شنّت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات على أهداف لجماعة الحوثي في اليمن، مستخدمة طائرات مقاتلة وسفناً حربية وغواصات، وذلك لإضعاف "قدرة الحوثيين على مواصلة هجماتهم غير القانونية والمتهورة على السفن الأميركية والدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر"، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون).
وقالت قيادة القوات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط إنها ضربت أكثر من 60 هدفاً في 16 موقعاً في اليمن، مضيفة أنها استخدمت أكثر من 100 من الذخائر دقيقة التوجيه في الضربات على مراكز قيادة وتحكم، ومستودعات ذخيرة ومنظومات إطلاق ومنشآت إنتاج وأنظمة رادار الدفاع الجوي".
وكشفت وزارة الدفاع البريطانية أن أربع مقاتلات بريطانية من طراز تايفون، بمساعدة طائرات التزود بالوقود، استخدمت صواريخ بيفواي الموجهة لضرب هدفين في شمال غرب اليمن.
وقال مسؤول في البحرية الأميركية، إن أكثر من 15 مقاتلة متعددة المهام من طراز F/A-18 "سوبر هورنت" انطلقت من حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN-69) في العملية العسكرية ضد جماعة الحوثي، حسبما نقلت "فوكس نيوز".
كما لعبت غواصة الصواريخ الموجهة "يو إس إس فلوريدا الأميركية دوراً هاماً في هذه العملية العسكرية الأولى من نوعها، إلى جانب المدمرة "دياموند" التابعة للبحرية البريطانية.
ورصدت شبكة "CNN" الأسلحة والمعدات العسكرية والصواريخ المستخدمة في عمليات قصف الحوثيين.
صواريخ توماهوك
صاروخ "توماهوك" للهجوم الأرضي (TLAM) هو صاروخ كروز بعيد المدى يُستخدم في الحروب البرية العميقة، يتم إطلاقه من السفن السطحية والغواصات الأميركية والبحرية الملكية البريطانية، ويحلق بسرعات دون سرعة الصوت.
وصُمِّم صاروخ "توماهوك" للطيران على ارتفاعات منخفضة للغاية وبسرعات عالية، ويُوَجَّه على طريق مراوغ بواسطة العديد من أنظمة التوجيه المصممة خصيصاً للمهمة.
وتتميز صواريخ "توماهوك" بالدقة العالية، وبما أنها موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فيمكنها تغيير الأهداف أو المسارات بعد الإطلاق حسب الاحتياجات.
وأول استخدام عملي له كان في عملية عاصفة الصحراء (حرب الخليج الثانية) عام 1991، وحققت نجاحاً هائلاً.
ومنذ يناير 1991، تم إطلاق أكثر من 2000 صاروخ توماهوك في العمليات القتالية، بما في ذلك في عام 2011 أثناء عملية "فجر أوديسا" في ليبيا، وفي عام 2014 أثناء عملية "العزم الصلب" في سوريا، وفق الموقع الرسمي للبحرية الأميركية.
الغواصة "USS Florida"
الغواصة "يو إس إس فلوريدا" هي واحدة من أربع غواصات تعمل بالطاقة النووية ومزودة بصواريخ موجهة (SSGNs) في أسطول البحرية الأميركية.
في الأصل، كانت غواصة الصواريخ الباليستية من فئة أوهايو - والتي تحمل رؤوساً حربية نووية -وتم تحويل فلوريدا وباقي الغواصات "يو إس إس أوهايو" و"يو إس إس ميشيغان" و"يو إس إس جورجيا"، إلى غواصات صاروخية موجهة بين عامي 2005 و2007.
ويسمح حجم الغواصة بحمل 154 صاروخ كروز من طراز توماهوك، أي أكثر بنسبة 50% من مجموعة مدمرات الصواريخ الموجهة الأميركية وما يقرب من أربعة أضعاف عدد الغواصات الهجومية الأحدث للبحرية الأميركية.
وقال كارل شوستر، قائد البحرية الأميركية السابق ومدير العمليات في مركز الاستخبارات المشتركة التابع للقيادة الأميركية في المحيط الهادئ، لشبكة CNN في عام 2021: "يمكن لهذه الغواصات تقديم الكثير من القوة النارية بسرعة كبيرة".
وأضاف أن هذه الغواصات يمكنها إطلاق 154 صاروخاً من طراز "توماهوك" بدقة عالية، ولا يمكن لأي منافس للولايات المتحدة أن يتجاهل هذا التهديد".
وظهر حجم هذه القوة النارية في مارس 2011، عندما أطلقت المدمرة الأميركية "يو إس إس فلوريدا" ما يقرب من 100 صاروخ توماهوك ضد أهداف في ليبيا خلال عملية "فجر أوديسا". كان هذا الهجوم بمثابة المرة الأولى التي يتم فيها استخدام شبكات الغواصات في القتال.
ويتم تشغيل فلوريدا بواسطة مفاعل نووي يوفر البخار لمحركين يديران مروحة الغواصة. وتصف البحرية نطاقها بأنه "غير محدود"، حيث أن قدرتها على البقاء تحت الماء مقيدة فقط بالحاجة إلى تجديد الإمدادات الغذائية لطاقمها.
مدمرات الصواريخ الموجهة
تمثل مدمرات الصواريخ الموجهة من طراز Arleigh Burke العمود الفقري لأسطول البحرية الأميركية، إذ يبلغ عددها حوالي 70.
والمدمرة BURKE قادرة على حمل أسلحة دفاعية وهجومية يصل وزنها إلى 9700 طن.
