قال مساعدون لرئيس الوزراء الباكستاني السابق، نواز شريف، إن حزبه الذي يعتبر الأوفر حظاً للفوز بالانتخابات العامة المقررة في فبراير المقبل، سيبدأ حملته الانتخابية الأسبوع المقبل، بعد أيام من سماح المحكمة العليا له بالترشح لولاية رابعة.
ويبدو أن الحملة لانتخابات 8 فبراير، والتي تأجلت من نوفمبر، ستكون سباقاً باهتاً في بيئة سياسية غامضة بعد سجن المنافس الرئيسي لشريف، وهو رئيس الوزراء السابق عمران خان، واستبعاده من المنافسة.
وقال برويز رشيد، وهو مساعد مقرب من شريف لـ"رويترز"، "سنبدأ إن شاء الله حملتنا الجماهيرية في 15 يناير"، مضيفاً أن شريف سيتحدث في تجمع حاشد بعد ذلك بيومين.
ويعتقد المحللون، أن الجيش الذي يتمتع بنفوذ في البلاد أعطى دعمه لشريف البالغ من العمر (74 عاماً)، بعد أن دخل في مواجهة مع نجم الكريكيت السابق عمران خان (71 عاماً).
ضوء أخضر
والاثنين قضت المحكمة العليا في باكستان بأن منع ترشح مسؤول مدى الحياة "غير دستوري"، مما منح نواز شريف الذي شغل منصب رئيس وزراء باكستان، في ثلاث ولايات سابقة، الضوء الأخضر لخوض الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.
وكان نواز قد أقيل من منصبه كرئيس للحكومة عام 1017 بأمر من المحكمة العليا بسبب قضية فساد، ومنعته المحكمة ذاتها بعد عام من قرارها من تولي أي منصب سياسي بسبب هذه القضية، ما أدى إلى الحكم عليه بالسجن 10 سنوات.
ودخل نواز بالفعل السجن، وقضى فيه 10 أشهر قبل الإفراج عنه لأسباب صحية، وغادر إلى لندن لتلقي العلاج في نوفمبر 2019، حيث ظل هناك إلى حين عودته إلى باكستان، في أكتوبر الماضي.
ومنذ عودته استفاد من إلغاء القضاء لإدانتين سابقتين بتهمة الفساد.
ورأت المحكمة التي اضطرت إلى التوفيق بين حكمها السابق والقانون الجديد، أن عدم الأهلية للترشح مدى الحياة يقيد "الحق الأساسي للمواطنين في الترشح في الانتخابات والتصويت للمرشح الذي يختارونه".
ولطالما نفى نواز شريف، الذي لم يكمل أياً من ولاياته، ارتكاب مخالفات. وندد بمؤامرة الجيش لتسهيل فوز عمران خان الانتخابي الذي أصبح رئيساً للوزراء في عام 2018.
منافس غائب
وستنظم الانتخابات التشريعية بغياب عمران خان، الشخصية السياسية الأكثر شعبية في البلاد المسجون منذ أغسطس، ويواجه الكثير من التهم، وأُعلنت عدم أهليته للترشح لمدة خمس سنوات.
ويؤكد خان الذي أقيل من منصبه بموجب مذكرة حجب ثقة في أبريل 2022، أن الإجراءات المتخذة في حقه مدفوعة باعتبارات سياسية لمنعه من الترشح مرة أرى ويتهم بدوره الجيش بالوقوف وراء متاعبه القضائية.
ومتم ديسمبر الماضي، أعلن مسؤولو حزب "حركة إنصاف" الذي أسسه عمران خان أن ترشيح الأخير رفض كما رفضت ترشيحات معظم أنصاره للانتخابات التشريعية.
وأعلن المتحدث باسم الحزب، رؤوف حسن، بعد إغلاق باب الترشيحات أن "ترشيحات القادة الوطنيين وقادة الولايات لحركة إنصاف الباكستانية رُفضت كلها تقريباً". وأوضح أن "90 إلى 95% من ملفات مرشحينا رفضت" مندداً بإستراتيجية لمنع مرشحي حركة إنصاف من خوض الانتخابات.
ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن مسؤول في اللجنة الانتخابية، تأكيد رفض عدد من مرشحي الحزب بينهم عمران خان نفسه، بسبب صدور أحكام قضائية بحقهم.
وتعلن اللجنة القائمة النهائية للمرشحين في 23 يناير، ومن المحتمل أن يطعن حزب خان في إقصاء عدد من أعضائه أمام القضاء أو اللجنة نفسها.