قال مسؤولان إسرائيلي وأميركي، إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، سيصل العاصمة الأميركية واشنطن، الثلاثاء، لعقد اجتماعات في البيت الأبيض، ووزارة الخارجية بشأن "خطط تهدئة وتيرة حرب غزة، والانتقال إلى عملية عسكرية منخفضة الكثافة"، بحلول نهاية يناير المقبل، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأميركي.
وتتعرض إسرائيل لضغوط من أقرب حلفائها، الولايات المتحدة، لتقليص حملتها العسكرية على غزة، والحد من عدد الضحايا المدنيين في الحرب التي تشنها منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي أودت حتى الآن بحياة أكثر من 20 ألف فلسطيني.
وذكرت "بلومبرغ"، أن بايدن وكبار مسؤوليه، يمارسون "ضغوطاً متزايدة" على إسرائيل لتغيير مقاربتها للحرب.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، إن الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل "يجب أن تتحول من مرحلة الهجمات واسعة النطاق إلى مرحلة العمليات الأكثر دقة" لتقليل عدد الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين.
وقال المسؤولان الأميركي والإسرائيلي لموقع "أكسيوس"، إن الاجتماعات تُعقد وسط حالة من التوتر المتفاقم بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وحكومة إسرائيل بشأن "التوقيت الذي يتعين فيه إنهاء مرحلة القتال شديد الكثافة من الحرب، وما سيحدث في غزة بعد ذلك".
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي وصفه بأنه رفيع، قوله إن القضية الرئيسية التي يدور بشأنها النقاش بين إدارة بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو تتمحور حول "كيفية إنهاء الأمور، والإطار الزمني لذلك".
وقال مسؤول إسرائيلي للموقع، إنه من المقرر أن يلتقي ديرمر، بمستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، ووزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، وأعضاء في الكونجرس.
وأضاف أن ديرمر، وهو أحد أقرب المقربين من نتنياهو، على حد وصف الموقع، سيناقش خطط إسرائيل للمرحلة منخفضة الكثافة من الحرب، والتي يتوقع المسؤولون الإسرائيليون أن تبدأ بحلول نهاية يناير، وكيفية إدارة الشؤون المدنية بقطاع غزة في المرحلة الانتقالية الطويلة المقبلة.
وأشار المسؤول إلى أن ديرمر سيناقش أيضاً "تفكير نتنياهو" في ما يتعلق بـ"مجريات الأمور في غزة عندما تنتهي الحرب"، بما في ذلك "مَن سيحكم القطاع على المدى الطويل".
"السلطة الفلسطينية المُعَدلة"
كانت إدارة أعلنت بايدن أنها تريد أن تضطلع السلطة الفلسطينية بدور في حكم غزة في مرحلة ما بعد حركة "حماس"، لكن مسؤولاً أميركياً قال لـ"أكسيوس"، إن نتنياهو رفض هذه الفكرة، في وقت سابق، لكن ديرمر ومسؤولين إسرائيليين آخرين بدأوا، في الأسابيع الأخيرة، التحدث مع نظرائهم الأميركيين بشأن ما سموه "السلطة الفلسطينية المُعَدلة".
وأضاف المسؤول الأميركي، أن وفداً إسرائيلياً برئاسة مسؤول السياسات في وزارة الدفاع، درور شالوم، زار واشنطن، الأسبوع الماضي، لإجراء محادثات بشأن "الفترة التالية للحرب"، واستخدم الاختصار "R P A" للإشارة إلى "السلطة الفلسطينية المُعَدلة".
وأشار "أكسيوس"، إلى أن البيت الأبيض رفض التعليق، فيما لم يستجب مكتب ديرمر، ووزارة الخارجية الأميركية "على الفور" لطلبات التعليق.
وتوقع مسؤول إسرائيلي، أن يناقش ديرمر أيضاً "المخاوف المتعلقة بمخزون الذخيرة الإسرائيلي"، ومطالبة الولايات المتحدة بتسريع شحنات الأسلحة، وفقاً للموقع.
وقال المسؤولان الإسرائيلي والأميركي، إن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، تحدث إلى بلينكن، الأسبوع الماضي، وأعرب له عن قلقه من "التأخير في تسليم الذخائر".
وسأل جالانت عما إذا كان لهذا التأخير "دوافع سياسية"، ولكن بلينكن طمأنه بأن "الأمر ليس كذلك".
وقال مسؤولان أميركيان، إن واشنطن لم تتخذ أي قرارات بإبطاء تسليم الذخائر إلى إسرائيل، وإن الأمر "ليس سوى أعمال ورقية فحسب".
توسيع نطاق الحرب
تأتي زيارة ديرمر بالتزامن مع تعهد نتنياهو بتوسيع نطاق العملية العسكرية في غزة، متحدياً الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، معتبراً أن "فرض ضغوط عسكرية هو السبيل الوحيد لتأمين إطلاق الرهائن الذين تحتجزهم حماس وجماعات أخرى".
واعتبر نتنياهو أن القضاء على "حماس" يخلق "واقعاً لا يمكن أن يتكرر فيه هجوم كذاك الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر".
وقال نتنياهو مخاطباً الجنود خلال زيارة نادرة إلى القوات الإسرائيلية في شمال غزة، الاثنين: "أياً كان من تحدث عن وقف الحرب، فإنه ليس هناك شيء من هذا القبيل".
وأضاف: "لن نتوقف. الحرب ستستمر حتى النهاية، حتى اكتمالها، ليس أقل من ذلك".
وقال نتنياهو، لنواب من حزب "الليكود" الذي يتزعمه، إن الحرب أبعد ما تكون عن نهايتها، ورفض ما سماها تكهنات إعلامية بأن حكومته ربما تدعو إلى وقف القتال "لسنا بصدد التوقف. نحن مستمرون في القتال، وسنكثف القتال في الأيام المقبلة، وسيستغرق القتال وقتاً طويلاً، ولم يقترب من النهاية".
شروط نتنياهو للسلام
وفي مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الاثنين، أكد نتنياهو على 3 شروط مسبقة لتحقيق السلام، هي تدمير "حماس"، ونزع سلاح غزة، واستئصال ما سماه التطرف في المجتمع الفلسطيني.
وكتب نتنياهو: "بتدمير (حماس) ستواصل إسرائيل العمل في إطار الامتثال الكامل للقانون الدولي"، مشيراً إلى أن القضاء على حماس هو "الرد المكافئ الوحيد لمنع تكرار مثل هذه الفظائع المروعة".
وأضاف أن حكومته يجب أن تضمن عدم استخدام غزة مرة أخرى كقاعدة لشن هجوم على إسرائيل، ما يتطلب "إنشاء منطقة أمنية مؤقتة في محيط غزة، وآلية للتفتيش على الحدود بين غزة ومصر تلبي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل، وتمنع تهريب الأسلحة إلى القطاع".
وأودت الحرب الإسرائيلية على غزة بحياة أكثر من 20 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض، وفقاً لبيانات وزارة الصحة في قطاع غزة، كما أدت الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة إلى تدمير أجزاء كبيرة من القطاع، ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في غزة بأنه "مروع".