هروب "فيتو" يثير اضطرابات مسلحة في الإكوادور

عصابات تستولي على مراكز اعتقال وتقتحم محطة تلفزيونية.. والجيش يتدخل

time reading iconدقائق القراءة - 7
دبابة تحمل جنوداً إكوادوريين في أحد شوارع العاصمة كيتو. 9 يناير 2024 - AFP
دبابة تحمل جنوداً إكوادوريين في أحد شوارع العاصمة كيتو. 9 يناير 2024 - AFP
دبي/ كيتو -وكالاتالشرق

أعلن رئيس الإكوادور، دانيال نوبوا، دخول بلاده في "نزاع داخلي مسلح"، وأمر قوات الأمن بـ"تحييد" عصابات إجرامية ضالعة في تجارة المخدرات، والتي استولت على عدد من مراكز الاعتقال، وقامت بالسيطرة على محطة تلفزيونية، وذلك في أعقاب فرار أحد أكثر زعماء العصابات نفوذاً في البلاد، وهو خوسيه أدولفو ماسياس، المعروف أيضاً باسم "فيتو".

وفي مرسوم وقعه، الثلاثاء، أقر نوبوا بـ"وجود نزاع داخلي مسلح"، وأمر بـ"تعبئة وتدخّل القوات المسلحة، والشرطة الوطنية لضمان السيادة ووحدة الأراضي الوطنية، ضد الجريمة المنظمة والمنظمات الإرهابية".

وهذه العصابات الإجرامية كانت بغالبيتها قبل سنوات قليلة، عصابات شوارع، تحولت إلى جهات عنفية فاعلة على صعيد الاتجار بالمخدرات مع فروع حول العالم بعدما أصبحت الإكوادور، محطة أساسية لتصدير الكوكايين الذي يتم إنتاجه في البيرو وكولومبيا المجاورتين.

وهاجم مسلحون ملثمون، محطة تلفزيون إكوادورية خلال بث مباشر، الثلاثاء، مما أجبر الموظفين على الاستسلام، فيما أكدت شرطة الإكوادور في وقت لاحق إلقاء القبض على جميع المسلحين، وإجلاء الطاقم الإعلامي، وأن جميع الموظفين والرهائن على قيد الحياة. 

وقال سيزار زاباتا، القائد العام للشرطة الوطنية، إنه تم العثور على ما لا يقل عن أربعة أسلحة نارية وقنبلتين يدويتين و"مواد متفجرة" وتم اعتقال 13 شخصاً. وأضاف أنه سيتم تقديم الجناة إلى العدالة بسبب "أعمالهم الإرهابية"، وفق تعبيره.

ووصف مذيع تلفزيون TC، خورخي ريندون، الاستيلاء على البث بأنه "هجوم عنيف للغاية".

ويتذكر ريندون في مقطع فيديو منشور على حساب قناة TC Television على منصة "إكس": "لقد أرادوا دخول الاستوديو حتى نتمكن من قول ما يريدون، أعتقد رسالتهم".

وقال مسؤولون كبار في المخابرات الإكوادورية لصحيفة "واشنطن بوست"، إن قوات الأمن اعتقلت حوالي 10 من المهاجمين، مشيرة إلى أن بعضهم أعضاء في عصابتي "لوس تيجيرونيس"، و"لوس لوبوس" القويتين.

وتشهد الإكوادور تصاعداً في أعمال العنف، حيث تتنافس العصابات المحلية المرتبطة بالعصابات المكسيكية والكولومبية على السيطرة.

واندلعت الاضطرابات بسبب هروب أحد أكثر زعماء المجرمين نفوذاً في الإكوادور، وهو خوسيه أدولفو ماسياس، المعروف باسم "فيتو".

ورداً على الأزمة المتصاعدة، اختطف أفراد العصابات، ضباط شرطة، ونفذوا تفجيرات في عدة مدن، احتجاجاً على حالة الطوارئ لمدة 60 يوماً وحظر التجول الليلي الذي فرضه الرئيس نوبوا. وأظهر مقطع فيديو، تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، ضباطاً مختطفين يتم إجبارهم على قراءة بيان يحذر من الحرب ضد الحكومة.

وتجري مطاردة رجل العصابات "فيتو"، الذي كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 34 عاماً، بتهمة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والقتل. وكشفت السلطات، أن زعيم مخدرات آخر سيئ السمعة، فابريسيو كولون بيكو، من عصابة لوس لوبوس، قد هرب أيضاً، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني.

