثة لطفل حديث الولادة ملفوفة ببطانية وردية اللون، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وارتفع عدد سكان مدينة رفح، من 280 ألف نسمة إلى "أكثر من مليون شخص"، بحسب ما أوردت "فرانس برس".

ومنذ انهيار الهدنة التي استمرت أسبوعاً في مطلع ديسمبر، وسّعت القوات الإسرائيلية حملتها البرية من شمال قطاع غزة إلى الجنوب، باقتحام مدينة خان يونس الجنوبية الرئيسية.

والمستشفيات في شمال القطاع توقفت عن العمل إلى حد كبير، وفي الجنوب تكتظ بما يفوق طاقتها بالجثث والمصابين الذين يصلون بالعشرات ليل نهار.

وقال الطبيب البريطاني كريس هوك الذي أرسلته منظمة "أطباء بلا حدود" لمستشفى ناصر في خان يونس: "الأطباء وأنا منهم يخطون فوق جثث أطفال لمعالجة أطفال معرضين للموت".

وتقول وكالات دولية إن المساعدات المحدودة التي تصل لقطاع غزة لا توزع إلا في مناطق برفح قرب الحدود المصرية. وحتى هناك بات الوضع أكثر صعوبة هذا الأسبوع مع احتماء مئات الآلاف في المنطقة.

ومن رفح، قالت جيما كونيل، التي تقود فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية: "الأمطار الغزيرة والرياح خلال الليل. أمر مريع لكل هؤلاء في الملاجئ المؤقتة".

تصنيفات

قصص قد تهمك