بريطانيا.. الكشف عن مخطط "لاغتيال" صحافيين بقناة إيرانية في لندن

"عميل مزدوج" كشف عن "المؤامرة" ضد قناة "إيران إنترناشيونال"

time reading iconدقائق القراءة - 18
شعار محطة "إيران إنترناشيونال تي في" التلفزيونية الإيرانية المستقلة داخل أحد استوديوهاتها في العاصمة البريطانية لندن - iranintl.com
شعار محطة "إيران إنترناشيونال تي في" التلفزيونية الإيرانية المستقلة داخل أحد استوديوهاتها في العاصمة البريطانية لندن - iranintl.com
دبي-الشرق

أعلنت قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية عن سجن رجل لمدة 3 سنوات ونصف، بعد تحقيق أجرته أثبت محاولته جمع "معلومات استطلاعية معادية"، عن مقر قناة "إيران إنترناشيونال"، الناطقة بالفارسية غرب لندن، في ما يعتقد أنها كانت محاولة من "عملاء إيرانيين"، لاغتيال صحافيين في القناة.

وقالت الشرطة إن ماجوميد حسين دوفتاييف، 31 عاماً، وهو مواطن نمساوي، قام بزيارة مجمع تشيسويك للأعمال في فبراير 2023، وقد رصده حراس الأمن، وهو يبدي اهتماماً شديداً بالمبنى الذي كان حينها مقراً لقناة "إيران إنترناشيونال"، قبل أن تغادر لندن، وتنتقل إلى الولايات المتحدة مع تزايد التهديدات ضدها في بريطانيا.

وبعد التحدث إلى دوفتاييف عدة مرات، شعر الحراس بالقلق واتصلوا بالشرطة، وحضر الضباط بعد فترة وجيزة، وألقوا القبض عليه بسرعة.

وفي الأشهر السابقة لتلك الواقعة، تعرضت المؤسسة الإعلامية لـ"تهديدات خطيرة"، من إيران ضد موظفيها، والتي يُعتقد أنها كانت "رد فعل على إذاعتها تقارير عن القضايا السياسية والاجتماعية في البلاد".

ونفت إيران صلتها بالحادثة، كما نفت عبر سفارتها في لندن، تقارير صحافية بريطانية عن الواقعة، وقالت إنها "لا أساس لها من الصحة".

وكانت "إيران إنترناشيونال" قد قالت في فبراير الماضي، بعد وقت قصير من اعتقال دوفتاييف، إنها ستنقل استوديوهات البث المباشر إلى الولايات المتحدة بعد التهديدات التي واجهتها في بريطانيا. واستأنفت القناة البث من لندن في سبتمبر.

وقالت الشرطة البريطانية إنه "استجابة للمخاوف المتزايدة بشأن هذه التهديدات، عمل ضباط متخصصون من شرطة العاصمة البريطانية بشكل وثيق مع إيران إنترناشيونال، ومجمع تشيسويك للأعمال لتعزيز الأمن في مقرهم".

وذكرت الشرطة أنه بعد إلقاء القبض عليه، تم فحص هاتف دوفتاييف من قبل المحققين الذين كشفوا أنه أجرى بحثاً عن المبنى قبل وصوله إلى المملكة المتحدة. وعقب محاكمته، أُدين دوفتاييف الأربعاء، بمحاولة جمع معلومات من المحتمل أن تكون مفيدة لـ"شن عملية إرهابية"، وحُكم عليه، الجمعة، بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف.

"معلومات استطلاعية معادية"

وقال دومينيك ميرفي، وهو رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن: "لقد سافر دوفتاييف مئات الأميال بهدف جمع معلومات استطلاعية معادية، وبفضل الإجراءات الأمنية المشددة والحاسمة التي اتخذها حراس الأمن تم رصد أنشطته بسرعة، مما أدى إلى اعتقاله". 

وأضاف: "لم يذكر دوفتاييف مطلقاً مَن الذي كان يعمل لصالحه أو معه، كما لم نتمكن من العثور على دليل آخر على ذلك، لكننا وجدنا ما يكفي من الأدلة لإظهار لهيئة المحلفين أنه كان هناك لتنفيذ نشاط إرهابي".

وتابع: "كانت تصرفاته مروعة وسلطت الضوء بشكل حاد على مخاوفنا الأوسع نطاقاً بشأن التهديدات المتعلقة بإيران، والتي لا تزال موجهة نحو أفراد معينين ومؤسسات إعلامية هنا في المملكة المتحدة. ومع ذلك، فإن الإجراءات الأمنية الوقائية التي قمنا بتطبيقها أدت إلى إحباط نشاطه، وسنواصل العمل بشكل وثيق للغاية مع شركائنا الاستخباراتيين والأمنيين في المملكة المتحدة وخارجها لمواجهة أي تهديدات للدولة".

