التقى أكبر مسؤول للشؤون الصينية في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، نظيره الصيني للمرة الأولى منذ أن سافر الأول إلى تايوان، في فبراير الماضي، في "رحلة سرية" ساهمت في توتر الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى بين البلدين.
وأفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، الأربعاء، بأن مايكل تشيس، وهو كبير مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية لشؤون السياسة تجاه الصين، التقى أخيراً الجنرال ليو زان، الملحق العسكري الصيني في واشنطن، وفقاً لما نقلته عن أشخاص مطلعين على الاجتماع، بما في ذلك مسؤول دفاع أميركي.
وأضافت الصحيفة، أن الاجتماع عُقِد قبل القمة التي عقدت بين الرئيسين الأميركي جو بايدن، والصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو، الشهر الماضي.
واعتبرت الصحيفة، أن الاجتماع يشير إلى أن الولايات المتحدة والصين تحرزان بعض التقدم نحو تحسين العلاقات العسكرية بينهما، بعدما أغلقت بكين قنوات الاتصال الرسمية في أغسطس 2022 في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي، إلى تايوان.
وكان بايدن وشي اتفقا في سان فرانسيسكو على استعادة العلاقات العسكرية بين واشنطن وبكين، لكن خبراء الدفاع كانوا ينتظرون لمعرفة مدى سرعة بدء الجانبين في وضع التفاصيل المتعلقة بالمحادثات رفيعة المستوى بين الجانبين.
وكان تشيس سافر إلى تايبيه بعد 6 أشهر من زيارة بيلوسي، وكانت هذه أول رحلة من نوعها لمسؤول دفاع أميركي رفيع منذ عام 2019، كما أنه كان أول نائب لمساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون الصينية يسافر إلى تايوان منذ تطبيع الولايات المتحدة العلاقات مع بكين عام 1979.
ودفعت هذه الزيارة السفارة الصينية إلى وقف جميع الاتصالات بين ليو وتشيس.
مفاوضات بشأن محادثات عسكرية
ونقلت الصحيفة عن أشخاص وصفتهم بالمطلعين، لكنها لم تكشف هوياتهم، قولهم إن الولايات المتحدة والصين تتفاوضان بشأن مجموعة من المحادثات العسكرية رفيعة المستوى عام 2024 بعد أن قدم البنتاجون اقتراحاً أولياً إلى بكين.
ولكن هؤلاء الأشخاص حذروا من أن يستغرق ترتيب هذه المحادثات التي يأملون إجراؤها، وقتاً، وهو ما يرجع جزئياً إلى أسباب بيروقراطية، فضلاً عن بعض التعقيدات الموجودة في الصين التي لم تعن بديلاً لوزير الدفاع السابق لي شانج فو، الذي أُقيل رسمياً من منصبه، في أكتوبر الماضي، بسبب تحقيقات تتعلق بالفساد.
ويريد بعض المسؤولين الأميركيين أن توافق الصين على إجراء اتصال مع الجنرال تشارلز براون، الرئيس الجديد لهيئة الأركان المشتركة الأميركية، الذي يوجد نظير له في بكين، على عكس وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي كان نظيره لي المقال.
وقال مسؤول دفاعي أميركي للصحيفة: "الأمر لا يتعلق بتحقيق شيء ما بين عشية وضحاها، لكنه يتعلق بضمان أن يتمكن القادة الدفاعيون والعسكريون من البلدين، بما في ذلك القادة من أعلى المستويات، من إجراء محادثات بشكل مستمر".
وترغب الولايات المتحدة في إعادة تشغيل قناة اتصال تُعرف باسم "الاتفاقية الاستشارية البحرية العسكرية" والتي صُمِّمَت للمساعدة على تقليل فرص وقوع أي حوادث بحرية خارج نطاق السيطرة.
ويشعر البنتاجون بالقلق إزاء العدد المتزايد من المناورات التي يصفها بأنها "محفوفة بالمخاطر" من قبل الطائرات المقاتلة الصينية بالقرب من طائرات المراقبة الأميركية، فيما تتهم بكين الولايات المتحدة بالتجسس، على الرغم من أن واشنطن تؤكد أنها تحلق بشكل قانوني في المجال الجوي الدولي.
وتريد الولايات المتحدة أيضاً ترتيب لقاء بين الجنرال جون أكويلينو، رئيس القيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ، ونظرائه الصينيين، بعدما ظل يحاول مقابلة نظيريه منذ ما يقرب من 3 سنوات، بحسب الصحيفة.
وقال مسؤول الدفاع الأميركي الذي تحدث إلى الصحيفة، إن البنتاجون "على اتصال منتظم" مع المسؤولين الصينيين.
وأضاف: "نتفاوض على هذه التفاصيل بشكل خاص، وليس علناً، وهذا يتم عن عمد؛ لأننا جميعاً في الحكومة الأميركية نريد أن تتم الأمور بشكل صحيح".