الولايات المتحدة وبريطانيا تبحثان تصعيد الهجمات ضد الحوثيين "دون حرب واسعة"

الخطط تشمل التركيز على استهداف إمدادات أسلحة إيران إلى اليمن

time reading iconدقائق القراءة - 6
طائرة عسكرية أميركية تقلع من على متن حاملة طائرات لشن ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن. 12 يناير 2024 - REUTERS
طائرة عسكرية أميركية تقلع من على متن حاملة طائرات لشن ضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في اليمن. 12 يناير 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

تبحث الولايات المتحدة وبريطانيا تكثيف الحملة العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، اليمنية، لكن "دون التسبب في حرب واسعة"، من خلال التركيز على استهداف الإمدادات الإيرانية، وشن ضربات استباقية "أكثر عدوانية"، حسبما نقلت "بلومبرغ"، السبت.

واعتبرت الوكالة، أن المقترحات المطروحة "ربما تمثل تصعيداً" في ظل استمرار جهود التحالف الساعي لإنهاء الهجمات في البحر الأحمر، لافتةً إلى خطورة أن تضع هذه التحركات الأكثر عدوانية، الولايات المتحدة في مواجهة مباشرة مع إيران، ما قد يثير نوعاً من "الصراع الإقليمي" الذي يسعى الرئيس الأميركي جو بايدن لتجنبه.

وأشارت "بلومبرغ"، إلى أن "هذه الاعتبارات تنبع من الاعتراف بأن سلسلة الضربات الأميركية والبريطانية لم تردع الحوثيين حتى الآن، أو تقلل من قدرتهم على استهداف السفن التجارية".

وقالت مصادر وصفتها الوكالة بأنها مطلعة على الأمر، إن "الولايات المتحدة وبريطانيا تنظران في طرق أفضل لعرقلة جهود إيران الساعية لإعادة إمداد الحوثيين عن طريق البحر"، لافتة إلى "صعوبة قطع الطرق البرية".

لكن مسؤولاً بريطانياً أوضح أن "المسؤولين يدرسون أنواعاً مختلفة من العمليات العسكرية لعرقلة تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين"، فيما اعتبر أشخاص مدافعون عن هذه الإجراءات أن "الوقت مناسب بسبب نقاط ضعف إيرانية".

ولفتت مصادر مطلعة على الموقف الأميركي، إلى أن "القيادة الإيرانية ربما بالغت في دعم الحوثيين، وشن هجمات في باكستان والعراق"، ولذلك "قد لا ترد على التصعيد".

وذكرت الوكالة أن هذه الإجراءات تأتي في ظل تصاعد المخاوف من استمرار الاضطرابات في البحر الأحمر لوقت أطول مما كان متوقعاً، فمنذ 16 نوفمبر الماضي، هاجم الحوثيون، قرابة 16 سفينة بطائرات مسيرة وصواريخ، بحسب شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري.

ولفتت "بلومبرغ" إلى وجود بعض الأدلة التي تشير إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها اتبعوا نهجاً أكثر عدوانية، إذ قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، إن القوات الأميركية صعدت، الأسبوع الماضي، على متن مركب شراعي في بحر العرب، وصادرت مكونات صواريخ إيرانية الصنع كانت متجهة إلى الحوثيين.

وشكلت الولايات المتحدة وبريطانيا، بدعم من دول أخرى، "مهمة بحرية" لتأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين على السفن المتجهة إلى إسرائيل، تضامناً مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقصف القوة الدولية، اليمن، لأول مرة في 12 يناير، واستهدفت البنية التحتية للرادارات والصواريخ والطائرات المسيّرة لقوات الحوثيين. وتلا ذلك عدة ضربات أخرى مماثلة.

وتسعى واشنطن إلى تقليص القدرات العسكرية للحوثيين المدعومين من إيران، لكن بعد أسبوع على الضربات المكثفة، لا يزال الحوثيون يُشكلون تهديداً، وتعهدوا بمواصلة استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.

من جهته، قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الجمعة، إن "القوات الأميركية نفذت 3 ضربات ناجحة للدفاع عن النفس ضد أهداف للحوثيين في اليمن"، مؤكداً أن "هذه الأفعال تأتي دفاعاً عن النفس، لكنها تسهم أيضاً في جعل المياه الدولية أكثر أمناً للسفن البحرية وأيضاً للشحن التجاري".

وشدد كيربي، على "حاجة الحوثيين لوقف هذه الهجمات، ويمكنهم اتخاذ هذا الخيار"، لكنه أضاف: "لدينا خيارات يجب علينا اتخاذها أيضاً. وأمامنا خيارات متاحة، سنواصل البحث في هذه الخيارات".

وذكرت "بلومبرغ"، أن الحلفاء أجروا مباحثات بشأن ما إذا كانت قواعد الاشتباك الحالية تسمح بهذا النوع من الضربات العدوانية التي يتصورها المسؤولون.

كانت المتحدثة باسم البنتاجون، سابرينا سينج، أكدت، الخميس الماضي، أن قائد القيادة المركزية الأميركية الوسطى "سنتكوم"،  مايكل كوريلا، "لديه الصلاحية التي يحتاجها لاتخاذ إجراء دفاعي"، لكن مسؤولاً أميركياً آخر أكد "عدم الحاجة إلى تغييرات في السياسة القائمة".

وأشارت المصادر المطلعة على الموقف الأميركي لـ"بلومبرغ"، إلى أن "المسؤولين في الإدارة الأميركية يعتقدون أن إيران بالغت في تقدير دورها، وأثارت القلق في العواصم العربية التي يخشى قادتها من استهدافهم".

وأعرب مسؤول كبير في الخارجية الأميركية، عن "تصاعد المخاوف في دول الشرق الأوسط وخارجه بشأن تصرفات إيران"، مشيراً إلى تعاون تلك الدول في الأمم المتحدة وأماكن أخرى للتصدي لطهران ووكلائها.

دعم إيران

كان المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام، اعتبر في تصريحات لـ"رويترز"، أن الضربات التي تشنها الولايات المتحدة ضد مواقع وأهداف تابعة للجماعة، "غير مبررة"، مشدداً على أن الجماعة "ستواصل الرد عليها".

وأضاف أن الجماعة كانت تستهدف فقط السفن الإسرائيلية، أو تلك المتجهة إلى إسرائيل، ضمن ما اعتبر أنه "حق طبيعي لليمن أمام المياه الإقليمية الدولية".

وبشأن التعاون بين الحوثيين وإيران، قال عبد السلام، إن الجماعة "تستفيد من الخبرة الإيرانية في التصنيع العسكري"، لكنه نفى أن تكون طهران هي المتحكمة فيما تتخذه الجماعة من قرارات.

وأضاف: "لا ننكر أن لدينا علاقة مع إيران، وأننا استفدنا من التجربة الإيرانية فيما له علاقة بالتصنيع والبنية التحتية العسكرية البحرية والجوية وما غير ذلك، لكن القرار الذي اتخذه اليمن هو قرار مستقل لا علاقة له بأي طرف آخر".

تصنيفات

قصص قد تهمك