وبعد اعتقال دوفتاييف، قام الضباط بسرعة بجمع الأدلة من كاميرات المراقبة والهاتف وغيرها من الأدلة المهمة، مما أدى إلى توجيه الاتهام إليه في غضون 48 ساعة فقط".

ووجد المحققون أن دوفتاييف سافر من فيينا إلى مطار "جاتويك" في صباح 11 فبراير الماضي، ومن هناك، ذهب مباشرةً إلى مجمع تشيسويك للأعمال في سيارة أجرة صغيرة، ودخل المجمع وتوجه مباشرةً إلى المبنى الذي كانت تشغله "إيران إنترناشيونال" في ذلك الوقت، وشوهد وهو يتجول في محيط المبنى، وبعد فترة وجيزة اقترب منه أحد الحراس، وسأله عما كان يفعله هناك، فادعى أنه موجود في المملكة المتحدة لزيارة شقيقه الذي قال إنه يعيش في مكان قريب، وبعد فترة، أخبر حارساً آخر أنه كان هناك في زيارة لصديقه، فيما أكد الضباط لاحقاً أنه لم يكن لديه أشقاء في المملكة المتحدة.

وأظهرت لقطات كاميرات المراقبة التي حصل عليها المحققون دوفتاييف وهو يصور فيديو للمبنى بهاتفه، وذلك على الرغم من عدم العثور على هذه المقاطع على جهازه، إذ يُعتقد أنه ربما يكون قد التقطها من خلال تطبيق على هاتفه، والذي لم يترك أي أثر.

ووجد المحققون أن دوفتاييف أجرى بحثاً بشأن نفس المبنى قبل صعوده إلى الطائرة المتجهة إلى لندن، وأنه اطلع على خريطة وصور للموقع، كما شاهد أيضاً عدداً من مقاطع الفيديو التي من الواضح أن أشخاصاً آخرين مجهولين التقطوها في نفس الموقع في الأسابيع والأشهر التي سبقت زيارته، والتي تمت مشاركتها معه عبر تطبيق مراسلة مشفر.

وتم اتهام دوفتاييف في 13 فبراير الماضي بجمع معلومات من النوع الذي من المحتمل أن يكون مفيداً لشخص يرتكب أو يعد عملاً إرهابياً. وفي بداية المحاكمة، تم تعديل التهمة إلى "محاولة جمع معلومات من المحتمل أن تكون مفيدة للإرهاب".

ولم يعد مقر "إيران إنترناشيونال" موجوداً في مجمع تشيسويك للأعمال، ولكن الضباط يواصلون تقديم المشورة والدعم الأمني للمؤسسة، بالإضافة إلى مؤسسات الإعلام الأخرى الناطقة باللغة الفارسية في المملكة المتحدة.

مخطط اغتيال

إلى ذلك، كشفت قناة "ITV" البريطانية أن رجال استخبارات إيرانيين عرضوا على أحد "مهربي البشر"، 200 ألف دولار لاغتيال اثنين من مذيعي الأخبار خارج الاستوديو الخاص بهما في لندن، ليُظهروا لمنتقدي النظام الإيراني، أنه "يمكنهم أن يلحقوا بهم الأذى في أي وقت".

وقالت القناة، إنها تمكنت من الوصول إلى "أطراف المؤامرة"، وكشف خططهم؛ وذلك بفضل تحقيق أجرته حصلت خلاله على تسجيلات فيديو ورسائل نصية تم تبادلها كجزء من المؤامرة.

وقالت ITV News إنه في الخريف الماضي، خطط رجال الاستخبارات الإيرانيين لضرب استوديوهات "إيران إنترناشيونال" بسيارة مفخخة، ولكن على مدى شهر، ومع تزايد مخاوفهم، كان لا بد من تغيير خططهم، وبدلاً من ذلك تم إرسال الأوامر بالاكتفاء بطعن مقدمي الأخبار باستخدام سكين طعام، ولكن تم إحباط مؤامرتهم من قبل مهرب البشر نفسه الذي استأجروه لترتيب العملية.

وشارك المهرب الذي كان يعمل كعميل مزدوج، والذي أطلقت عليه القناة اسم إسماعيل، تفاصيل المؤامرة مع "ITV News".

