حرب غزة تطغى على المنتدى العربي الروسي في المغرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
جانب من منتدى الحوار العربي-الروسي والذي تستضيفه مدينة مراكش المغربية. 20 ديسمبر 2023 - facebook/MarocDiplomatie
جانب من منتدى الحوار العربي-الروسي والذي تستضيفه مدينة مراكش المغربية. 20 ديسمبر 2023 - facebook/MarocDiplomatie
دبي-الشرق

شدد البيان الختامي لمنتدى التعاون العربي الروسي والذي استضافه المغرب، الأربعاء، على ضرورة ضمان حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي والبحر الأحمر، رافضاً في الوقت نفسه "أي تبرير للحرب الدائرة في قطاع غزة"، والتي خلّفت آلاف الضحايا إضافة إلى أزمة إنسانية متفاقمة. 

وأعرب البيان الختامي لمنتدى العربي الروسي في نسخته السادسة، عن رفضه وإدانة "الأعمال التي تستهدف أمن وسلامة الملاحة والمنشآت البحرية وإمدادات الطاقة وأنابيب النفط والمنشآت النفطية في الخليج والممرات المائية الأخرى".

كما ندد البيان الختامي بشدة بـ"الحرب العدوانية الإسرائيلية" على الفلسطينيين في غزة، رافضاً "أي تبرير لهذه الحرب بما في ذلك الدفاع عن النفس".

وتسببت الهجمات المتصاعدة التي تشنها جماعة "الحوثي" اليمنية على السفن في البحر الأحمر، بعرقلة التجارة البحرية مع تحويل شركات الشحن العالمية الكبرى مسارات سفنها إلى طريق رأس الرجاء الصالح لتجنب قناة السويس.

وانطلقت أعمال المنتدى العربي الروسي في نسخته السادسة بمدينة مراكش المغربية، الأربعاء، بمشاركة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزراء خارجية عرب، إضافة إلى الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي.

"مشاريع سرية"

وطغت على الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأحداث الدائرة في قطاع غزة، وسط دعوات لوقف إطلاق النار، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية، وإرساء أفق سياسي لحل الأزمة المتفاقمة.

وشدد وزير الخارجية الروسي في كلمته على ضرورة اتخاذ "موقف مشترك لتنسيق الجهود، من أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة"، مشيراً إلى "تزايد معاناة السكان في المنطقة، في ظل التصعيد غير المسبوق". 

وأكد أن "العنف بين إسرائيل والفلسطينيين سيستمر ويتكرر حتى إزالة الأسباب الجذرية للصراع، وهي انعدام العدالة طويلة الأمد وعدم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967"، موضحاً أن هذا "الموقف المتوازن قد يؤدي إلى الأمن المستدام في المنطقة".

واتهم لافروف الولايات المتحدة بـ"الاستمرار في إفشال جميع المبادرات لتبني قرار في مجلس الأمن بهذا الشأن"، مؤكداً أن "العنف سيتواصل في المنطقة، في ظل عدم تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة". 

واعتبر لافروف أن واشنطن "تستخدم التصعيد في الشرق الأوسط خدمة لمصالحها، بإغراق المنطقة في دوامة من العنف، لإضعاف الدول التي تنظر إليها كمنافسين جيوسياسيين".

وخلال مؤتمر صحافي عقب اختتام المنتدى، ذكر وزير الخارجية الروسي أن "موسكو تتلقى العديد من التقارير التي تفيد بأن الغرب بقيادة الولايات المتحدة، منخرط مرة أخرى في مشاريع سرية لمنع إنشاء دولة فلسطينية وتأجيل كل ذلك إلى وقت لاحق"، حسب ما نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية.

"تقوية السلطة الفلسطينية"

من جهته، دعا وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في كلمته إلى "تحرك جماعي لخفض التصعيد ووقف إطلاق النار بشكل دائم وقابل للمراقبة، وضمان حماية المدنيين وعدم استهدافهم، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية بانسيابية، وإرساء أفق سياسي للقضية الفلسطينية كفيل بإنعاش حل الدولتين المتوافق عليه دولياً".

وشدد على أنه "لا بديل عن سلام حقيقي في المنطقة يضمن للفلسطينيين حقوقهم المشروعة في إطار حل الدولتين، ولا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ولا بديل عن تقوية السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس، ولا بديل عن وضع آليات لأمن إقليمي مستدام قائم على احترام القانون الدولي والمرجعيات الدولية المتعارف عليها".

مصر: التهجير خطر أحمر

وأشار وزير الخارجية المصري سامح شكري، أشار إلى "الأهمية البالغة للوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، مع تأمين النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، وإنهاء الحصار والتجويع والعقاب الجماعي المفروضين دون إنسانية على ما يزيد عن 2 مليون نسمة هم سكان قطاع غزة".

ولفت شكري في كلمته إلى "تصريحات أطراف المجتمع الدولي التي تكررت مؤخراً بالرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني، وهو أمر تعتبره مصر خطاً أحمر لا ينبغي السماح بحدوثه على الإطلاق وتحت أي ذريعة".

ودعا إلى أن "يثبت المجتمع الدولي صدق إرادته في التصدي للممارسات الإسرائيلية التي تدفع عملياً إلى هذا التهجير، حتى يتسنى إنقاذ أي فرصة للسلام، وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة، تعمل على تحقيق حل الدولتين".

تكتل دولي

ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى "تكتل دولي لإيجاد حل للنزاع في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن "المأساة في غزة تتطلب حلاً جذرياً، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية".

وأضاف أبو الغيط في كلمة ألقاها عن بعد بسبب المرض، أن "الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة عار على كل من يشارك بالتأييد أو الدعم"، مشدداً أن "كل من يقف دون وقف فوري لإطلاق النار يحمل على يديه دماء النساء والأطفال الأبرياء".

وينعقد هذا الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية، وفقاً لمذكرة التفاهم التي وقعتها جامعة الدول العربية وروسيا عام 2009، وجرى اختيار المغرب لاحتضان هذه الدورة من المنتدى خلال الدورة، التي انعقدت في أبريل بموسكو عام 2019.

وجرى الاتفاق على عقد هذه الدورة على شكل ترويكا موسعة تتكون من الأمين العام للجامعة العربية، والأعضاء الثلاثة في الترويكا الوزارية العربية، وكذا رئاسة القمة العربية، بحسب وكالة الأنباء المغربية.

تصنيفات

قصص قد تهمك