حماس: "مجاعة فعلية" في شمال غزة.. وواشنطن تعطل إنهاء الحرب

أسامة حمدان: قيادات الحركة لن تغادر القطاع.. وبلينكن "يبيع الوهم"

time reading iconدقائق القراءة - 7
أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس خلال مؤتمر صحافي في بيروت. 10 يناير 2024 - الشرق
أسامة حمدان عضو المكتب السياسي لحركة حماس خلال مؤتمر صحافي في بيروت. 10 يناير 2024 - الشرق
دبي -الشرق

قال أسامة حمدان، عضو المكتب السياسي في حركة "حماس" الفلسطينية، إن مناطق شمال قطاع غزة، وصلت إلى حد "المجاعة الفعلية"، مشدداً على أنه "لا حديث عن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين قبل وقف الحرب"، واصفاً الإعلان الإسرائيلي بشأن "المرحلة الثالثة" من الحرب على غزة بأنه "دعاية سوداء كاذبة". 

واتهم مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس"، خلال مؤتمر صحافي في بيروت، مساء الأربعاء، الولايات المتحدة، بـ"تعطيل جهود إنهاء حرب إسرائيل على قطاع غزة"، معلقاً على جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إلى المنطقة، قائلاً إن "بلينكن ينظر بعين واحدة لما يجري في المنطقة، عين تتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي، وتدعم رؤيته في تصفية القضية الفلسطينية، وإبادة الشعب الفلسطيني".

وأضاف: "لا تزال الإدارة الأميركية تتبنى رواية الاحتلال المضللة ودعايته الكاذبة، في محاولاتها لتبرير الإبادة الجماعية النازية ضد المدنيين، ولا تزال تردد أن المقاومة تتمركز بين المدنيين، في سياسة مكشوفة لغسل يد الاحتلال من دماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة".

وشدد أسامة حمدان،  على أن أهالي قطاع غزة، "يواجهون كارثة إنسانية بمعنى الكلمة في ظل نقص مقومات الحياة، وقلة المساعدات التي تدخل عبر المعابر، ما ينذر بارتفاع عدد الضحايا والمصابين بشكل كبير"، وأضاف "من لم يمت بالقتل أو القنص أو الحرق، مات بالجوع والعطش والمرض".

وطالب حمدان، السياسية الهولندية سيجريد كاج، منسقة الأمم المتحدة للإشراف على شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة، والتي تسلمت مهامها، الاثنين الماضي، بـ"تحرك عاجل، وعمل جاد ينهي معاناة كل الفلسطينيين النازحين في قطاع غزة"، و"ألا تخضع لكل ضغوط الاحتلال ومحاولات وإملاءات الإدارة الأميركية بتعطيل المهام الإنسانية في القطاع"، وأن "تسعى بشكل عاجل إلى العمل على تدفق المساعدات المطلوبة للقطاع، خاصة مناطق الشمال التي وصلت إلى حد المجاعة الفعلية، وأن تسعى إلى تسهيل دخول الوقود إلى المستشفيات، والمخابز، ومحطات المياه والصرف الصحي، وأن تعمل على تشغيل مراكز العمل المدني التي دمرها الاحتلال".

كما طالب أيضاً المنظمات الأممية والدولية المعنية بالعمل الإنساني، بدعم كاج في مهامها، وصولاً إلى وقف ما وصفه بـ"العدوان الهمجي" على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

تبادل الأسرى

وبشأن الأسرى الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، شدد حمدان على أنهم "لن يعودوا أحياء إلى ذويهم ما لم يستجب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأركان عدوانه في حكومة حربه الفاشلة، لشروط المقاومة التي تتمثل في الوقف الشامل والكامل للحرب".

ونفى ما تردد عن مبادرة قطرية لاستئناف المفاوضات بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين، وقال: "لا مبادرات مقبولة ما لم تعتمد أساساً على الوقف الكامل للحرب على غزة".

وأكد القيادي في "حماس"، رفض خروج قيادات الحركة من قطاع غزة، واصفاً "الحديث عن خروج الفصائل الفلسطينية من أرضها"، بأنه "وهم".