وبحسب إسماعيل، فإن قادته أخبروه في أكتوبر من العام الماضي بأنه يجب القيام بعملية لندن هذه تحت أي ظرف من الظروف، إذ قال له أحدهم: "يجب أن ننهي حياتهم"، في إشارة إلى مقدمي البرامج في القناة.

وقالت القناة إن الأدلة "تكشف الأساليب التي استخدمها رجال الاستخبارات الإيرانيين، والتي شملت توظيف مجرمين عابرين للحدود، مثل إسماعيل، لتنفيذ عمليات اغتيال في الخارج"، وهو تكتيك يهدف إلى "استغلال إمكانية تنفيذ الاغتيالات، مع منح طهران فرصة للإنكار بشكل معقول"، على حد قول القناة.

ووجدت الأدلة التي جمعتها ITV News، أنه على الرغم من محاولتها إخفاء آثارها، فإن المجموعة التي تقف وراء المؤامرة كانت "الحرس الثوري الإيراني"، على حد قولها.

تغيير الخطة

وقالت ITV News إنه تم تغيير مخطط زرع سيارة مفخخة خارج ستوديوهات "إيران إنترناشيونال" في اللحظة الأخيرة، عندما قرر قادة الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم بالسكين لديه فرصة أكبر للنجاح.

وحدثت حالة من الذعر بين أعضاء المجموعة الاستخبارية عندما كشفت الزيارات الاستطلاعية لمقر القناة أن المبنى يحميه عدد كبير من حراس الأمن، ولذا "قرروا مهاجمة الأهداف داخل منازلهم بدلاً من ذلك".

وقالت إنه لدى علم الضباط المتخصصين في سكوتلاند يارد بالخطة، تدخلوا وأبلغوا "إيران إنترناشيونال"، ما دفع القناة التلفزيونية إلى البث من واشنطن بدلاً من لندن منذ نوفمبر من العام الماضي.

وأضاف إسماعيل أن القناة التي تهدف إلى أن تكون "مصدراً محايداً للأخبار"، تعرضت لاستهداف لأن رجال الاستخبارات اعتقدوا أن مذيعيها يتسببون في "الكثير من الإهانة لطهران في وسائل الإعلام". وأضاف: "علينا أن ننهي حياتهم، ونجعل منهم عبرة لمن سيدير القناة من بعدهم".

ولم يعلم المذيعان أنهما كانا هدفاً لمؤامرة الاغتيال هذه إلا بعد مرور أكثر من عام، عندما تواصلت معهما ITV News بشأن الأمر، وكان أحدهما فرداد فرحزاد، مراسل "بي بي سي نيوز" السابق الذي كان مقيماً في لندن قبل نقل برنامجه الليلي إلى العاصمة الأميركية قبل المؤامرة.

وقال فرداد لـ"ITV News" من الاستوديو الذي يظهر منه في الولايات المتحدة: "لم أكن أعلم أن هناك تهديداً محدداً ضدي سوى الآن، وإنه لأمر صادم أن أرى أشخاصاً يتحدثون عن إيذائي".

وفي 6 نوفمبر 2022، تم تحديد فرداد كهدف من قبل قادة الوحدة 840، وهي مجموعة داخل الحرس الثوري الإيراني مكلفة بتنفيذ عمليات الاغتيال في الخارج، حسب ما نقلت القناة.

أما الهدف الثاني فهي الصحافية سيما ثابت، الحاصلة على دكتوراه في العلوم السياسية، والتي سبق لها أن قدمت برنامجاً حوارياً على قناة "إيران إنترناشيونال".

وقالت لـ"ITV News": "حقيقة أنهم حاولوا قتلي يظهر أنني قمت بعملي بشكل جيد، وكنت فعَالة، فلم أخن الناس ولكني وقفت معهم حتى في الوقت الذي باتت حياتي فيه على المحك".

"مؤامرة الزفاف"

وقالت ITV News، إنه تم إرسال الأوامر من قبل أحد كبار قادة المجموعة، والذي كشفت عن اسمه قائلة إن اسمه محمد عبد الرازق كنفاني.

وأرسل كنفاني إلى إسماعيل لقطات شاشة من الحساب الشخصي للمذيعين على تطبيق إنستجرام، وأمره "بإيجاد طريقة لقتلهما"، وتابع التواصل معه لاحقاً من خلال مكالمات هاتفية.

ووفقاً للمسؤولين، فإن العقل المدبر الحقيقي وراء الهجوم هو محمد رضا أنصاري، وهو قائد في الحرس الثوري الإيراني، وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد فرضت عقوبات مؤخراً على الأنصاري، الذي له أيضاً صلات بعائلة الأسد.

