الشيخ مشعل الأحمد.. من التفويض إلى الإمارة في الكويت

time reading iconدقائق القراءة - 8
أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. 25 أكتوبر 2021 - AFP
أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. 25 أكتوبر 2021 - AFP
دبي-خلف الدواي

أعلن مجلس الوزراء في الكويت، السبت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أميراً للكويت، خلفاً للشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي توفي، عن 86 عاماً.

وللمرة الثالثة، ينتقل أمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى الموقع الذي كان فيه أخوه الأمير السابق الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، فسبق أن تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني عام 2004 بعد مغادرة أخيه الشيخ نواف له، ثم عينه الشيخ نواف ولياً لعهده في أكتوبر 2020، بعد أن غادر ولاية العهد إلى مسند الإمارة إثر وفاة أخيهما الشّيخ صباح الأحمد، أمير الكويت الراحل في 29 سبتمبر 2020. 

وأمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد هو ابن مؤسسة الحكم في الكويت، وعاش حياته قريباً من مصنع القرار بدءاً من فترة حكم والده الشيخ أحمد الجابر، عاشر حكام آل الصباح في الكويت، حتى تولى مسند الإمارة. 

ولد الشيخ مشعل الأحمد عام 1940، وبدأ تعليمه في المدرسة المباركية، إحدى أقدم المدارس في الكويت، ثم استكمل دراسته في المجال الأمني الشرطي حيث تلقى تعليمه في كلية هندن للشرطة في بريطانيا وتخرج فيها عام 1960. 

وللشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح خلفية أمنية عريقة حيث التحق بوزارة الداخلية بعد تخرجه في كلية هندن البريطانية للشرطة، وتدرج في المناصب حتى أصبح رئيساً للمباحث العامة، التي تحولت في عهده إلى إدارة أمن الدولة، فاستمر برئاسة هذا الجهاز الأمني الحساس منذ العام 1967 حتى 1980. 

مهام عسكرية وحكومية

ورغم ابتعاده عن الصف الحكومي كوزير، ومغادرته جهاز أمن الدولة، كان الشيخ مشعل من أبرز الشيوخ في الديوان الأميري وقريباً من مصنع القرار في الكويت، حتى أعيد تعيينه في مهمة عسكرية جديدة عام 2004 عندما أصدر أخوه الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، قراراً بتعيينه نائباً لرئيس الحرس الوطني بدرجة وزير، وهو المنصب الذي كان يشغله أخوه الشيخ نواف الأحمد، قبل تعيينه نائباً لرئيس الوزراء وزيراً للداخلية. 

وخلال عمله نائباً لرئيس الحرس الوطني، أسّس الشيخ مشعل الأحمد نظاماً لقبول الضباط في الحرس الوطني يقوم على الاختيار بالقرعة بين من يستوفون الشروط ليقضي بذلك على أي فرصة للوساطات في القبول. 

وبادر الشيخ مشعل الأحمد من موقعه كنائب لرئيس الحرس الوطني إلى تشكيل لجنة رباعية تجمع المؤسسات العسكرية الأربع (الحرس الوطني والجيش والشرطة والدفاع المدني)، بحيث تعمل هذه اللجنة برئاسته على التنسيق بين تلك الجهات ذات الطابع العسكري. 

وكما خلف أخاه الشيخ نواف الأحمد في منصب نائب رئيس الحرس الوطني خلفه في ولاية العهد في أكتوبر 2020 بعد تولي الشيخ نواف مسند الإمارة إثر وفاة أخيهما الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. 

ففي 7 أكتوبر 2020 أصدر أمير الكويت الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمراً أميرياً بتزكية أخيه الشيخ مشعل ولياً للعهد، فبايع مجلس الأمة الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد في اليوم التالي، وأدّى القسم في اليوم ذاته أمام الأمير ومجلس الأمة. 

