مصر تؤكد انتظام الملاحة بقناة السويس.. وتحذر من مخاطر عدم الاستقرار بالمنطقة

أعربت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، عن قلقها البالغ إزاء تصاعد العمليات العسكرية في البحر الأحمر، والغارات الجوية التي تم توجيهها لعدد من المناطق داخل اليمن، فيما نفت هيئة قناة السويس المصرية تعليق حركة الملاحة "بصفة مؤقتة" نتيجة تطورات الأوضاع في المنطقة، مؤكدةً انتظام الحركة بالاتجاهين.

ودعت الخارجية المصرية في بيان على فيسبوك لـ"ضرورة تكاتف الجهود الدولية والإقليمية من أجل خفض حدة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك أمن الملاحة في البحر الأحمر"، معتبرةً أن التطورات الخطيرة والمتسارعة التي تشهدها منطقة جنوب البحر الأحمر واليمن، "مؤشر واضح على ما سبق أن حذرت منه مراراً وتكراراً من مخاطر اتساع رقعة الصراع في المنطقة نتيجة استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في قطاع غزة".

وأكدت القاهرة "حتمية الوقف الشامل لإطلاق النار، وإنهاء الحرب القائمة ضد المدنيين الفلسطينيين، لتجنيب المنطقة المزيد من عوامل عدم الاستقرار والصراعات والتهديد للسلم والأمن الدوليين".

ويأتي البيان المصري بعد ساعات من شن القوات الأميركية والبريطانية ضربات ضد جماعة "الحوثي" اليمنية، سعياً منها لوقف هجماتهم المتكررة على سفن في البحر الأحمر، لكن الحوثيين هددوا بالانتقام والرد.

وأجبرت هجمات الحوثيين الذين يقولون إنها تأتي احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، العديد من سفن الشحن على تجنب المرور بمضيق باب المندب باتجاه قناة السويس التي تعد واحدة من أكثر الطرق البحرية ازدحاماً في العالم، بحسب وكالة "فرانس برس".

انتظام الحركة بقناة السويس

وفي سياق متصل، أكد رئيس هيئة قناة السويس المصرية الفريق أسامة ربيع، الجمعة، أن "حركة الملاحة بالقناة منتظمة بالاتجاهين"، نافياً صحة ما يتردد في الأوساط الملاحية عن تعليق الملاحة "بصورة مؤقتة" نتيجة تطورات الأوضاع في منطقة باب المندب.

وأوضح ربيع في بيان أن "قناة السويس تقدم خدماتها الملاحية بصورة طبيعية إذ ستشهد حركة الملاحة بالقناة، السبت، عبور 44 سفينة من الاتجاهين، بإجمالي حمولات صافية قدرها 2.3 مليون طن".

وأكد "حرص هيئة قناة السويس على فتح قنوات تواصل مباشرة مع الشركات والخطوط الملاحية والتنسيق المشترك بما يصب في صالح خدمة المجتمع الملاحي وضمان استدامة سلاسل الإمداد العالمية".

ومضيق باب المندب هو مدخل البحر الأحمر من الجنوب، ويقع بين اليمن وجيبوتي وإريتريا على الساحل الأفريقي، كما يعد أحد أهم المسارات المائية في العالم لشحنات السلع العالمية المنقولة بحراً، وخاصة النفط الخام المتجه إلى البحر المتوسط ​​عبر قناة السويس.

وعبر المضيق نحو 7.80 مليون برميل يومياً من شحنات النفط الخام والوقود في أول 11 شهراً من 2023، ارتفاعاً من 6.60 مليون برميل يومياً طوال 2022، وفقاً لشركة تحليلات النفط "فورتيكسا" التي رصدت عبور 27 ناقلة محملة بالخام أو الوقود يومياً في المتوسط في عام 2023، ارتفاعاً من 20 في العام الماضي.

وتعد قناة السويس مصدراً رئيسياً للعملة الأجنبية التي تعاني مصر نقصاً فيها، وتسعى الحكومة جاهدة منذ سنوات لتعزيز إيراداتها بما في ذلك من خلال توسيع القناة في عام 2015، فيما يجري حالياً تنفيذ المزيد من عمليات التوسيع.

وبحسب بيانات صندوق النقد الدولي، انخفضت حركة نقل البضائع عبر قناة السويس الأسبوع الماضي بنسبة 35% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وحقّقت القناة في العام المالي 2022-2023 عائدات مالية بلغت 9,4 مليارات دولار، وهي أعلى إيرادات سنوية تسجّلها، وبزيادة قدرها نحو 35% عن العام السابق، وفق ما أعلنت الهيئة في يونيو الماضي.