أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الخميس، أنه قرر إجراء الانتخابات العامة في النصف الثاني من عام 2024، فيما أطلق خصمه السياسي الرئيسي زعيم حزب "العمال" كير ستارمر الحملة الانتخابية.
وفي أول مناسبات عامة لهما لهذا العام، توجّه رئيس الوزراء وخصمه إلى مانسفيلد في منطقة ميدلاندز وبريستل في ويست كانتري.
ويتولى حزب سوناك "المحافظ" السلطة منذ 14 عاماً، لكن يتوقع كثيرون أن يخسر الانتخابات التي يتعيّن تنظيمها قبل نهاية يناير 2025.
وانتُخب سوناك، وزير الخزانة السابق، في اقتراع داخلي للحزب في أكتوبر 2022، ليخلف ليز ترس التي تولت المنصب لفترة وجيزة بعد تنحي بوريس جونسون عقب سلسلة فضائح تتعلق بجائحة كورونا.
وسرت تكهّنات متزايدة بشأن الموعد الذي يمكن أن يدعو سوناك فيه إلى تنظيم الانتخابات، فيما يحاول خفض التضخم الذي بلغ ذروته ليسجّل حوالى 11% وإعادة إطلاق النمو الاقتصادي.
"مشروع الأمل"
من جانبه، صرح ستارمر (61 عاماً) الذي شغل منصب المدعي العام سابقاً، الخميس، بأنه "مستعد" للانتخابات، واعتبر أنها ستوفر للمملكة المتحدة فرصة "لاستعادة مستقبلها"، فيما عرض ما أطلق عليه "مشروع الأمل" في خطاب مطوّل بُثّ مباشرة على القنوات الإخبارية.
وأكد للناخبين أن الاقتراع سيقوم على الاختيار بين "14 عاماً من التراجع" أو "عقد من التجديد الوطني"، وأضاف: "هذه سنتكم.. فرصة تشكيل مستقبل بلادكم بين أيديكم..".
وأشار ستارمر إلى أن الناخبين على حق في معارضتهم للبرلمان في لندن وشعورهم "بالغضب لما آلت إليه الأوضاع السياسية"، بعد ثلاثة رؤساء وزراء محافظين تعاقبوا على السلطة في أكثر من عام بقليل. لكنه حذّر من "عدم المبالاة".
وقال: "التحدي الأكبر الذي نواجهه.. هو الشعور بأن الأمر غير مهم"، داعياً البريطانيين إلى "رفض المبادرات الشعبوية التي لا جدوى منها".
وتصدّر حزب العمال الاستطلاعات بأرقام عشرية على مدى أكثر من عام، ما يضعه على المسار ليصبح الحزب الأكبر في البرلمان مع ستارمر رئيساً للوزراء.
إعادة توازن الاقتصاد
ورفض سوناك استبعاد إجراء اقتراع في الثاني من مايو الماضي، تزامناً مع الانتخابات المحلية، لكنه أشار إلى أنه يحتاج إلى مزيد من الوقت لإعادة التوازن إلى الاقتصاد.
وقال: "أريد بأن أواصل المضي قدماً عبر إدارة الاقتصاد بشكل جيّد وخفض ضرائب الناس.. لكنني أريد أيضاً أن أتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية". وأضاف: "لذا، لدي الكثير الذي يتعيّن عليّ إتمامه.. وأنا عازم على مواصلة تحقيق إنجازات للشعب البريطاني".
ويتوقع على نطاق واسع أن يخسر المحافظون الذين تولت 5 شخصيات رئاسة حزبهم ورئاسة الوزراء منذ انتخبوا عام 2010، في الانتخابات المقبلة ليتسّلم العمال بقيادة ستارمر السلطة.
وشهدت سنوات حكم المحافظين اضطرابات اقتصادية، انطلاقاً من تداعيات أزمة 2008 المالية، وصولاً إلى أزمة تكاليف المعيشة الحالية التي أدت إلى إضرابات في مختلف القطاعات.
ومن المقرر أن تكشف الحكومة النقاب عن الموازنة في 6 مارس المقبل، إذ يتوقع أن يعلن المحافظون عن خفض للضرائب على أمل كسب الناخبين.
وما لم يختر سوناك تحديد موعد الانتخابات لوقت لاحق من العام، فإن أكتوبر يعد الموعد الأكثر ترجيحاً لتجنّب تزامن الاقتراع مع الانتخابات الأميركية والمؤتمرات الحزبية.
ونادراً ما تجرى الانتخابات خلال الشتاء في بريطانيا، إذ إن أحوال الطقس تؤثر على نسب المشاركة.