دعا الوزير الإسرائيلي السابق أفيجدور ليبرمان، الاثنين، إلى إعادة احتلال جنوب لبنان، قائلاً إن على عليها "دفع الثمن بالأراضي عن الأضرار الناجمة عن هجمات حزب الله" في البلدات الشمالية لإسرائيل، فيما حض وزير الأمن الداخلي إيتمار بن جفير على تهجير الفلسطينيين من غزة، بعد دعوة مشابهة أطلقها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الأحد.
وقال ليبرمان، وزير المالية والدفاع السابق والعضو الحالي في الكنيست، إن على الجيش الإسرائيلي "عزل رقعة من جنوب لبنان ودفع الحركة إلى شمال نهر الليطاني، حتى لو كان ذلك يعني 50 عاماً من الاحتلال"، بحسب ما أوردت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وأضاف ليبرمان خلال الاجتماع الأسبوعي لحزبه "إسرائيل بيتنا"، أنه "لا يمكن أن تكون هناك بلدات بأكملها تم فيها تدمير ما يقرب من نصف المباني ببساطة"، في إشارة إلى شمال إسرائيل حيث تعرضت مبان إلى أضرار بفعل صواريخ "حزب الله".
وأجْلت إسرائيل عشرات الآلاف من الأشخاص في البلدات القريبة من الحدود اللبنانية، كإجراء احترازي، فيما رد الجيش الإسرائيلي على الهجمات بقصف مواقع في جنوب لبنان، وقتل خلالها عناصر من "حزب الله" وعدداً من المدنيين اللبنانيين، بما في ذلك صحافيين.
وأضاف ليبرمان: "لن نضم أي شيء (في جنوب لبنان)، ولن نبني مستوطنات، لكننا لن نفرج عن الأراضي إلا عندما تكون هناك حكومة في بيروت تعرف كيف تمارس سيادتها".
وتابع: "كل شيء بين الليطاني وإسرائيل يجب أن يكون تحت سيطرة الجيش الإسرائيلي"، مقارناً ذلك بـ"الاحتلال العسكري لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية". وأضاف: "إذا لم يدفع لبنان (التكلفة) بالأراضي، فإننا لم نحقق أي شيء".
وانسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو 2000 بعد احتلال دام قرابة 18 عاماً متواصلاً (1982)، نفذ خلالها العديد من الهجمات والمجازر، على غرار مجزرة "صبرا وشاتيلا".
وانتقد ليبرمان أيضاً تعامل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع الحرب في غزة، واصفاً حكومته بأنها "لا تعرف كيف تنهي الحرب في الجنوب، أو كيف تتصرف في الشمال".
تهجير الفلسطينيين في غزة
من جهته، أعرب وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، عن دعمه لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الخارج، معلناً أن الحرب تمثل "فرصة للتركيز على تشجيع هجرة سكان غزة".
وأضاف بن جفير خلال الاجتماع الأسبوعي لحزبه "عوتسما يهوديت" (عظمة يهودية)، أن من شأن هذه السياسة أن "تسهل عودة سكان المجتمعات الإسرائيلية الحدودية مع غزة، وكذلك المستوطنات الإسرائيلية في غزة، التي تم إخلاؤها في عام 2005"، واصفاً ذلك بأنه "حل صحيح وعادل وأخلاقي وإنساني"، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وتابع: "لا يمكننا الانسحاب من أي منطقة نحن فيها في قطاع غزة. ليس فقط أنني لا أستبعد الاستيطان اليهودي هناك، بل أعتقد أنه أمر مهم أيضاً".
ودفع عدد من أعضاء الكنيست، بمن فيهم وزراء في الحكومة الإسرائيلية، من أجل تهجير الفلسطينيين من غزة.
وقال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الأحد، إن على إسرائيل أن تناقش مجدداً عودة المستوطنين اليهود إلى قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، داعياً لتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى دول أخرى.
وأضاف سموتريتش، زعيم حزب "الصهيونية الدينية"، في حديث للإذاعة العسكرية الإسرائيلية: "من أجل تحقيق الأمن، علينا السيطرة على القطاع، ومن أجل السيطرة عليه على المدى الطويل نحن بحاجة إلى وجود مدني".
وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن إسرائيل يجب أن تعيد بناء المستوطنات داخل قطاع غزة، قال سموتريش إنه "يجب عليها أن تسيطر على المنطقة"، مضيفاً: "لا أعتقد أن هناك أحداً في إسرائيل لا يريد رؤية المستوطنات اليهودية في كل مكان".
وقال سموتريتش أيضاً للقناة 12، مساء السبت، إن إسرائيل "لا يمكن أن تسمح ببقاء غزة تحت سيطرة مليوني شخص يريدون تدمير دولة إسرائيل"، وتابع: "نريد تشجيع هجرتهم، ونحتاج إلى العثور على دول مستعدة لاستقبالهم".
وحظيت فكرة نقل السكان، التي كانت تعتبر ذات يوم وجهة نظر هامشية يتبناها أعضاء حركة "كاهانية" القومية المتطرفة، بمكانة بارزة متجددة في الخطاب السياسي الإسرائيلي في نوفمبر، عندما نشر عضوا الكنيست داني دانون (من حزب الليكود) ورام بن باراك (من حزب هناك مستقبل) مقالة افتتاحية بصحيفة "وول ستريت جورنال"، داعين "الدول في جميع أنحاء العالم إلى قبول أعداد محدودة من عائلات غزة التي أعربت عن رغبتها في الانتقال".