مهام أميرية 

خلال الفترة التي أمضاها الشيخ مشعل الأحمد ولياً للعهد عهد إليه الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد بالعديد من مهام إدارة الدولة، وقال مخاطباً إياه بعد أدائه القسم ولياً للعهد (نحن فريق واحد نعمل لصالح وطننا) فعلى الصعيد المحلي كان الشيخ مشعل الأحمد خلال ولايته للعهد يستقبل أعضاء ورئيس مجلس الأمة ورئيس مجلس الوزراء في فترات تأزم العلاقات بين السلطتين. 

وإدارة الدولة ليست بالمهمة الجديدة على أمير الكويت الحالي فهي مهمة مارسها خلال ولايته للعهد. 

وفي نوفمبر 2021، أصدر أمير الكويت الراحل أمراً أميرياً فوض بموجبه أخاه وولي عهده الشيخ مشعل الأحمد بأغلب اختصاصاته الأميرية، وشملت إجراء المشاورات التقليدية لتعيين رئيس مجلس الوزراء، وتعيين رئيس مجلس الوزراء والوزراء وإعفائهم وقبول استقالاتهم، وأداء رئيس مجلس الوزراء والوزراء لليمين الدستورية وأداء الموظفين لليمين الدستورية، والتي تنص القوانين على أدائها أمام الأمير، والتصديق على المراسيم الأميرية المرفوعة من مجلس الوزراء وإصدارها، واقتراح القوانين والتصديق عليها بعد موافقة مجلس الأمة، وإصدار المراسيم بقوانين، وإبرام المعاهدات الدولية، واختصاصات الأمير في شؤون مجلس الأمة، وإعلان الأحكام العرفية، وتعيين السفراء وقبول أوراق اعتمادهم.

وحتى الأيام الأخيرة من ولايته للعهد كان الشيخ مشعل شخصية محورية في مجريات الأحداث في الكويت بما فيها الحوار الوطني الذي دعا إليه أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد في 2021، وهو الحوار الذي انعكست نتائجه على الحياة السياسية في الكويت حتى الآن، فكان الشيخ مشعل الأحمد يستقبل المشاركين في الحوار، وترفع إليه تقاريره بعد رفعها إلى أمير البلاد. 

وفي يونيو 2022، ألقى الشيخ مشعل الأحمد الصباح، بصفته مفوضاً من أمير البلاد، خطاباً تاريخياً في الحياة السياسية بالكويت انتقد فيه أداء السلطتين التشريعية ممثلة بمجلس الأمة والتنفيذية ممثلة بمجلس الوزراء معلناً التوجه لحل مجلس الأمة والعودة إلى الشارع الذي دعاه ولي العهد لتصحيح المسار السياسي. 

وإثر ذلك الخطاب تم حل مجلس الأمة، وصدرت دعوة لانتخابه في أكتوبر 2022، غير أن المحكمة الدستورية حكمت لاحقاً بإبطال المجلس الناتج عن تلك الانتخابات ليتم انتخاب مجلس جديد لا تزال ولايته قائمة. 

وعلى الصعيد الخارجي فمن الرياض، وفيها بدأت نشاطات الشيخ مشعل الأحمد الخارجية خلال ولايته للعهد، فكانت أول زيارة خارجية له إلى المملكة العربية السعودية في يونيو 2021 حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وعقدا اجتماعاً ثنائياً في أول نشاط خارجي للشيخ مشعل كولي للعهد. 

ثم توالى تمثيل الشيخ مشعل الأحمد بلاده في القمم التي عقدت بعد ذلك بما فيها القمم الخليجية والإقليمية. 

كذلك كان النشاط الدولي الأخير للشيخ مشعل كولي للعهد في الرياض عندما مثل الكويت في القمة الإسلامية العربية التي دعت لها الرياض لبحث العدوان على غزة والتي عقدت برئاسة ولي العهد السعودي. 

تصنيفات

قصص قد تهمك