صحيفة: "اتهام روسي" بالتجسس وراء الإطاحة بوزير خارجية الصين السابق

مصادر: إقالة تشين جانج إجراء احترازي قبل قمة بايدن وشي جين بينج

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الخارجية الصيني السابق تشين جانج خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية آنذاك أنالينا بيربوك في بكين. 14 أبريل 2023 - Reuters
وزير الخارجية الصيني السابق تشين جانج خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الألمانية آنذاك أنالينا بيربوك في بكين. 14 أبريل 2023 - Reuters
دبي -الشرق

قالت مصادر مطلعة على العلاقات بين الصين وروسيا، إن قرار بكين بالتخلص من وزير خارجيتها سابقاً، تشين جانج، الصيف الماضي، جاء مدفوعاً بمعلومات من موسكو بشأن أن يكون وزير الخارجية الصيني "جاسوساً" يعمل لصالح الولايات المتحدة، وفق ما أوردته صحيفة Nikkei Asia.

وأوضح أحد المصادر أن تشين جانج، بات "أول ضحايا الحرب المعلوماتية" التي تعكس الخلاف بين الصين وروسيا، لافتاً إلى أن إقالته من منصبه "فجأة" نهاية يوليو الماضي "واقعة مهمة أثرت في الديناميكيات السياسية الدولية المرتبطة بالغزو الروسي لأوكرانيا".

وأضاف أن عملية الإقالة نُفذت أيضاً كـ"إجراء احترازي" قبل انعقاد القمة التي جمعت بين الرئيسين الصيني شي جين بينج، ونظيره الأميركي جو بايدن في الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، ما اعتبره "دراما سياسية معقدة" تشاركت فيها الصين وروسيا "دور البطولة"، فيما ظهرت فيها الولايات المتحدة كـ"شخصية داعمة". 

الصحيفة لفتت إلى أن مهمة السفير الصيني السابق لدى روسيا، لي هوي، الذي يشغل حالياً منصب الممثل الخاص للحكومة الصينية لشؤون أوراسيا، الخاصة بزيارة أوكرانيا ولقاء الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كانت مؤشراً على أن الصين "شرعت في تغيير موقفها من الغزو الروسي".

وبعد لقائه الوفد الصيني في كييف، اتجه زيلينسكي مباشرة إلى هيروشيما في اليابان، لحضور قمة مجموعة السبع، إذ تعين عليه الطيران لمسافة كبيرة فوق الأراضي الصينية بواسطة طائرة فرنسية مستعارة. 

وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن "الحكومة الفرنسية حصلت على إذن مسبق من بكين"، إذ أن الحصول على موافقة الصين، التي تؤثر على روسيا، يُعد "مهماً"، حال أرادت فرنسا أن تمنع اعتراض الطائرة من قبل المقاتلات العسكرية الروسية، وتضمن وصول زيلينسكي سالماً إلى اليابان.

أما بالنسبة للصين، فقد كانت ترغب في التعاون من أجل ضمان سلامة زيلينسكي، حيث كانت بدأت لتوها التحرك للتوسط بين أوكرانيا وروسيا.

وأثناء القمة، انتقد زيلينسكي روسيا بقوة، وناشد المجتمع الدولي دعم بلاده، كما قام بجولة في متحف هيروشيما التذكاري للسلام برفقة رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا. 

"جاسوس" واشنطن

ورجحت الصحيفة أن روسيا شعرت بـ"إحباط شديد" جراء تغير المشهد السياسي العالمي، وربما استبد بها الخوف من أن تعطي الصين انطباعاً بأنها تدعم الزعيم الأوكراني باسم التوسط من أجل السلام.

وكان الرئيس الصيني قد زار روسيا في أواخر مارس للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أولى رحلات شي إلى دولة أجنبية منذ حصوله على ولاية ثالثة غير مسبوقة كرئيس للصين في أكتوبر 2022، إذ أراد الزعيمان إظهار "صداقتهما الحميمة". 

ولكن بعد أقل من شهرين وصل الوفد الدبلوماسي الروسي إلى أوكرانيا، وهو ما كان واضحاً أنه ضد رغبة روسيا، وفي هذه المرحلة، ساورت موسكو الشكوك في أن الصين، حليفها الموثوق (ربما سابقاً)، قد شرعت في تغيير موقفها الأساسي من الحرب. 