وتنشر المدمرات صواريخ "كروز توماهوك" مع نظام الإطلاق العمودي (VLS)، حيث تحتوي كل مدمرة على 90 إلى 96 خلية.
وتتمركز في المنطقة حالياً حاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور"، ومدمرات الصواريخ الموجهة من طراز "أرلي بيرك"، و"يو إس إس جرافلي"، و"يو إس إس لابون"، و"يو إس إس ماسون"، ومدمرة الصواريخ الموجهة من النوع 45 التابعة للبحرية الملكية البريطانية "إتش إم إس دايموند".
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها القيادة المركزية الأميركية إطلاق صواريخ من طراز كروز توماهوك من على متن حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور (CVN-69) ومدمرة من طراز Arleigh Burke، بالإضافة إلى طائرات الحرب الإلكترونية "Growler"، ومقاتلات متعددة المهام من طراز F/A-18 "Super Hornet"، وطائرة إنذار مبكر تكتيكية محمولة جواً من طراز E-2 "Hawkeye"، وفق موقع "أفياسينست".
طائرات F/A-18
هي طائرة هجومية تابعة للبحرية الأميركية تعمل كمرافقة للأسطول البحري والجوي، توفر الدعم الجوي القريب والبعيد. وهي نسخة محدثة من الطائرة F-18C/D. تحمل Super Hornet وقوداً داخلياً أكثر بنسبة 33 بالمائة مقارنة بالنسخة العادية، مما يزيد من القدرة على العمل بنسبة 50%.
كانت أول رحلة بحرية تشغيلية لطائرة سوبر هورنيت، F/A-18 E، على متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن (CVN 72) في 24 يوليو 2002، وشهدت العمل القتالي الأولي في 6 نوفمبر 2002، عندما شاركت في ضربة على أهداف في منطقة "حظر الطيران" في العراق، وفق موقع "ميليتاري".
ونفذت طائرة سوبر هورنيت طلعات قتالية من حاملة الطائرات أبراهام لينكولن خلال عملية المراقبة الجنوبية، مما يدل على الموثوقية وزيادة المدى والقدرة على الحمولة. تبلغ تكلفة سوبر هورنت لكل ساعة طيران 40% من تكلفة طائرة F-14 Tomcat وتتطلب ساعات صيانة أقل بنسبة 75% لكل ساعة طيران.
مقاتلات تايفون
تعتبر مقاتلات "تايفون" النفاثة ذات المحركين أساس الأسطول الجوي في المملكة المتحدة.
وطائرة تايفون قادرة على الطيران بسرعة 1.8 ماخ، وقادرة على التحليق في علو يصل إلى 55 ألف قدم، وفقًا لشبكة CNN.
وتم تطويرها من قبل مجموعة من شركات الدفاع لتزويد العديد من دول الناتو بمقاتلة متعددة المهام، وهي أيضاً منصات أسلحة قوية، قادرة على حمل مجموعة من صواريخ جو-جو وجو-أرض بالإضافة إلى القنابل الموجهة بدقة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أربع طائرات من طراز Typhoon FGR4 تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، مدعومة بناقلة طراز Voyager لتزويد الطائرات بالوقود، نفذت غارات على منشآت تابعة للحوثي، أحدهما كان في شمال غرب اليمن يستخدم لإطلاق طائرات الاستطلاع والهجوم المسيرة، كما استهدفت عدداً من المباني التي تحتضن العمليات العسكرية للحوثي.
ودُعِمَت طائرات تايفون البريطانية بواسطة ناقلة التزود بالوقود الجوي فوييجر والتي تسمح للطائرات بالتحليق لمسافات أطول. ولم تذكر وزارة الدفاع البريطانية المكان الذي أقلعت منه الطائرات. لكن لقطات فيديو نشرها وزير الدفاع جرانت شابس أظهرت طائرة تايفون، وهي تقلع ليلاً من مدرج أرضي.
المدمرة دياموند
قالت وزارة الدفاع البريطانية إن "المدمرة البحرية الملكية HMS Diamond من الفئة "تايب 45"، لعبت دوراً فعالاً إلى جانب سفن حربية أميركية وفرنسية في الدفاع عن ممرات الملاحة الدولية الحيوية ضد الطائرات المسيرة والصواريخ الحوثية.
ونظراً لاستمرار الحوثيين في تهديد السفن التجارية، التي تعرض العديد منها بالفعل لأضرار، والاستهداف المتعمد لسفن HMS Diamond وسفن البحرية الأميركية في 9 يناير، حددت قوات التحالف منشآت رئيسية مشاركة في هذه الهجمات، ووافقت على توجيه ضربة منسقة للحد من قدرة الحوثيين على انتهاك القانون الدولي بهذه الطريقة".
وطائرة دياموند مخصصة للدفاع الجوي، وترافق التشكيلات البحرية لحمايتها من أي هجوم جوي أثناء الإبحار.
ويتمثل الدور الأساسي لـ HMS Diamond في تزويد السفن بالدفاع الجوي باستخدام نظام الصواريخ المضاد للطائرات Sea Viper، والكشف عن تهديدات العدو من مسافة بعيدة، وتحييدهم إذا لزم الأمر، وفق موقع البحرية الملكية البريطانية.
وبعيداً عن دور الدفاع الجوي، تعد HMS Diamond منصة متعددة الاستخدامات وقادرة على تنفيذ مجموعة واسعة من المهام القتالية، بدءاً من عمليات مكافحة المخدرات على متن الطائرة، أو العمل كقائد لمجموعة مهام أو تقديم المساعدات الإنسانية. والإغاثة في حالات الكوارث.