قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الخميس، إن "استراتيجية الغرب لهزيمة روسيا فشلت فشلاً ذريعاً"، معتبراً أن بلاده أصبحت "أقوى بشكل ملحوظ" خلال العام الماضي، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتبر روسيا، عدواً، لافتاً إلى أن بلاده "مستعدة لأي تطور بشأن ذلك".
وأضاف خلال مقابلة مع وكالة "سبوتنيك" وقناة "روسيا 24" الروسيتين، أن "الهدف الرئيسي لتوسيع (حلف شمال الأطلسي) الناتو، والحرب الهجينة التي شنها الغرب ضدنا هي إضعاف وتقسيم روسيا".
وتابع: "روسيا أصبحت أقوى بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، والضغط الغربي ساعد على توحيد المجتمع الروسي بدلاً من تقسيم روسيا".
وأردف: "واثق أن الشعب الروسي بأكمله سيضمن التحرك نحو النصر بما في ذلك في الصراع بأوكرانيا".
وأكد أن "العملية العسكرية الخاصة ستستمر، وهدفها نزع سلاح القوات الأوكرانية وتخلي كييف عن أيديولوجية النازية الجديدة وإزالة نظام (عصابات) بانديرا"، في إشارة إلى أنصار القومي المتطرّف الأوكراني ستيبان بانديرا (1909-1959) الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.
واعتبر وزير الخارجية الروسي، أن "الدول الغربية لم تحقق شيئاً بالعقوبات والضغوط على موسكو، سوى تماسك شعب روسيا".
واتهم لافروف، الغرب، بأنه "حاول وضع صربيا أمام خيار الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسوف يحاولون القيام بانقلاب هناك".
"عداوة واشنطن"
وفيما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن، ذكر لافروف أن "الولايات المتحدة وصفت روسيا بأنها عدو.. وإذا كان الأمر كذلك فإن موسكو مستعدة لأي تطوّر".
وتابع: "الجميع سئم من الدولار الذي تحول إلى وسيلة لتغيير الأنظمة"، لافتاً إلى أنه "من غير الممكن الآن وقف التحرك نحو نظام اقتصادي أكثر عدلاً".
وتسببت العقوبات الغربية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، والإجراءات المضادة الروسية التي أعقبتها في تجميد أصول بمليارات الدولارات. وجرى تجميد أصول للدولة الروسية بمئات المليارات من الدولارات في الغرب فضلاً عن تجميد أصول رجال أعمال ومستثمرين روس.
وفيما يخص "صيغة السلام" التي اقترحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال لافروف: "صيغة السلام التي طرحها زيلينسكي، نسج من الخيال المريض، والغرب ينوي فرض صيغة زيلينسكي، لتحقيق السلام في أوكرانيا، لكن بنودها لا يمكن تجسيدها".
وأشار الوزير الروسي إلى عقد اجتماع بشأن صيغة زيلينسكي قبل 10 أيام "في سرية تامة" بمشاركة الدول الغربية وبعض دول الجنوب العالمي.
وفيما يتعلق بالمفاوضات مع أوكرانيا، قال لافروف إنها "ليست مستبعدة"، و"روسيا لم ترفضها على عكس السلطات غير المسؤولة في أوكرانيا".
ووصف وزير الخارجية الروسي، محاولات البلدان الغربية لإيجاد حل للصراع في أوكرانيا، بحيث "يُعلن انتصاراً لكييف"، بأنها "محاولات للتبرؤ من المسؤولية"، كما وصف محاولات الغرب لجذب دول العالم الأخرى لتنفيذ صيغة زيلينسكي بـ"الاحتيال".
وفي تعليق على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، قال لافروف: "لا يمكن أن أتصور أن إسرائيل لم تتخذ أي إجراءات وقائية في حال كانت تعرف عن استعدادات لهجوم حماس مسبقاً".