وندد حمدان بتصريحات بعض القادة الإسرائيليين عن المرحلة الثالثة من الحرب، ووصفها بأنها "دعاية سوداء"، قائلاً: "تسويق إسرائيل بالشراكة مع الإدارة الأميركية لما يسمى الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب يأتي في سياق دعاية سوداء كاذبة ومكشوفة لدى شعبنا ومقاومتنا، ومحاولة يائسة لتمريرها كإنجاز على حساب دماء شعبنا، في ظل استمرار كل أشكال المجازر والجرائم ضد شعبنا".

واعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي "لم يحقق أي من أهدافه طوال أكثر من 3 أشهر من العدوان الوحشي، ولذلك يحاول عبر تصعيد الهجمات الوحشية على الأطفال والنساء، إحراز (نصر مزعوم)"، خاصة مع انسحابه من قطاع غزة، لا سيما الشمال.

ودعا حمدان، محكمة العدل الدولية، والتي من المقرر أن تنظر الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا بشأن ارتكاب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة، إلى عدم الرضوخ لما سماه "إملاءات وضغوط" الإدارة الأميركية، مطالباً الإدارة الأميركية مجدداً بـ"التوقف عن سياساتها التي تعطل جهود إنهاء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال في غزة، والعمل فوراً على وقف هذا العدوان، والكف عن العبث بالقوانين والأنظمة الدولية" لصالح إسرائيل.

وقال حمدان إن الاحتلال الإسرائيلي لم يترك جريمة إلا وارتكبها في مخالفة صارخة لكل الشرائع والقواعد والأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، من قتل جماعي، وتهجير قسري، واعتقال للمدنيين الأبرياء وتعذيبهم وتعريتهم وتصويرهم وهم عراة، واستهداف ممنهج للأطفال قتلاً، وأخيراً خطفاً، وقنصاً للنساء واستهدافهن أثناء خروجهن من أماكن الإيواء بأوامره، وتدمير لكل مقومات الحياة الإنسانية في قطاع غزة، من مستشفيات ومراكز إيواء، ومدارس، وجامعات، ومساجد، وكنائس، ومراكز خدمية، مشيراً إلى أن إجرام الاحتلال وصل إلى حد نبش القبور وتجريفها وتدنيس جثامين الضحايا وسرقة أعضائها.

جولة بلينكن

وفي تعليقه على جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخامسة إلى المنطقة منذ 7 أكتوبر الماضي، والتي شملت تركيا، والسعودية، والإمارات، والأردن، وإسرائيل، والضفة الغربية، ومصر، والبحرين، قال مسؤول العلاقات الدولية في حركة "حماس"، إن بلينكن جاء إلى المنطقة مجدداً لكي "يبيع الوهم"، "مثلما يفعل في كل جولة أو زيارة".

ورداً على تصريحات بلينكن، بشأن استعداد العديد من دول المنطقة، لـ"الاستثمار في مستقبل غزة"، بقوله إن الشعب الفلسطيني "هو سيد قراره وهو المعني بتقرير مصيره وحده، دون تدخل من أحد وفق رؤيته المتمثلة في الحرية، وتحرير الأرض، والتخلص من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على أرض وطنه وعاصمتها القدس".

في الوقت نفسه، أكد قيادي "حماس"، ترحيب حركته بأي جهد عرب وإسلامي مساند للقضية الفلسطينية، ومؤيد لإنهاء  الحرب. 

وأضاف: "بلينكن ينظر بعين واحدة لما يجري في المنطقة، عين تتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي، وتدعم رؤيته في تصفية القضية الفلسطينية، وإبادة الشعب الفلسطيني، ولا تزال الإدارة الأميركية تتبنى رواية الاحتلال المضللة ودعايته الكاذبة، في محاولاتها لتبرير الإبادة الجماعية النازية ضد المدنيين، ولا تزال تردد أن المقاومة تتمركز بين المدنيين، في سياسة مكشوفة لغسل يد الاحتلال من دماء الأطفال والنساء والشيوخ في غزة".

وتابع حمدان: "عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي الهمجي تجاوز 30 ألف شهيد بين قتيل ومفقود أو تحت الركام، ومع ذلك لا تنظر الإدارة الأميركية إلى الأمر إلا بعين الاحتلال، وهو ما يعكس مدى تورطها في هذه الجرائم وكافة الانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال".

تصنيفات

قصص قد تهمك