ووجدت ITV News أن أنصاري طلب من كنفاني المساعدة في ترتيب المؤامرة، التي أشاروا إليها باسم "الزفاف" في المحادثات لمحاولة تجنب اكتشافها، إذ كان فرداد هو "العريس" وسيما هي "العروس".

وفي مكالمة هاتفية بتاريخ 22 أكتوبر 2022، أمر كنفاني إسماعيل باستهداف مديري القناة بدلاً من مقدمي البرامج. ووفق محادثة مسجلة، اطلعت عليها ITV News، أرسل كنفاني إلى إسماعيل شعار "إيران إنترناشيونال" لمساعدته على التعرف على مكاتبها في المنطقة الصناعية المزدحمة، حيث تتمركز العديد من المؤسسات الأخرى، وقال له: "أريد مديرها.. المدير ونائبه، و5 إلى 6 أشخاص، ولكن المدير هو الشخص الأهم".

وقال إسماعيل إنه قيل له أيضاً إن موافقته على القيام بالمهمة "ستغير حياته على المستوى المادي".

ولكن كشفت سلسلة من المحادثات التي أجريت بينهما خلال الأسبوعين التاليين عن شعور متزايد بالقلق لدى مسؤولي الحرس الثوري الإيراني بشأن تأخر إسماعيل في أداء المهمة.

"عميل مزدوج"

وأشارت القناة إلى أن المحادثات كشفت أيضاً أن كنفاني انزعج حينما علم أن إسماعيل يسعى إلى تجنيد شخص آخر لتنفيذ الهجوم، وقال في محادثة أجراها معه في أوائل نوفمبر: "لم يعد من الممكن تأجيل هذه المهمة، فلا يمكن أن يستغرق الأمر أكثر من يومين أو ثلاثة أيام"، وأضاف: "أعطني إشعاراً بموعد إجراء العملية".

وبعد فترة وجيزة، غيَّر كنفاني خططه فجأة، وأمر إسماعيل بالتركيز بدلاً من ذلك على "حفل زفاف هادئ"، يتمثل في القيام بهجوم بسكين بدلاً من سيارة مفخخة، مما يتطلب تخطيطاً ومعدات أقل، قائلاً: "لقد غيَرنا اليوم الاستراتيجية بأكملها في ما يتعلق بالزفاف، فلا يزال هناك عروس وعريس، ولكن الأمر سيتم بهدوء، فقط عروس وعريس". 

وسأله إسماعيل: "أتقصد أنهم لا يرغبون في إقامة حفل؟ أي يريدون شيئاً هادئاً"، فأجاب كنفاني: "نعم، حتى لو كان الأمر بسكين مطبخ".

وقالت القناة إنه في هذه المرحلة، بدا أن المخططين لم يكونوا على عِلم بأن فرداد قد انتقل بالفعل إلى الولايات المتحدة، ولكن سيما كانت لا تزال تعيش في لندن، وتدخلت سكوتلاند يارد بعد ذلك بوقت قصير، وحذرت "إيران إنترناشونال" من التهديدات التي يتعرض لها بعض الموظفين.

وجاء في بيان نشرته القناة في 7 نوفمبر: "تم إخطار اثنين من صحافيينا البريطانيين من أصل إيراني، في الأيام الأخيرة، بزيادة حدة التهديدات الموجهة إليهما، إذ أخطرت شرطة العاصمة كلا الصحافيين رسمياً بأن هذه التهديدات تمثل خطراً كبيراً وشيكاً على حياتهما وحياة أسرهم".

ولكن مسؤولي القناة كانوا يشيرون في بيانهم إلى اثنين من مديريها، إذ لم يكونوا على عِلم بأن المتآمرين يرغبون في استهداف صحافيين مختلفين.

وقال روجر ماكميلان، وهو رئيس الأمن في "إيران إنترناشيونال" لـ"ITV News": "في النهاية، هم يريدون إيقاف بث القناة"، مضيفاً "ستحقق ذلك إما عن طريق مهاجمة المبنى أو جعل البث مستحيلاً، أو سترسل رسالة عن طريق التخلص من المديرين التنفيذيين الرئيسيين، أو في هذه الحالة اثنين من مقدمي البرامج الرئيسيين.. إذا قمت بذلك، فسوف تقوم بتسليم رسالة".

