"حماس": قدمنا ملاحظات على مبادرات الوساطة لضمان وقف تام للحرب

إسرائيل "غير مستعدة" لقبول "شروط خيالية" من أجل إتمام الصفقة

time reading iconدقائق القراءة - 9
دبابة إسرائيلية في إسرائيل بالقرب من الحدود مع غزة. 30 ديسمبر 2023 - Reuters
دبابة إسرائيلية في إسرائيل بالقرب من الحدود مع غزة. 30 ديسمبر 2023 - Reuters
رام الله/دبي-الشرقمحمد دراغمة

قال مسؤول في "حماس" لـ"الشرق"، الاثنين، إن الحركة قدمت ملاحظاتها الخاصة على المبادرتين المصرية والقطرية الخاصتين بتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، بما يضمن الوصول إلى وقف تام للحرب على غزة، وذلك تعليقاً على ما نقلته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول إسرائيلي قال إن إسرائيل ليست مستعدة لقبول "شروط خيالية" تضعها "حماس" لإتمام صفقة جديدة.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، نقلاً عن المسؤول الذي لم تذكر اسمه، أن الردود التي وصلت من الوسيط القطري "لا تشير إلى احتمالية التوصل لاتفاق وشيك" بين الجانبين. واعتبرت أن المطالب التي تطرحها حركة "حماس" لإتمام صفقة جديدة تبدو مبالغاً فيها، وأن إسرائيل غير مستعدة لقبولها.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن "الأمر أكثر تعقيداً مما كنا نعتقد. حماس عادت إلى المطالبة بوقف الأعمال العسكرية، وهذا لا يمكن قبوله".

من جانبه، قال مسؤول في حركة "حماس" لـ"الشرق"، إن الحركة أبدت مرونة بشأن إجراء تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار على مراحل، لكنها طالبت أن تنتهي العملية بوقف تام للحرب.

"تفاوض خلال القتال"

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين ومصدر وصفه بالمطلع القول، الاثنين، إن حركة "حماس" تقدمت بمقترح للوسطاء المصريين والقطريين لإتمام صفقة جديدة لتبادل الأسرى. وذكر أحد المسؤولين الإسرائيليين، الذين لم يسمهم الموقع الأميركي، أن إسرائيل رفضت الاقتراح، لكنها رأت فيه مؤشراً على "استعداد حماس الآن للدخول في مفاوضات بشأن صفقة جديدة لتبادل الرهائن حتى في ظل تواصل القتال في غزة".

وفصّل أحد المسؤولين الإسرائيليين اقتراح "حماس"، قائلاً إنه تكوّن من 3 مراحل تتضمن كل منها وقف القتال لأكثر من شهر مقابل إطلاق سراح عدد من المحتجزين.

ووفقاً لأحد المسؤولين الإسرائيليين اللذين تحدثا لـ"أكسيوس"، فإن الاقتراح الجديد ينص على إنهاء الحرب في غزة بعد تنفيذ المرحلة الأخيرة من الاتفاق، والتي تشمل إطلاق سراح الجنود المحتجزين في غزة.

وقال مسؤول إسرائيلي إن مجلس الحرب الإسرائيلي أبلغ الوسطاء القطريين والمصريين، الاثنين، أن اقتراح حماس الجديد "غير مقبول".

وأضاف أن "الاقتراح الذي تلقيناه من حماس، الأحد، كان غير واقعي تماماً، وطلبنا من الوسطاء أن يحاولوا تقديم اقتراح أكثر قبولاً، وهم يعملون على ذلك".

لكن أحد المسؤولين الإسرائيليين قال إن المفاوضات، التي أشار إلى أنها في مرحلة تسبق الانطلاق، لم تعد عالقة، لكنها أيضاً لا تحقق تقدماً كبيراً.

طلب ضمانات

في السياق نفسه، أشار مصدر مصري مطلع لـ"الشرق" إلى أن حركتي "حماس" و"الجهاد" وافقتا على النسخة الثانية من المبادرة المصرية، لكنهما قدمتا بعض الملاحظات بما يضمن الوصول إلى وقف تام للحرب على غزة.

وأوضح المصدر أن أبرز الضمانات التي طلبتها "حماس" و"الجهاد"، تتمثل في "إدخال المساعدات دون عراقيل"، وتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه بشكل كامل، وفتح المجال أمام عبور عدد أكبر من المرضى والمصابين للعلاج خارج قطاع غزة.

وقال المصدر المصري إن "حماس لديها استعداد لقبول هدنة مدتها تصل إلى 4 أسابيع"، منبهاً أن "مصر تقدم دعوة لحماس والجهاد لمناقشة التفاصيل الفنية للمبادرة المصرية الثانية".

وكانت الحركة الفلسطينية تشترط إجراء تبادل الأسرى بالتزامن مع وقف تام للحرب وإطلاق سراح "الكل مقابل الكل" أي جميع الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، مقابل كافة الأسرى الإسرائيليين، وهو ما رفضته إسرائيل بشدة مطالبة بإطلاق سراح أسراها دون قيد أو شرط.

وطرحت مصر، نهاية ديسمبر الماضي، مبادرة تتضمن صفقة إنسانية لمدة 10 أيام، تفرج خلالها "حماس" عن جميع المدنيين المحتجزين لديها من النساء والأطفال والمرضى كبار السن، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد مناسب يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين لديها.