وبغض النظر عن ذلك، كانت حالة من التوتر أصابت العلاقات بين الصين وروسيا، حيث أقدمت روسيا أخيراً على "مقامرة خطيرة"، ما وصفه تقرير Nikkei Asia بـ "إلقاء قنبلة معلوماتية على بكين"، إذ كان تشين، باعتباره كبير الدبلوماسيين الصينيين، المسؤول عن إرسال الوفد الصيني إلى أوكرانيا.

ووصفت روسيا تشين بأنه "موالٍ للولايات المتحدة" باعتباره كان يشغل منصب السفير الصيني لدى واشنطن لفترة وجيزة قبيل تعيينه وزيراً للخارجية، ما دفعها إلى تمرير معلومات داخلية إلى الدوائر العليا في بكين، تفيد بأن هناك شبهات قوية في أن يكون تشين "جاسوساً" للولايات المتحدة، وفقا لما نقلته Nikkei Asia عن مصدر آخر مطلع على العلاقات الصينية الروسية. ورجح المصدر أن روسيا "دعمت معلومتها ببعض الأدلة". 

ما أدلة موسكو؟ 

تقرير الصحيفة رجح أن الأمر يتعلق بشائعات تم تداولها عبر مواقع التواصل عن علاقة غرامية تربط تشين بمقدمة برامج تعمل في قناة تلفزيونية في هونج كونج، كان التقاها حين كان سفيراً لبلاده في الولايات المتحدة بين 2012 و2022.

وحظيت هذه القضية، التي كشفتها للعالم وسائل الإعلام الغربية بعد إقالة تشين من منصبه، باهتمام بالغ، إذ أنجب تشين طفلاً من مقدمة البرامج التليفزيونية بمساعدة أم بديلة في الولايات المتحدة، فيما أولت روسيا اهتماماً خاصاً بهذه القصة. 

وبعد اختفاء تشين من المشهد، عادت بكين سريعاً إلى موقفها الموالي لموسكو في حربها ضد أوكرانيا، كما توقفت الصين عن الإعراب عن نيتها التوسط لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، وفقاً Nikkei Asia. 

وفي إشارة إلى تقديره العميق لتغير موقف بكين، زار بوتين الصين في أكتوبر الماضي لحضور مؤتمر دولي بمناسبة الذكرى العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقها الرئيس الصيني. 

ولكن تبقى الأسباب التي دفعت بالصين إلى قبول التأكيدات الروسية بخصوص تشين "غير واضحة"، حيث كان يتعين على بكين أن ترى الأمر "تدخلاً في شؤونها الداخلية"، لكن في حالة تشين، رجحت الصحيفة أن بكين "اتبعت نصيحة روسيا، ووجدت في الأمر ما يتعدى أن يكون مجرد علاقة حب". 

وفي ظل المعلومات التي حصلوا عليها من روسيا، لم يسع كبار المسؤولين الصينيين، إلا الاعتقاد بأن عشيقة تشين قد مررت بعض المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بقضايا سياسية داخلية إلى واشنطن.

لكن الصحيفة ارتأت أنه "لو حدث ذلك بالفعل، لكان كفيلاً بالإضرار بشدة بسمعة الرئيس الصيني نفسه"، إذ شغل تشين في فترة من الفترات منصب مدير إدارة البروتوكول في الخارجية الصينية، حيث "كان يرافق شي دائماً في الفعاليات الدبلوماسية، سواء داخل الصين أو خارجها". 

وقدرت الصحيفة أن قضية تشين "خطيرة للغاية" إلى درجة أنه "لا يمكن الحديث عنها صراحة حتى داخل أروقة الحزب"، إذ يخضع قادة الحزب لأوامر حظر نشر صارمة، كما أن التفسير الداخلي الذي قُدِّم لكبار أعضاء الحزب الآخرين كان ملتبساً وغامضاً، في إشارته إلى قضية "ترتبط بنمط الحياة الشخصية لأحد الأعضاء، وتنطوي على علاقة خارج نطاق الزواج أو ما شابه".

تصنيفات

قصص قد تهمك