وزعم إسماعيل أن "انخراطه مع الحرس الثوري الإيراني بدأ في عام 2016، وأن المجموعة كانت على عِلم بعمله الإجرامي عبر البلاد وعلاقاته في جميع أنحاء أوروبا، لكنها اتصلت به في الأصل للعمل معهم في صناعة الشحن"، إلا أن المحادثات عادت إلى الظهور في أواخر عام 2022، عندما أراد رجال استخبارات إيرانيين "ترتيب عملية اغتيال في لندن، ولكن ما لم يعرفوه هو أن إسماعيل أصبح عميلاً مزدوجاً، لجهاز استخبارات غربي"، قالت القناة إنه لا يمكن الكشف عنه.

لذا، ومع تطور مؤامرة "إيران إنترناشيونال"، نقل إسماعيل تفاصيل المحادثات التي أجراها مع كنفاني إلى عميل الاستخبارات الغربية الذي يتعامل معه، وقد شاهدت ITV News، تسجيلات لبعض هذه المحادثات.

وفي أكتوبر 2022، أوضح إسماعيل لوكالة الاستخبارات الغربية أن كنفاني جنده بمبلغ يصل إلى 200 ألف دولار، بالإضافة إلى منحه هوية جديدة. بحسب إسماعيل، فإن كنفاني قال له: "يمكننا أن نمهد لك الطريق لتعيش بشكل جيد وتنتقل بسهولة من سوريا إلى إيران دون الحاجة إلى جوازات سفر أو وثائق، وسأرسل لك سفينة تأخذك إلى دمشق، ومن هناك إلى طهران، لتتمكن من ركوب الطائرة والمرور عبر المطارات دون الحاجة إلى تقديم وثائق".

وفي تسجيلات منفصلة رداً على أسئلة ITV News، قال إسماعيل إن كنفاني أكد له أنه شخصية بارزة في المجموعة الإيرانية، وذلك على الرغم من وجوده في سوريا. وقال الأخير له: "لا يقتصر الأمر على مستوى سوريا فحسب، بل نحن نتعامل مع النخب، ثم ضحك وقال: "هل فهمت الآن؟"، فأجاب إسماعيل: "نعم فهمت، أفهم ذلك تماماً، وأدرك أنك تتحدث عن النخبة الإيرانية".

وأخبر إسماعيل مسؤولي الاستخبارات أنه على مدار العديد من المحادثات الهاتفية مع كنفاني في الخريف الماضي، بدأوا في إجراء محادثات محددة بشأن "إيران إنترناشيونال" في لندن، وحثه كنفاني على التحرك بسرعة، وقال له إنه أرسل "صديقاً" لتفقد مقر القناة والتقاط صورة له، مضيفاً: "طلبت منه أن يعطيني عنوان المذيعين؛ لأن مبنى القناة يخضع لحراسة مشددة، ولا يمكن فعل أي شيء هناك".

إيران تنفي

وقالت "ITV News" إن الأدلة التي حصلت عليها من داخل الشبكة الإرهابية تُظهر "نوايا إيران لضرب المملكة المتحدة، والدور الذي يلعبه وكلاؤها للتخطيط لهجمات إرهابية دولية".

ومن جانبه، قال متحدث باسم السفارة الإيرانية في لندن إنهم "يرفضون بشكل قاطع نتائج تقرير ITV News، ووصفها بأنها "اتهامات لا أساس لها".

وجاء في بيان السفارة: "إن الادعاءات التي لا أساس لها الواردة في التقرير المذكور أعلاه ليست مجردة من الوقائع الموضوعية فحسب، بل يبدو أيضاً أنها مكتوبة على غرار أفلام هوليوود لمواصلة مخططهم الخبيث ضد طهران". 

وأضاف أن "إيران، باعتبارها دولة مسؤولة وشفافة، ملتزمة بالقانون الدولي والأعراف الدولية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، ولكن من المحبط أن نلاحظ مثل هذه التقارير التي لا ندينها فحسب، بل نرفضها بشدة".

كان وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون قد أشار إلى "وجود أدلة واضحة على التهديد غير المقبول الذي يُشكله النظام الإيراني على حياة الصحافيين المقيمين في المملكة المتحدة"، وذلك بعدما تبيّن أن رجال الاستخبارات الإيرانيين عرضوا على أحد مهربي البشر مبلغ 150 ألف جنيه إسترليني لقتل اثنين من مقدمي الأخبار في قناة إيران إنترناشيونال.

وكشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن وزير الخارجية البريطاني استدعى أكبر دبلوماسي إيراني في بريطانيا إلى الوزارة، الجمعة، بسبب هذا الكشف "للتأكيد على أنه لن يتم التسامح مع مثل هذه التهديدات".

تصنيفات

قصص قد تهمك