تصاعد التوتر بين الكوريتين.. إطلاق قذائف ومناورات بالذخيرة الحية

time reading iconدقائق القراءة - 8
شاشة تلفزيون تعرض تقريراً إخباريا يتضمن لقطات أرشيفية لإطلاق كوريا الشمالية قذائف مدفعية، داخل محطة للسكك الحديدية في سول، كوريا الجنوبية. 5 يناير 2024. - AFP
شاشة تلفزيون تعرض تقريراً إخباريا يتضمن لقطات أرشيفية لإطلاق كوريا الشمالية قذائف مدفعية، داخل محطة للسكك الحديدية في سول، كوريا الجنوبية. 5 يناير 2024. - AFP
سول -أ ف ب

أطلقت كوريا الشمالية، الجمعة، أكثر من 200 قذيفة مدفعية قرب جزيرتين كوريتين جنوبيتين، ما دفع سول إلى التوجيه بإخلائهما، وإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية.

وتأتي التوترات الأخيرة، بعد تحذيرات متكررة من زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذي وجه بلاده بالاستعداد "للمضي إلى حرب" ضد جارته الجنوبية، وحليفتها الولايات المتحدة.

وقال الجيش الكوري الشمالي إنه أجرى مناورة بحرية بالذخيرة الحية "كإجراء طبيعي مضاد" ضد التهديدات الكورية الجنوبية، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية.

وذكر مسؤول بوزارة الدفاع في سول خلال مؤتمر صحافي، أنّ "كوريا الشمالية أطلقت أكثر من 200 قذيفة، الجمعة، في مناطق جانجسان-جوت في الجزء الشمالي من جزيرة بانجيوندو والمناطق الشمالية من جزيرة يونبيونج".

وسقطت القذائف في المنطقة العازلة على طول الحدود بين الكوريتين، التي أنشئت بموجب اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في عام 2018.

وأضاف المسؤول الكوري الجنوبي أن "هذا عمل استفزازي يهدد السلام في شبه الجزيرة الكورية"، مشيراً إلى أنه "لم يحدث أي ضرر للشعب الكوري أو الجيش" بعد سقوط القذائف شمال الحدود.

"عمل استفزازي"

من جانبه، قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون سيك، إن استئناف القصف المدفعي داخل المنطقة العازلة "عمل استفزازي يهدد السلام في شبه الجزيرة الكورية، ويؤدي إلى تصعيد التوتر".

وأضاف أنه رداً على تصرفات بيونج يانج، فإن الجيش الكوري الجنوبي سيوجه "رداً فورياً وقوياً ونهائياً، علينا أن ندعم السلام بقوة ساحقة".

وحذّر الجيش الكوري الشمالي جارته الجنوبية من الإقدام على "عمل استفزازي بحجة ما يسمى العمل المضاد"، قائلاً إنها إذا فعلت ذلك، فإن كوريا الشمالية "ستلجأ إلى رد مضاد صارم على مستوى غير مسبوق"، وفقاً لوكالة الأنباء الكورية الشمالية.

وأضاف أن "اتجاه إطلاق القذائف البحرية ليس له حتى تأثير غير مباشر على جزيرتي بينجنيونج ويونبيونج".

وبعيد ذلك، أجرت البحرية الكورية الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية في جزيرة يونبيونج، الجمعة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب".

أوامر إخلاء

وقال مسؤولون في كوريا الجنوبية لوكالة "فرانس برس"، إن السلطات طلبت من المدنيين إخلاء جزيرة يونبيونج على نحو "وقائي"، لكن أوامر الإخلاء ألغيت لاحقاً.

وتقع جزيرة يونبيونج في كوريا الجنوبية في البحر الأصفر على مسافة نحو 80 كيلومتراً غرب إنشيون، و12 كيلومتراً جنوب ساحل مقاطعة هوانجهاي في كوريا الشمالية.

كذلك، أبلغت السلطات في جزيرة بانجيوندو، التي يبلغ عدد سكانها نحو ألفي نسمة عن صدور أمر إخلاء فيها.

وأوضح مسؤول محلي في جزيرة بانجيوندو، التي يسكنها نحو 4 آلاف و900 شخص لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق: "نحن نصدر إعلانات بالإخلاء".

بكين تدعو لـ"ضبط النفس"

من جهتها، حضّت الصين كل الأطراف على "ضبط النفس"، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ونبين: "في ظل الوضع الراهن، نأمل أن تحافظ كل الأطراف على الهدوء وضبط النفس، وتمتنع عن القيام بخطوات تزيد التوترات، وتفادي تصعيد إضافي للوضع، وتوفير ظروف لاستئناف الحوار المجدي".

