يبحث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارته إلى إسرائيل، الاثنين، مع المسؤولين الإسرائيليين "تحديد مراحل الحرب" المستمرة على قطاع غزة، في ثاني زيارة لمسؤول أميركي كبير إلى تل أبيب خلال أسبوع، وسط تزايد الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، وإجراء مفاوضات تتيح الإفراج عن المحتجزين لدى حركة "حماس".
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية لـCNN، إن أوستن سيتلقى خلال زيارته لإسرائيل، آخر التطورات بشأن التقدم الذي تحرزه حكومة الحرب الإسرائيلية ووزير الدفاع يوآف جالانت والجيش الإسرائيلي، في حملتهم العسكرية لتفكيك البنية التحتية لحركة حماس" في قطاع غزة.
ومن المقرر أن تشمل جولة أوستن في المنطقة قطر والبحرين.
وأوضح المسؤول أن أوستن سيضغط على المسؤولين الإسرائيليين لـ"معرفة المقاييس التي يعتزمون اللجوء إليها خلال المرحلة المقبلة من حملتهم العسكرية في غزة"، مشيراً إلى أن الوزير سيعمل كذلك على "تعميق الجهود المبذولة لزيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة، وتخفيف الضرر الذي يلحق بهم".
وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" أعلنت، الخميس الماضي، أن رئيس الأركان الجنرال تشارلز كيو براون سينضم إلى أوستن في الاجتماعات التي سيعقدها في إسرائيل خلال الأيام المقبلة.
واعتبر المتحدث باسم "البنتاجون" باتريك رايدر في مؤتمر صحافي، أن هذه الزيارة ستكون الأولى لبراون إلى الشرق الأوسط منذ أن تقلد منصب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، مضيفاً: "أثناء وجوده في إسرائيل، سيجتمع الوزير (أوستن) مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع للتأكيد على دعم الولايات المتحدة الدائم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والتشديد على أهمية أخذ سلامة المدنيين في الاعتبار خلال العمليات، والحاجة الماسة إلى زيادة إدخال المساعدات الإنسانية".
أوستن يريد "تقييماً واضحاً" للوضع
وتأتي رحلة أوستن، بعد أيام من تأكيد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، للصحافيين خلال زيارته إلى تل أبيب بأن إسرائيل "تعتزم الانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب تركز على طرق أكثر دقة لاستهداف قيادة (حماس)".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "أكسيوس" أن مسؤولين أميركيين كباراً قالوا قبل اجتماعات سوليفان مع المسؤولين الإسرائيليين، إن المرحلة الأقل شدة ينبغي أن تبدأ في غضون أسابيع، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي أبلغ سوليفان بأن الحرب ستستمر "أكثر من عدة أشهر".
وخلال زيارته، سيعمل أوستن على الضغط بشكل خاص على قادة إسرائيل بشأن كيفية التحرك خلال المراحل المختلفة لحملتها في غزة، حيث قال المسؤول الدفاعي الأميركي لـ"CNN"، إن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تُقيّم ظروف الحرب والتقدم الذي يحرزونه في غزة، كل ساعة إن لم يكن يومياً، والوزير أوستن يريد أن يسمع بشكل واضح للغاية التقييم الإسرائيلي للوضع الاثنين".
واعتبر المسؤول أن الولايات المتحدة موجودة في إسرائيل من أجل "التشاور، والتأكد من وجود تخطيط للانتقال إلى المرحلة التي تتوقف فيها جميع العمليات البرية الكبرى".
وقاومت إسرائيل حتى الآن الضغوط العالمية المتزايدة لكبح هجومها الذي أودى بحياة أكثر من 19 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي.
هجمات الحوثيين
ومن المقرر أن يتوقف الوزير أيضاً في البحرين وقطر هذا الأسبوع، لمواصلة الجهود لتعزيز العلاقات الأميركية في المنطقة، بحسب CNN.
ومن المتوقع أن يتطرق أوستن خلال زيارته أيضاً، إلى التوترات الإقليمية المتصاعدة على خلفية الحرب في غزة، سواء في البحر الأحمر حيث تشن جماعة "الحوثي" اليمنية هجمات، أو في جنوب لبنان حيث تتبادل إسرائيل و"حزب الله" اللبناني القصف يومياً.
ومنذ بدء الحرب في قطاع غزة، قبل أكثر من شهرين، هاجم الحوثيون، سفناً عدة في مسارات الشحن قرب باب المندب في البحر الأحمر، بزعم أنها مملوكة لشركات إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل. وتُبرر جماعة "الحوثي" الهجمات بأنها لإظهار الدعم للفلسطينيين، وتعهدت بمواصلتها لحين وقف إسرائيل حملتها العسكرية على قطاع غزة.
ودفع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر، بالولايات المتحدة إلى التفكير في إنشاء قوة عمل بحرية في المنطقة، حيث اعتبر منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، الجمعة الماضية، أن عبور سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر أصبح حالياً "أكثر خطورة" بسبب هجمات الحوثيين، مشيراً إلى أن بلاده ستعلن المزيد من التفاصيل بشأن قوة العمل البحرية في الأيام المقبلة.
ولكن إيران حذّرت الولايات المتحدة من هذه الخطوة، وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني إن واشنطن "ستواجه مشاكل" إذا شكلت هذه القوة الدولية، مضيفاً أنه "لا يمكن لأحد التحرك في منطقة لدى إيران اليد العليا فيها".
وبحسب "رويترز"، تسلك حوالي 20 ألف سفينة كل عام هذا المسار البحري الذي يربط البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الهندي، فيما تجوب سفن حربية أميركية وفرنسية وبريطانية المنطقة، وقد أسقطت عدة صواريخ وطائرات مسيرة أطلقها الحوثيون.