تقرير: الإسرائيليون يهجرون اليسار لصالح اليمين بعد هجوم 7 أكتوبر

time reading iconدقائق القراءة - 4
متظاهرون في تل أبيب يطالبون بالإفراج عن الأسرى في قطاع غزة. 20 نوفمبر 2023 - AFP
متظاهرون في تل أبيب يطالبون بالإفراج عن الأسرى في قطاع غزة. 20 نوفمبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء، أن عدداً متزايداً من الإسرائيليين يرفضون سياسات اليسار، بما في ذلك تعزيز محادثات السلام مع الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، ودعم حل الدولتين، وذلك منذ الهجوم المباغت الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي.

وجاء في تقرير الصحيفة الأميركية أنه "في خضم الحزن والغضب والخوف الذي اجتاح إسرائيل منذ ذلك اليوم، برز إجماع على أن إسرائيل يجب أن تتخذ موقفاً أكثر تشدداً مع الفلسطينيين وتتبنى دولة أكثر عسكرة".

وفي الوقت الذي تتراجع فيه شعبية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتزايد الدعم للسياسات التي تتبناها حكومته اليمينية، حسبما ذكرت الصحيفة. 

وقالت "نيويورك تايمز" إن الدعوات القليلة لوقف إطلاق النار، والتي اكتسبت زخماً بين الجمهور، حركتها عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، مُضيفة أن هذه العائلات طالبت الحكومة الإسرائيلية بوقف القتال للتفاوض على عودة ذويهم. 

وعلى الرغم من تزايد هذه الدعوات في الأيام الأخيرة، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي قتله عن طريق الخطأ ثلاثة محتجزين، أكدت معظم العائلات أنها تؤيد المجهود الحربي تأييداً كبيراً، وترى أنه ضروري. 

وتُظهر استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الشهرين الماضيين، تحوّل الإسرائيليين بشكل حاسم إلى اليمين في عدد من القضايا السياسية، من بينها دعم المستوطنين في الضفة الغربية، وتأييد السياسيين اليمينيين المتطرفين، وأيضاً إعادة الاحتلال العسكري لغزة.

وقالت تال شنايدر، وهي كاتبة سياسية بصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، للصحيفة: "الصدمة الناجمة عما حدث في 7 أكتوبر غيرت المجتمع الإسرائيلي. لقد جعلتهم يشككون في أبسط المعتقدات بشأن ما إذا كانوا آمنين في منازلهم". 

وأضافت: "إنهم يطالبون الآن بالمزيد، المزيد من القوات المسلحة، والمزيد من الحماية، والمزيد من السياسات المتشددة". 

تراجع اليسار

وشهدت الأحزاب اليسارية في إسرائيل تراجعاً مطرداً على مدى السنوات العشرين الماضية. وفي الانتخابات الأخيرة في إسرائيل، فاز حزب العمل اليساري الوسطي بأربعة مقاعد فقط في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، ما يمثل انخفاضاً كبيراً مقارنة بـ19 مقعداً في عام 2015. 

كما فشل حزب "ميرتس"، وهو أحد الأحزاب اليسارية القليلة التي شغلت مقعداً في العقد الماضي، في الحصول على الأصوات الكافية للتأهل في الانتخابات الأخيرة. 

وأعلنت رئيسة حزب العمل الإسرائيلي، ميراف ميخائيلي، استقالتها من منصبها الأسبوع الماضي، بعد تعرضها لانتقادات بشأن مسؤوليتها عن تراجع معدلات تأييد الحزب في استطلاعات الرأي. 

وقالت شنايدر: "لا أحد في هذا البلد يريد الحديث عن السلام الآن. أن تكون يسارياً أصبحت كلمة سيئة". مضيفة أن "العديد من الإسرائيليين يريدون المزيد من برامج الرعاية الاجتماعية الحكومية، ولكنهم يريدون قيادة سياسية محافظة". 

التحول إلى اليمين

وأظهر استطلاع أجرته القناة "12" الإسرائيلية، أن ما يقرب من ثلث الإسرائيليين وصفوا أنفسهم بأنهم "يتحولون إلى اليمين" في الشهر التالي لهجمات 7 أكتوبر، مقابل عدد أقل بكثير من الإسرائيليين الذين قالوا إن سياساتهم مالت أكثر إلى اليسار. 

وكشف استطلاع رأي آخر أجرته جامعة تل أبيب، في نوفمبر الماضي، أن نسبة الإسرائيليين المؤيدين لحل الدولتين انخفض إلى أقل من الثلث، مقارنة بالشهر السابق. 

وقالت "نيويورك تايمز" إن الحرب لم تسرع تراجع اليسار فحسب، بل أدت أيضاً إلى تراجع شعبية نتنياهو. وقالت شنايدر: "الشعب تحول إلى اليمين، لكنهم لم يعودوا يريدون نتنياهو كزعيم لليمين". 

تصنيفات

قصص قد تهمك