وفي وقت سابق هذا الأسبوع، استعرض الرئيس الصيني شي جين بينج والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون خلال محادثة هاتفية يوم رأس السنة، العلاقات الوثيقة بين بكين وبيونج يانج.

وتضمنت المحادثة إعلان الزعيمين 2024 "عام الصداقة بين الصين وكوريا الشمالية"، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

وأضافت الوكالة: "قال شي إن التعاون بين الصين وكوريا الشمالية دخل في الأعوام الأخيرة مرحلة تاريخية جديدة بفضل الجهود المشتركة".

وتابعت: "دائماً ما كان ينظر (الحزب الشيوعي الصيني) والحكومة الصينية إلى العلاقات بين الصين وكوريا الشمالية من منظور استراتيجي وطويل الأجل. تتمثّل سياسة الصين الثابتة في الحفاظ على علاقات الود والتعاون الطويلة الأجل بين البلدين وتوطيدها وتطويرها".

وفي نوفمبر 2010، أطلقت بيونج يانج 170 قذيفة مدفعية على جزيرة يونبيونج، ما أسفر عن مصرع 4 أشخاص بينهم مدنيان. وكان هذا أول هجوم كوري شمالي على منطقة مدنية منذ الحرب الكورية 1950-1953.

والعلاقات بين الكوريتين هي حالياً في أحد أدنى مستوياتها منذ عقود، بعدما كرّس كيم وضع بلاده كقوة نووية في الدستور، وأجرت بلاده سلسلة اختبارات على العديد من الصواريخ البالستية المتطورة العابرة للقارات.

تهديدات واستعدادات

وفي خطاب طويل ألقاه في ختام اجتماع بمناسبة نهاية العام، حدّد فيه التوجهات الاستراتيجية لبلاده، أطلق الزعيم الكوري الشمالي تهديدات جديدة بتوجيه ضربات نووية ضد سول، وأمر بتسريع الاستعدادات العسكرية لـ"حرب" يمكن أن "تندلع في أي وقت" في شبه الجزيرة.

وقال كيم جونج أون في خطابه إن واشنطن "لا تزال تشكل أنواعاً مختلفة من التهديد العسكري لبلدنا"، وأمر الجيش الشعبي الكوري بمراقبة الوضع الأمني في شبه الجزيرة الكورية من كثب، والحفاظ "على قدرة ساحقة للرد على الحرب"، بحسب وكالة الأنباء الكورية الشمالية.

واعتبر الزعيم الكوري الشمالي أنه "أمر واقع أن تندلع حرب في أي وقت في شبه الجزيرة الكورية، بسبب تحركات الأعداء المتهورة الهادفة إلى غزونا"، وأمر "بتعبئة كل الوسائل والقوى المادية، بما في ذلك القوة النووية، في حالة الطوارئ" ضد كوريا الجنوبية.

مناورات عسكرية مشتركة

وفي مسعى لردع بيونج يانج، أرسل الجيش الأميركي إلى كوريا الجنوبية الشهر الماضي الغواصة "Missouri" العاملة بالدفع النووي، فيما أشرك حاملة الطائرات "Ronald Reagan"، وقاذفة استراتيجية من طراز "B-52" في مناورات عسكرية مع سول وطوكيو.

وردّت بيونج يانج بتجربة لإطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات "Hwasong-18"، هو الأقوى في الترسانة الكورية الشمالية، ويرجّح أنه قادر على بلوغ كل الأراضي الأميركية، في تحذير صريح لواشنطن.

وفي عام 2023، أجرت كوريا الشمالية عدداً قياسياً من تجارب الصواريخ البالستية، في انتهاك للعديد من قرارات الأمم المتحدة، التي تمنع بيونج يانج من تطوير هذه التكنولوجيا.

والجمعة، أفادت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، بأن كيم دعا إلى تكثيف إنتاج منصات إطلاق الصواريخ "نظراً إلى الوضع الخطير الراهن الذي يتطلّب أن تكون البلاد أكثر استعداداً لمواجهة عسكرية مع العدو".

وتأتي دعوته بعد اتهام البيت الأبيض كوريا الشمالية بـ"تزويد روسيا" صواريخ بالستية ومنصات إطلاق صواريخ، استخدمت في الهجمات الأخيرة على أوكرانيا، في ما اعتبرت واشنطن أنه تصعيد لدعم بيونج يانج موسكو.

لكن الجيش الأوكراني أعلن، الجمعة، أنه غير قادر على تأكيد استخدام روسيا صواريخ وأسلحة كورية شمالية.

تصنيفات

قصص قد تهمك