قال مسؤول ومصادر إسرائيلية إن إسرائيل تبحث استراتيجية "المرحلة الثالثة" من حربها المستمرة على قطاع غزة منذ قرابة 3 أشهر، وسط ترجيحات بأنها ستركز أكثر على حركة "حماس"، مع سحب بعض القوات الإسرائيلية إلى حدود القطاع، والاتجاه لتنفيذ "غارات وهجمات عن بعد بناء على معلومات استخباراتية".
ومنذ شن الحرب على غزة بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر، قال مسؤولون إسرائيليون إنهم خططوا لشن الهجوم على 3 مراحل رئيسية، تمثلت المرحلة الأولى في قصف مُكثف تمهيداً لدخول القوات البرية ودفع المدنيين إلى الإخلاء، فيما تمثلت المرحلة الثانية في الغزو البري الذي بدأ في 27 أكتوبر، بحسب وكالة "رويترز".
أما المرحلة الثالثة، فتشمل تنفيذ "غارات وهجمات "عن بعد"، بناء على معلومات استخباراتية، بحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية التي قالت إن "الهجمات ستدمر البنية التحتية لحركة حماس في المناطق التي أنهت فيها القوات الإسرائيلية القتال".
من جهته، حذّر معهد دراسة الحرب الأميركي (ISW) من أن انتقال القوات الإسرائيلية إلى "المرحلة الثالثة" من عملياتها في شمال قطاع غزة، من المرجح أن "يمكّن (حماس) من إعادة تشكيل نفسها عسكرياً".
وكان الجيش الإسرائيلي سرّح 5 ألوية كانت تقاتل في غزة، فيما أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن الجيش بدأ في تسريح لواءين إضافيين، في إطار عملية أوسع نطاقاً، ومن المتوقع أن تشمل تسريح لواءات إضافية من الخدمة، وربما على أساس أسبوعي أو شهري.
6 أشهر
ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "إسرائيل سحبت أخيراً بعض قواتها من غزة في إطار التحول إلى عمليات تركز أكثر على حركة (حماس)، وتعيد قدراً من جنود الاحتياط إلى الحياة المدنية لمساعدة الاقتصاد مع دخول البلاد العام الجديد الذي قد تستمر فيه الحرب لفترة طويلة".
وأشار المسؤول إلى أن "الإطاحة بحماس ما زالت هدفاً للهجوم في القطاع الفلسطيني، وإن بعض الألوية الخمسة المنسحبة ستستعد لاحتمال احتدام القتال على جبهة ثانية ضد جماعة حزب الله في جنوب لبنان".
وأوضح أن "الجيش الإسرائيلي يتجه صوب المرحلة الثالثة من الحرب بعد اجتياح الدبابات والقوات في الوقت الراهن لجزء كبير من قطاع غزة، وتأكيد سيطرته إلى حد كبير على الرغم من استمرار المسلحين الفلسطينيين في نصب الكمائن من الأنفاق والمخابئ".
وتوقع المسؤول الإسرائيلي أن "يستغرق ذلك 6 أشهر على الأقل، ويتضمن عمليات تطهير مكثفة"، مضيفاً: "لا أحد يتحدث عن إطلاق حمام السلام من الشجاعية"، في إشارة إلى منطقة في غزة دمرها القتال.
وعبأت إسرائيل 300 ألف جندي احتياطي للحرب، أي ما يتراوح بين نحو 10% إلى 15% من قوتها العاملة. وتم تسريح البعض بسرعة، لكن مصادر حكومية قالت إن ما بين 200 و250 ألف شخص ما زالوا يؤدون الخدمة العسكرية، ويتغيبون عن الوظائف أو الدراسة، بحسب "رويترز".
الجبهة اللبنانية
من ناحيته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن "نشر جنود الاحتياط سيتم بطريقة يمكن تجديدها، ويمكن للاقتصاد الإسرائيلي أن يعمل، ويمكن للعائلات التي تنتظر ذويها العودة إلى حياتها العادية".
ولفت المسؤول الإسرائيلي إلى أن بعض القوات التي انسحبت من غزة في الجنوب ستكون مستعدة للخدمة على الحدود الشمالية مع لبنان، حيث يتبادل مقاتلو جماعة "حزب الله" اللبنانية إطلاق النار مع إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين.
ويأتي هذا وسط تصاعد المخاوف من توسع دائرة الحرب، بعدما اغتالت إسرائيل، الثلاثاء، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري، في ضربة بمسيّرة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، كما أودت بحياة 5 أشخاص آخرين.
ولم تعلّق إسرائيل على العملية، لكن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قال، في مؤتمر صحافي، إن "(الجيش) في حالة تأهّب دفاعاً وهجوماً. نحن على أهبّة الاستعداد لكلّ السيناريوهات" بدون التعليق بشكل مباشر على مقتل العاروري.
وسبق أن حذرت إسرائيل من أن حرباً شاملة تلوح في الأفق في لبنان إذا لم يتراجع "حزب الله"، فيما تحظى "حماس" و"حزب الله" بدعم إيران التي تنفذ جماعات مسلحة متحالفة معها في سوريا والعراق واليمن أيضاً هجمات بعيدة المدى ضد إسرائيل.