دعا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، لزيارة كييف، ولكن بشرط واحد، حسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، في نسختها الأوروبية، الجمعة.
وقال زيلينسكي إن الرئيس الأميركي السابق سيكون محل ترحيب إذا زاره في العاصمة الأوكرانية، ما دام قادراً على وقف الحرب مع روسيا في غضون 24 ساعة، كما وعد سابقاً.
وكان ترمب قد تفاخر بقدرته على إنهاء الحرب فوراً إذا أصبح رئيساً للولايات المتحدة، وذلك عن طريق حث زيلينسكي والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على الموافقة على تسوية. كما أكد أن لديه علاقة جيدة مع كلا الزعيمين. وأشاد ترمب ببوتين، الذي شن غزواً شاملاً لأوكرانيا في فبراير 2022، مراراً خلال مسيرته الرئاسية.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع القناة الرابعة الإخبارية البريطانية، من المقرر بثها مساء الجمعة: "نعم، من فضلك، دونالد ترمب، أنا أدعوك إلى زيارة أوكرانيا، إلى كييف".
وأضاف: "إذا كنت قادراً على وقف الحرب في غضون 24 ساعة، فأعتقد أن ذلك سيكون كافياً لتأتي إلى كييف في أي وقت أتواجد فيه هنا".
وقال الرئيس الأوكراني إنه يرغب في معرفة "صيغة" ترمب لإنهاء الحرب، إذا كانت لديه.
ورغم حرص أوكرانيا على إقامة علاقات مع المرشح الجمهوري الأوفر حظاً وحلفائه قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل، فإن زيلينسكي لديه أكثر من سبب ليكون حذراً من رجل ليس لديه رغبة كبيرة في مواصلة تقديم الدعم لأوكرانيا في مقاومتها للغزو الروسي، بحسب "بوليتيكو".
زيلينسكي يحضر لكافة الاحتمالات
وأشار زيلينسكي في ديسمبر الماضي، إلى أن عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض قد يكون لها "تأثير قوي" على الحرب في أوكرانيا.
وقال في مؤتمر صحافي حينها: "إذا كانت سياسة الرئيس المقبل، أيا كان، مختلفة حيال أوكرانيا، أكثر فتوراً، أو أكثر اقتصاداً، أعتقد أن هذه المؤشرات سيكون لها تأثير قوي جداً على مجريات الحرب"، لافتاً إلى أن ترمب في حال فوزه سيتبنى "على الأرجح سياسة مختلفة" لأن لديه "شخصية مختلفة" عن جو بايدن.
لكنه أعرب عن أمله في عدم تغير الخطوط الكبرى للسياسة الرسمية لواشنطن على صعيد دعم كييف. وأضاف: "كل مسؤول لديه تأثير على مجتمعه وعلى ما تقوم به حكومته".
وحذر زيلينسكي من أن تراجعاً محتملاً للمساعدات الأميركية يمكن أن يؤثر على مساعدة الاتحاد الأوروبي، لكنه تدارك: "أنا واثق بأن الولايات المتحدة لن تخوننا، وبأن ما اتفقنا عليه مع الولايات المتحدة سيتم احترامه".
"24 ساعة"
وفي مايو الماضي، كان ترمب قد أثار الجدل عندما قال إنه سينهي الحرب الروسية الأوكرانية في ظرف 24 ساعة إذا ما تولى الرئاسة في الولايات المتحدة مرة أخرى.
وأكد: "سأفعل ذلك في غضون 24 ساعة. سأفعلهُ. أنت بحاجة إلى قوة الرئاسة لفعل ذلك"، وشدد ترمب على أنّه يُمكنه وقف الحرب من خلال التفاوض مباشرةً مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وقال: "سألتقي بوتين. سألتقي زيلينسكي. كلاهما لديه نقاط ضعف وكلاهما يتمتّع بنقاط قوّة. وفي غضون 24 ساعة، ستتمّ تسوية تلك الحرب. وستنتهي".
وأشار ترمب إلى أنه يعتقد أن "بوتين ارتكب خطأً" بغزو أوكرانيا. وأوضح أن "خطأه هو الدخول (إلى أوكرانيا). لم يكن ليذهب إلى هناك لو كنت أنا رئيساً".
وتابع: "لا أفكّر من منظور الفوز والخسارة. أفكّر من منظور تسوية الأمر". وأضاف ترمب المعارض للسياسة الجمهوريّة الداعمة لكييف: "أريد أن يتوقّف.. الموت. إنهم يموتون. الروس والأوكرانيون. أريدهم ألا يموتوا. وسأفعل ذلك".