وتشمل المرحلة الثانية الإفراج عن كافة المجندات المحتجزات لدى "حماس" مقابل عدد يتفق عليه من الجانبين، من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين داخل السجون الإسرائيلية، وتسليم كافة الجثامين المحتجزة لدى الجانبين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.

وخلال المرحلة الثالثة والأخيرة، يجري التفاوض لمدة شهر بشأن إفراج "حماس" عن جميع المجندين الإسرائيليين لديها، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد يتفق عليه بين الجانبين من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.

"تقدم بطيء"

وقدمت مصر وقطر مبادرتين للوصول إلى "حل وسط"، وهو ما أبدت حركة "حماس" وإسرائيل بعض المرونة تجاهه.

وذكرت تقارير غربية وإسرائيلية أن الوساطة القطرية قدمت مقترحاً للإفراج عن نحو 40 و50 محتجزاً لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مقابل تهدئة تستمر لمدة شهر.

وقال مصدر مطلع على المحادثات لصحيفة "هآرتس"، السبت، إن "هناك محادثات جادة بين إسرائيل و"حماس"، من خلال وسطاء في محاولة لكسر الجمود، لكن التقدم لا يزال بطيئاً، ولم يتم تحقيق اختراق كبير بعد".

وذكر مصدر مطلع على المفاوضات للصحيفة الإسرائيلية أن "مواقف الجانبين (الإسرائيلي والفلسطيني) متباعدة للغاية، ولم يتم تبادل أي مسودات. ولن تنضج هذه الخطوة في أي وقت قريب"، وفق تعبيره.

وصرّح مسؤول إسرائيلي، أنه إذا تقدمت المحادثات، فإنها ستكون "أكثر تعقيداً بشكل كبير" من مفاوضات الصفقة السابقة.

ولعبت مصر وقطر دور الوسيط بين إسرائيل و"حماس" في اتفاق أدى إلى هدنة لمدة أسبوع انهارت في 1 ديسمبر الماضي، أطلقت خلالها حماس سراح نحو 100 امرأة وطفل وأجنبي كانت تحتجزهم، مقابل إطلاق سراح 240 امرأة وفتيان فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

مباحثات في القاهرة

وقالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، الاثنين، إن وفداً أمنياً إسرائيلياً، من المقرر أن يصل العاصمة المصرية القاهرة قريباً، لبحث مرحلة جديدة من تبادل الأسرى مع حركة "حماس".

وبيّنت مصادر مقربة من المباحثات، أن المفاوضات تتركز على أن تطلق الحركة سراح 40 أسيراً إسرائيلياً من كبار السن، والمرضى، والمصابين، والنساء، والقصّر ممن تقل أعمارهم عن 18 عاماً، مقابل إطلاق سراح بضع مئات من الأسرى الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار بصورة كاملة في قطاع غزة لفترة تتراوح بين 21 و30 يوماً.

كما تبحث المفاوضات، وفق المصادر، انسحاب وحدات من الجيش الإسرائيلي من قلب قطاع غزة إلى الحدود، وزيادة كميات المواد الغذائية والوقود والدواء التي تدخل إلى القطاع، وعودة أعداد من النازحين إلى مناطقهم في شمال القطاع.

وأوضحت أن الصفقة التي سيتم التفاوض بشأنها، لن تتضمن الأسرى الفلسطينيين الكبار الذين سيجري التفاوض على إطلاق سراحهم في المرحلة الأخيرة، مثل عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات، وقادة "حماس" البارزين في السجون مثل عبد الله البرغوثي، وحسن سلامة، وعباس السيد، وإبراهيم حامد وغيرهم.

رفض الهدن المؤقتة

وكان القيادي في "حماس" عزت الرشق قال، السبت، إنه لا بد من وقف الحرب على قطاع غزة أولاً وقبل كل شيء، مؤكداً على أن الهدن المؤقتة والمجتزأة "صارت وراءنا".

وجاءت تصريحات الرشق، في حسابه على "تليجرام" بعد أن قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مجلس الحرب منح رئيس جهاز المخابرات (الموساد) دافيد برنيع ضوءاً أخضر لتنفيذ صفقة تبادل للمحتجزين مع حماس بموجب المبادرة القطرية الأخيرة.

وبحسب هيئة البث، يتضمن الاقتراح القطري إطلاق سراح عشرات المحتجزين الإسرائيليين مقابل وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وإطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من المحكوم عليهم بالسجن لفترات طويلة.

وفي 16 ديسمبر الماضي، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التقى مدير الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع في العاصمة النرويجية أوسلو، لمناقشة استئناف المفاوضات لتأمين إطلاق سراح المزيد من المحتجزين الإسرائيليين في غزة، في مقابل وقف إطلاق النار، وتحرير الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل.

وأطلقت إسرائيل حملتها على قطاع غزة المكتظ بالسكان رداً على هجوم شنه مقاتلو "حماس"، في السابع من أكتوبر الماضي، على بلدات إسرائيلية، ما أسفر عن سقوط 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة، وفقاً للإحصاء الإسرائيلي. فيما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع، إلى 21 ألفاً و978 فلسطينياً لقوا حتفهم في الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ اندلاع الحرب.

تصنيفات

قصص قد تهمك