وتفاعلاً مع الأحداث، أعلنت البيرو المجاورة، الثلاثاء، حال الطوارئ في كل المناطق على حدودها مع الإكوادور التي تمتد أكثر من 1400 كيلومتر، وتعزيز عمليات المراقبة بإرسال شرطيين وجنود إضافيين.

من جانبها، أعلنت بكين، الأربعاء، تعليق النشاطات القنصلية لسفارتها في كيتو، وكذلك نشاطات قنصليتها. وقالت السفارة الصينية في كيتو في بيان باللغة الإسبانية نشرته على موقع ويتشات للتواصل الاجتماعي، إن موعد استئناف هذه النشاطات المعلّقة "سيعلن للجمهور في الوقت الملائم".

وأعربت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عن "قلقها البالغ" إزاء أعمال العنف.

وفي منشور على منصّة "إكس"، قال براين نيكولز، المسؤول عن شؤون أميركا اللاتينية في الخارجية الأميركية "نشعر بقلق بالغ إزاء أعمال العنف وعمليات الاختطاف التي وقعت اليوم في الإكوادور".

وأضاف أنّ المسؤولين الأميركيين "سيظلّون على اتّصال وثيق" بنظرائهم الإكوادوريين، للبحث في سبل معالجة الأزمة الراهنة.

وأعلنت البرازيل وتشيلي وكولومبيا والبيرو، دعمها للإكوادور، قائلة إنها "ترفض العنف".

رهائن

واندلعت الاضطرابات في عدة سجون في جميع أنحاء البلاد، مع احتجاز الحراس كرهائن في بعض السجون. وعزا الرئيس نوبوا الانتفاضات إلى الانتقام من جهوده لـ"استعادة السيطرة" على سجون الإكوادور، وتعهد بعدم التفاوض مع الإرهابيين حتى استعادة السلام.

وتسببت أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات في خسائر فادحة للإكوادور، إذ تضاعف معدل جرائم القتل أربع مرات في الفترة من 2018 إلى 2022، وتم تسجيل أكثر من 7800 جريمة قتل في العام الماضي.

وأودت الاشتباكات بين السجناء منذ فبراير 2021 بحياة 460 شخصاً، مما أثار مخاوف بشأن تدهور الوضع الأمني في البلاد.

من جهتها قالت الشرطة الوطنية في منشور على منصّة "إكس"، إنّ اثنين من عناصرها "قُتلا بوحشية على أيدي مجرمين مسلّحين" في مدينة نوبول المجاورة.

أيام صعبة

وأقر مسؤول التواصل في الرئاسة، روبرتو إيزورييتا، الثلاثاء، بأن "هذه أيام صعبة جداً"، بعدما اتخذت الرئاسة "القرار المهم لمحاربة هذه التهديدات الإرهابية بشكل مباشر".

وأعقب هروب "فيتو"، حركات تمرد واحتجاز حراس رهائن في سجون مختلفة، وفق مقاطع فيديو بثت على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهرت الرهائن يهدَّدون بسكاكين سجناء ملثمين. والثلاثاء، انتشرت مقاطع جديدة تظهر إعدام حارسَين على الأقل، رمياً بالرصاص وشنقا.

وذكرت إدارة السجون في بيان، أن 139 من طواقمها ما زالوا محتجزين رهائن في خمسة سجون في البلاد، دون التعليق على فيديوهات الإعدام.

وتعطي الصور التي بُثت على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصعب التحقق من صحّتها، فكرة عن أعمال العنف مثل هجمات بزجاجات حارقة وإضرام النار في سيارات وإطلاق نار عشوائي على شرطيين ومشاهد هلع.

وفي جواياكيل، أغلقت فنادق ومطاعم أبوابها، فيما تقوم مركبات عسكرية بدوريات في الشوارع. وفي العاصمة كيتو، أغلقت المتاجر ومراكز التسوق مبكراً.

وفي المساء، طلبت وزارة التربية والتعليم، إغلاق كل مدارس البلاد احترازياً.

وتبث القوات الأمنية منذ الأحد، صوراً لعمليات التدخل التي تقوم بها في سجون مختلفة، تظهر مئات السجناء ممددين على الأرض بملابسهم الداخلية وأيديهم على رؤوسهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك