حسين الشيخ يدعو لـ"تقييم فلسطيني شامل" بعد الحرب: لا أحد فوق المساءلة

time reading iconدقائق القراءة - 6
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في لقاء مع وكالة "رويترز" برام الله. 17 ديسمبر 2023 - REUTERS
أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ في لقاء مع وكالة "رويترز" برام الله. 17 ديسمبر 2023 - REUTERS
رام الله /دبي-رويترزالشرق

دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، جميع الفصائل الفلسطينية، بما فيها حركة "حماس" لإجراء "تقييم وطني شامل لكل ما جرى"، وذلك بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة، مشدداً على أنه "لا أحد فوق المحاسبة والمساءلة".

وذكر الشيخ في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أنه "يجب أن يكون هناك حوار وطني فلسطيني شامل مسؤول، وأن نتحلى بالمسؤولية وبالجرأة، وأن نواجه أنفسنا بكل صراحة وبكل مسؤولية ودون تردد، لا أحد فوق النقد".

وأشار الشيخ إلى أن الحرب التي دارت رحاها في غزة بعد هجمات السابع من أكتوبر، تعني أنه "لا أحد فوق المساءلة، أو منزه، إذن يجب أن يكون هناك تقييم وطني فلسطيني شامل لكل ما جرى، وما سيجري في المستقبل".

واعتبر الشيخ أن المسار السياسي بموجب اتفاقيات أوسلو للسلام المبرمة مع إسرائيل عام 1993 "يتعثر"، و"لم يحقق مبتغاه حتى هذه اللحظة"، و"لن يحقق بصيغته الحالية طموح الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية داخل حدود ما قبل حرب عام 1967".

مباحثات فلسطينية-أميركية

واجتمع الشيخ والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة، مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في رام الله. 

وذكر الشيخ أن "الفلسطينيين أبلغوا سوليفان أن هناك حاجة إلى جهد دولي جديد لإقناع إسرائيل بحل شامل يتضمن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية"، لافتاً إلى أنه "يتعين أن تكون هناك حكومة واحدة تدير الوطن الفلسطيني".

وأرسل الرئيس الأميركي جو بايدن سلسلة من كبار المسؤولين الأميركيين إلى الضفة الغربية للاجتماع مع عباس والشيخ في مسعى لتجديد السلطة الفلسطينية لتتولى مسؤولية غزة، بمجرد انتهاء الحرب وتوحيد إدارة القطاع والضفة الغربية.

وقالت 3 مصادر فلسطينية ومسؤول كبير من المنطقة على دراية بالمحادثات لـ"رويترز"، السبت، إن "واشنطن اقترحت في الغرف المغلقة تنازل عباس عن بعض سيطرته على السلطة".

وأشارت المصادر الفلسطينية والإقليمية إلى أنه "بموجب المقترحات المطروحة، يمكن لعباس أن يعين نائباً له، ويسلم المزيد من الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء، ويدخل شخصيات جديدة في القيادة".

وبينما يؤكد مسؤولون أميركيون على أنهم لم يقترحوا أي أسماء على عباس، تقول مصادر إقليمية ودبلوماسيون للوكالة إن "البعض في واشنطن وإسرائيل يفضلون حسين الشيخ نائباً محتملاً، وخليفة في المستقبل".

لكن الشيخ قال خلال اللقاء إنه "على الرغم من تقديم دعم بالأقوال، مرحب به، لدولة فلسطينية في الاجتماعات، فإن واشنطن لم تقترح آليات ملموسة أو مبادرات سياسية"، مكرراً الدعوة التي أعلنها عباس لـ"عقد مؤتمر دولي للسلام لرسم طريق جديد".

وأشار مسؤول أميركي كبير في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إلى أن "فكرة عقد مؤتمر نوقشت مع الشركاء، لكن الاقتراح لا يزال في مرحلة أولية".

ورغم الجهود الأميركية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة الماضية، أنه لن يسمح للسلطة الفلسطينية بإدارة قطاع غزة بعد الحرب، مشيراً إلى أن إسرائيل ستحتل القطاع بدلاً من ذلك.

وشدد الشيخ على أن "السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، وستكون مستعدة لتولي إدارة غزة بعد انتهاء الحرب"، غير أنه أقر بـ"ضرورة إعادة تقييم السلطة الفلسطينية لدورها".

وقال الشيخ: "لا يجوز للبعض أن يعتقد أن طريقته وأسلوبه في إدارة الصراع مع إسرائيل كانت الأمثل والأفضل"، مضيفاً أنه "بعد سقوط هذا العدد من الضحايا، وبعد كل ما حدث ألا يستحق كل ذلك، وكل ما يجري أن نجري تقييما جاداً وصادقاً ومسؤولاً لنحمي شعبنا ونحمي قضيتنا؟".

وتساءل: "ألا يستحق كل ذلك أن نناقش كيف ندير هذا الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي؟"، لافتاً إلى "تدمير 60% من قطاع غزة وإن إعادة الإعمار ستتكلف 40 مليار دولار على مدى عقود".

واعتبرت وكالة "رويترز" أن الشيخ كان يشير في هذه التصريحات إلى "حماس"، التي خاضت 5 حروب ضد إسرائيل منذ عام 2008.

اتفاقيات أوسلو

واعتبر الشيخ أن اتفاقات أوسلو للسلام مع إسرائيل عام 1993 كانت "ناجحة جزئياً" لأنها منحت الفلسطينيين هوية، وأدت إلى عودة مليوني لاجئ إلى الضفة الغربية وقطاع غزة من البلدان التي فروا إليها خلال حربي 1948 و1967 مع إسرائيل.

وذكر أمين سر اللجنة التنفيذية أن "المداهمات العسكرية الإسرائيلية وتوسيع المستوطنات أدى إلى إضعاف السلطة الفلسطينية"، موضحاً أن "وظيفته هي العمل مع إسرائيل من أجل تخفيف معاناة الفلسطينيين".

وكان من المقرر أن تكون السلطة الفلسطينية، التي تشكّلت بعد اتفاق أوسلو، إدارة مؤقتة لتمهيد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة، فيما يدير عباس السلطة منذ 18 عاماً، لكن إقامة دولة فلسطينية لم تتحقق.

وفي السياق، أعرب نتنياهو في مؤتمر صحافي، السبت، عن فخره لـ"منع قيام دولة فلسطين خلال الثلاثين عاماً الماضية".

وقال: "لقد ورثت اتفاقيات أوسلو، فقرار نقل مقر منظمة التحرير الفلسطينية من تونس إلى قلب الضفة الغربية وغزة، أعتقد أنه كان خطأً فادحاً".

وأضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي في رده على سؤال: "أنت وأصدقاؤك الصحفيون تلومونني منذ قرابة 30 عاماً على وضع العثرات.. أنا فخور بمنعي قيام الدولة الفلسطينية، لأن الجميع اليوم يفهم كيف ستكون هذه الدولة، وذلك بعد أن رأينا دولة فلسطينية صغيرة في غزة"، حسب تعبيره.

تصنيفات

قصص قد تهمك